بريمن، ألمانيا 10 مارس 2025 (شينخوا) قال خبير اقتصادي ألماني إن مرونة النظام الاقتصادي الصيني تُمكّن الصين من تحديد هدف نمو اقتصادي طموح يبلغ حوالي 5 بالمائة لعام 2025.

وأشار ولفرام إلسنر، الأستاذ في جامعة بريمن والخبير في الشؤون الصينية، إلى أن هذه المرونة لا تدعمها فقط السوق الواسعة والتدابير السياساتية القوية في البلاد، وإنما تعتمد أيضا على "مجموعة من الإمكانات"، وهي شبكة من العوامل المساهمة ذات القيمة العالية، بما في ذلك سلاسل الإمداد الراسخة، وشركات التكنولوجيا سريعة النمو وشركات "اليونيكورن"، فضلا عن المواهب ذات المهارات العالية.

وأفاد أن "هذه إحدى المزايا الرئيسية التي تستفيد منها الشركات الألمانية الكبيرة العاملة في الصين".

ووصف إلسنر تحقيق الصين لنمو اقتصادي بنسبة 5 بالمائة في 2024 بأنه "إنجاز مبهر للغاية"، مشددا على أنه في حين أن الصين لا تزال محركا للنمو العالمي، فقد تطور نموذجها الاقتصادي.

وقال إن "الصين كانت تُعرف ذات يوم باسم 'بطلة التصدير العالمية'، مدفوعة إلى حد كبير بالفائض التجاري. أما الآن، فاقتصادها يعتمد بشكل أساسي على الاستهلاك المحلي والاستثمار ما يعكس مرونة أكبر وقدرة أقوى على تحقيق التوازن الذاتي".

ولفت إلى أن أحد التحولات السياسياتية التي أثارت إعجابه هو قرار الصين العام الماضي بإزالة جميع القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع، معتبرا أن هذه الخطوة تشير إلى سوق أكثر انفتاحا وتعكس ثقة الصين في مرونتها الاقتصادية وقدرتها التنافسية.

وتوقع إلسنر أن تركز الصين على استمرارية السياسات وقابليتها للتنبؤ لضمان تحقيق تقدم ثابت نحو تنميتها عالية الجودة.

وقال إن "التنمية عالية الجودة في الصين هي الطريق إلى المستقبل"، مضيفا أن استمرارية السياسات أدت إلى استقرار الاقتصاد المحلي للصين وعززت الثقة الدولية في السوق الصينية.

وأشار إلى أن "رأس المال الغربي يدرك جيدا أنه يمكن الوثوق بتنمية الصين، وهو يعبر عن ذلك بأفعاله".

بالإضافة إلى الحفاظ على نموها الخاص، سلط إلسنر الضوء على دور الصين في دعم دول الجنوب العالمي.

وأشار إلى منح الصين معاملة صفرية من حيث التعرفة الجمركية للواردات القادمة من جميع البلدان الأقل نموا التي تربطها بها علاقات دبلوماسية، ولا سيما المنتجات الصناعية القادمة من أفريقيا، واصفا ذلك بأنه نهج مبتكر للتعاون الاقتصادي العالمي.

وقال إنه "من خلال إلغاء التعريفات الجمركية على الواردات، تدعم الصين بفاعلية عملية التصنيع في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يساعد هاتين المنطقتين على تحقيق التنمية المستدامة".