الخرطوم 10 مارس 2025 (شينخوا) حذرت الأمم المتحدة اليوم (الاثنين) من تراجع حجم التمويل الدولي للسودان، معتبرة أن ذلك يشكل "ضربة كارثية" للمساعدات لهذا البلد العربي الإفريقي الذي يواجه أزمة إنسانية بسبب الحرب الدائرة منذ قرابة عامين.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان صحفي اليوم "إن التخفيضات المفاجئة في التمويل من قبل كبار المانحين الحكوميين تشكل ضربة كارثية للمساعدات الإنسانية في السودان، الذي يعاني من واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في عصرنا".

وأعلن المانحون الرئيسيون في الآونة الأخيرة عن تخفيضات وتعليقات شاملة للتمويل، وفق البيان، مما أدى إلى "قطع الدعم الكبير للمنظمات الإنسانية التي تعمل على الوصول إلى حوالي 21 مليون شخص في حاجة ماسة في السودان هذا العام".

وأشار البيان إلى أن خفض التمويل يأتي في وقت تتزايد فيه الاحتياجات في السودان أكبر من أي وقت مضى، موضحا "أن أكثر من نصف السكان يعانون من الجوع وانتشار المجاعة".

وحذر من أنه "بدون التمويل العاجل، من المرجح أن تنتشر المجاعة في الأشهر المقبلة".

ودعا البيان المانحين الرئيسيين إلى إعادة النظر في قراراتهم بخفض التمويل للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في السودان.

كما حث الحكومات الأخرى والمانحين والمؤسسات والجمعيات الخيرية والشبكات الدينية والقطاع الخاص والأفراد على تكثيف الجهود بشكل عاجل للمساعدة في سد الفجوات التي خلفتها هذه التخفيضات.

وتحتاج الأمم المتحدة هذا العام إلى 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات الإنسانية في السودان، بحسب البيان، مشيرا إلى أنه "لم يتم تلقي سوى 6.3 في المائة من التمويل".

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان.

وأطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها في 17 فبراير الماضي خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025 للسودان، لجمع 6 مليارات دولار بهدف مساعدة ما يقرب من 26 مليون شخص داخل البلاد وفي المنطقة.

وكانت الحكومة السودانية أعلنت في أواخر أكتوبر الماضي أن 28.9 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية بسبب تأثيرات الحرب في البلاد.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلفت 29683 قتيلا، وفق أحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

وتسببت الحرب في فرار أكثر من 14 مليون شخص، بواقع 11 مليون نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة، بحسب منظمة الهجرة الدولية.