دمشق 9 مارس 2025 (شينخوا) أكد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع مساء اليوم (الأحد) أنه لن يسمح لأي جهة كانت أن تعبث بوحدة بلاده الوطنية أو تفسد السلم الأهلي، وذلك بعد التوترات والأحداث الأخيرة في غرب البلاد، متعهدا بمحاسبة "كل من تورط في دماء المدنيين".

وقال الشرع في كلمة مسجلة حول المستجدات الأخيرة في الساحل السوري "إن سوريا، بكل مكوناتها، ستظل موحدة بعزيمة شعبها، وقوة جيشها، ولن نسمح لأي جهة كانت أن تعبث بوحدتها الوطنية أو تفسد السلم الأهلي".

وأضاف "أن سوريا ستظل صامدة، ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية".

وتابع "أننا نجرم أي دعوة أو نداء يسعى للتدخل في شؤون بلادنا أو يدعو لبث الفتنة وتقسيم سوريا الحبيبة، فلا مكان بيننا لمثل تلك الدعوات".

وشنت وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية السورية بالتعاون مع عناصر الأمن العام الخميس الماضي حملة عسكرية واسعة النطاق في محافظتي اللاذقية وطرطوس غرب سوريا بعد تعرض مجموعة مسلحة محلية لدورية تابعة للأمن الداخلي كانت تستهدف توقيف مطلوب بتهمة حيازة السلاح في قرية بيت عانا بريف اللاذقية، بحسب وسائل إعلام سورية.

وخاضت قوات الأمن السورية في الأيام الأخيرة اشتباكات غربي البلاد مع مجموعات مسلحة قالت إنها تابعة للنظام السوري السابق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 1311 شخصا، بينهم 231 من قوى الأمن وعناصر وزارة الدفاع و250 من "فلول الأسد"، بالإضافة إلى 830 مدنيا، منذ الخميس الماضي.

وقال الشرع في هذا السياق "اليوم، ونحن نقف في هذه اللحظة الحاسمة، نجد أنفسنا أمام خطرٍ جديد، يتمثل في محاولات فلول النظام السابقِ ومن وراءهم من الجهات الخارجية خلق فتنة جديدة، وجر البلاد إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها".

وشدد على أنه لن يتسامح مع فلول النظام السابق الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات الجيش ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وبثوا الفوضى في المناطق الآمنة، معتبرا أنه لم يبق أمام فلول النظام السابق إلا خيار واحد، وهو تسليم أنفسهم للقانون فورا.

وتابع "أننا سنحاسب بكل حزم ودون تهاون كل من تورط في دماء المدنيين أو أساء إلى أهلنا، ومن تجاوز صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مآربه الخاصة".

ومضى قائلا "لن يكون هناك أي شخص فوق القانون، وكل من تلوثت يداه بدماء السوريين، سيواجه العدالة عاجلا غير آجل".

وكشف الشرع أنه سيتم الإعلان عن تشكيل "لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي"، مشيرا إلى أنها ستكون مكلفة من قبل الرئاسة بالتواصل المباشر مع الأهالي في الساحل السوري للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم، بما يضمن حماية أمنهم واستقرارهم، ويعزز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة.

وفي وقت سابق اليوم أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة وطنية مستقلة من 7 أشخاص للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري.

ووجه الرئيس السوري الانتقالي في كلمته دعوة إلى جميع الدول في الإقليم والعالم للوقوف إلى جانب سوريا في هذه اللحظة التاريخية.