arabic.china.org.cn | 08. 03. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
عمان 8 مارس 2025 (شينخوا) في شهر رمضان المبارك، اعتاد الأردنيون على الإقبال على التسوق والتحضير لموائد الإفطار لما لها من خصوصية روحانية لدى كل عائلة، ولكن في هذا العام يأتي شهر رمضان على وقع الأحداث الجارية في فلسطين وخاصة قطاع غزة وما يجري في سوريا وكذلك ما يحدث من تغييرات في لبنان إثر الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
ويُلاحظ أن المزاج العام في الأردن يتأثر بالأوضاع السياسية في المنطقة وله انعكاس مباشر على الحالة الاقتصادية ونشاط الأسواق التي يحكمها العرض والطلب، إضافة إلى تأثر الحياة الليلة والسهر في المقاهي وإقامة الحفلات والولائم الرمضانية.
وقد قام مراسل ((شينخوا)) بجولة في أسواق العاصمة، لا سيما في وسط المدينة حيث يتبادر إلى ذهن الزائر أنه سيشهد هناك إقبالا كبيرا وتهافتا ملحوظا على شراء احتياجات العائلة من المواد الأساسية الضرورية إضافة إلى سلع رمضان التي لا تتكرر في العام إلا مرة واحدة مثل قمر الدين والجوز واللوز والقطايف والعصائر الرمضائية.
بيد أن حمادة يوسف، وهو بائع خضار في سوق الخضار الشعبي، أوضح في حديثه لـ((شينخوا)) إن الازدحام كبير على السلع الرمضانية السنوية، لكن الناس تشتري كميات قليلة لأنها لا تملك سيولة نقدية، خاصة أن معظم الرواد من الموظفين وأفراد الطبقة العاملة ذات الدخل المحدود الذين وضعوا ميزانية محددة لمصاريف شهر رمضان لضمان تأمين احتياجاتهم الأساسية.
وأضاف حمادة (43 عاما)، الذي استعد للشهر الفضيل من خلال توفير معظم أصناف الخضار والفواكه وتزين محلة بالزينة الرمضانية والإنارة اللافتة، قائلا إن أسعار الخضار والفواكه ارتفعت بين ليلة وضحاها بنسبة تتراوح بين 20 و40 في المائة على الأصناف المطلوبة لعمل الشوربات والسلطات ووجبات الإفطار، لذلك يحضر رواد السوق يوميا للحصول على احتياجاتهم اليومية دون زيادة.
من ناحية أخرى، ذكر المواطن أحمد سليمان، وهو متقاعد من الحكومة، أن راتبه التقاعدي لا يكفيه هو وعائلته المكونة من أربعة أفراد ويلجأ إلى شراء احتياجاته الضرورية اليومية فقط، مشيرا إلى أنه يعمل أحيانا بأعمال حرة تساعده في الحصول على بعض المتطلبات اليومية وأنه ينتظر كل عام في رمضان مساعدات مالية وعينية من الميسورين الذين يقدمون الصدقات خلال شهر رمضان.
وعزا الخبير الاقتصادي أمجد جلال ضعف الطلب إلى استمرار التحديات الاقتصادية في الأردن، والتي تفاقمت بفعل التوترات الإقليمية المستمرة وتأثيرات الحروب في غزة ولبنان. وقال جلال لـ((شينخوا)) إنه رغم زيادة الطلب على السلع الأساسية مثل الأرز والزيت والسكر ومنتجات الألبان، إلا أن الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي لا يزال ضعيفا.
أما المواطن يحيى خليل، فذكر أن الوضع السياسي وما نشاهده على محطات التلفزة من دمار في فلسطين وغزة ولبنان يجعل الإنسان يفكر دائما بإخوانه في فلسطين وقطاع غزة ويحاول قدر المستطاع مساعدتهم على حساب مصاريفه اليومية.
على صعيد آخر، تأثرت مظاهر الحياة الليلية والأجواء الرمضانية المعتادة حيث انخفض الإقبال على المقاهي والمطاعم، وتراجعت السهرات الممتدة حتى السحور، إلى جانب تقلص إقامة حفلات الإفطار والولائم وموائد الرحمن الرمضانية.
وقال عماد سمحان، وهو مالك كوفي شوب في إحدى المولات، إن الإقبال على السهر في الأيام الأولى كان ضعيفا، لا سيما أن معظم الرواد استنزفوا رواتبهم على احتياجات رمضان، إضافة إلى أن مزاجهم العام غير مستقر بسبب الأحداث الجارية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الأردنيين تربطهم علاقة قرابة أو مصاهرة مع أبناء الشعب الفلسطيني ولذلك هناك تعاطف كبير مع ما يجري هناك وأنهم لمسوا هذه الحالة في شهر رمضان الماضي خلال هجوم إسرائيل على قطاع غزة.
وتابع بقوله إنه إذا توقفت الحرب على المخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإنه من الممكن أن تنشط الحركة خلال التحضيرات للعيد وخلال عطلة العيد المبارك كي نعوض الخسائر التي نتكبدها.
من جانبه، ذكر محمد أبو النور، مدير إحدى صالات الاحتفالات في منطقة شفا بدران شمالي العاصمة، أنه لا توجد حجوزات لإقامة حفلات الإفطار الرمضانية للعائلات الكبيرة خلال هذا الشهر على عكس الأعوام الفائتة حيث كانت الحجوزات تصل إلى 25 حفلة إفطار أو أكثر خلال الشهر الفضيل.
وعلل السبب قائلا إن معظم القائمين على هذه الحفلات والولائم والمنظمين لها قرروا إلغاء هذه الحفلات وإرسال مساعدات غذائية أو مبالغ نقدية إلى الضفة الغربية أو غزة نظرا للحاجة الملحة لهذه المساعدات هناك.
وتأثر المزاج العام في سلوك التعبير عن الفرح بالشهر الفضيل حيث كانت معظم العائلات تضع الزينة المضيئة من الأهلة والفوانيس وأحبال الزينة على واجهات المنازل، ولكن معظم هذه الزينة اختفت هذا العام إلا في بعض الأحياء الميسورة.
وصرح بشار الزرعيني، وهو صاحب محل بيع أدوات كهربائية، بأن الإقبال على شراء زينة رمضان شهد تراجعا ملحوظا في ظل تأثر الناس بالأحداث الجارية في فلسطين ولبنان.
وأضاف أن مبيعات الزينة انخفضت بنسبة 75 في المائة وأن هذه الزينة إذا لم يتم بيعها، فإنها ستعود إلى المخازن لعرضها العام المقبل لعل المزاج العام في الأردن يتبدل ويكون هناك انفراج للأوضاع السياسية في المنطقة وخاصة فلسطين وتحسن في الأوضاع الاقتصادية بالأردن من خلال زيادة الرواتب وانتعاش الحالة الاقتصادية.
أما بالنسبة لموائد الرحمن، فقد كانت في السنوات الماضية تنتشر على جوانب الطرق الرئيسية من خلال إقامة خيام رمضانية تُجهز وجبات أفطار ساخنة وتقدمها لعابري السيبل والمحتاجين، حيث كانت هذه الموائد تُقام برعاية جمعيات خيرية أو بدعم من شركات كبرى معروفة.
في هذا العام، قل عدد هذه الخيام والموائد حيث يمكن رؤيتها في بعض المواقع على الطرق الخارجية ولكن ليس بالعدد الكبير التي كانت عليه في السنوات الماضية، إذ قرر القائمون على هذه الموائد توجيه تبرعاتهم إلى قطاع غزة لأنه بحاجة ماسة أكبر لها، حسبما ذكر مدير إحدى الجمعيات الذي فضل عدم ذكر اسمه. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |