share
arabic.china.org.cn | 07. 03. 2025

كشف الحقائق: تقارير إعلامية غربية مضللة عن اقتصاد الصين

arabic.china.org.cn / 16:30:41 2025-03-07

7 مارس 2025 /شبكة الصين/ ركزت وسائل إعلام غربية على ترويج روايات حول انهيار الصين الاقتصادي لمدة طويلة. ولكن على النقيض، وبفضل الابتكار التكنولوجي والتنمية الخضراء والانفتاح عالي الجودة، يظل الاقتصاد الصيني ديناميكيا ويحافظ على نمو مستمر لمدة طويلة.

مواصلة النمو

أظهرت البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في الصين أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وصل إلى رقم قياسي بلغ 134.91 تريليون يوان (حوالي 18.81 تريليون دولار أمريكي)، هو ما يمثل زيادة بنسبة 5% على أساس سنوي.

وقال جون روس، الزميل البارز في معهد تشونغيانغ للدراسات المالية بجامعة الشعب الصينية ومستشار السياسات الاقتصادية والتجارية السابق لعمدة لندن، إنه بالنظر إلى حقيقة أن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 2.8% في عام 2024، فإن النمو الأسرع بكثير في الصين مقارنة بالولايات المتحدة يكشف عن عبثية وطبيعة الدعاية المحضة لمثل هذه الإدعاءات التى طرحتها وسائل إعلام أمريكية بأن الاقتصاد الصيني في أزمة، بينما يشهد الاقتصاد الأمريكي نجاحا كبيرا.

ورغم أن الصين تواجه بعض التحديات الاقتصادية المحلية، فإن معظم هذه التحديات تشكل عقبات مؤقتة في طريق التحوّل الجاري نحو التنمية عالية الجودة. ولم تتوان الحكومة الصينية عن التصدي لهذه التحديات، واستعانت بمجموعة أدوات سياسية شاملة لدعم النمو.

وطرحت الحكومة الصينية مجموعة من السياسات الداعمة للنمو منذ سبتمبر الماضي للتعامل مع التحديات في سوق العقارات وديون الحكومات المحلية. وبفضل هذه التدابير، أظهرت المؤشرات الاقتصادية الرئيسية تحسنا كبيرا في الربع الرابع من العام الماضي. 

وشهدت الصين نموا اقتصاديا واسع النطاق في عام 2024، حيث أظهرت جميع القطاعات الرئيسية أداء قويا، وسجل إنتاج الحبوب رقما قياسيا بحجم 706 ملايين طن، بينما بلغت القيمة المضافة للصناعات الثانوية والثالثية 49.2 تريليون يوان (6.6 تريليون دولار) و76.6 تريليون يوان (10.5 تريليون دولار) على التوالي.

ويعد الحفاظ على استقرار التوظيف والأسعار مؤشرا رئيسيا للعمل الاقتصادي السلس. ففي عام 2024، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الوطني بنسبة 0.2% على أساس سنوي. وأعلن المكتب الوطني للإحصاء إن معدل البطالة في المناطق الحضرية تراجع إلى 5.1%، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن عام 2023. 

محرك النمو

يعتمد مستقبل النمو الاقتصادي في الصين إلى حد كبير على الابتكار التكنولوجي. ففي عام 2024، قفزت الصين إلى المركز الحادي عشر في مؤشر الابتكار العالمي، وفقا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية. وتصدرت الصين قائمة الدول التى تضم أكبر عدد من مجموعات العلوم والتكنولوجيا (26 مجموعة) ضمن أفضل 100 دولة للعام الثاني على التوالي، تليها الولايات المتحدة بـ20 مجموعة. 

وبلغ اجمالي إنفاق الصين على البحث والتطوير 3.61 تريليون يوان (495.5 مليار دولار) في عام 2024، بزيادة 8.3% عن العام السابق. وذكر المكتب الوطني للإحصاء أن هذه المخصصات المالية ضمنت مكانة الصين كثاني أكبر دولة إنفاقا على البحث والتطوير على مستوى العالم، بينما احتلت كثافة البحث والتطوير لديها المرتبة الـ12 بين الدول الكبرى، متجاوزة متوسط دول الاتحاد الأوروبي.

وتظل التنمية الخضراء تشكل أولوية رئيسية في الصين، حيث شهدت تقنيات الطاقة النظيفة نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة. وأظهرت البيانات الرسمية الصينية أن توليد الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، بلغ 3712.6 مليار كيلووات/ساعة في عام 2024، بزيادة 16.4% عن العام السابق.

وقال كليفورد كوب، مدير المعهد الأمريكي لتنمية الصين في مرحلة ما بعد الحداثة، إن الصين تتخذ خطوات كبيرة في المساعدة على التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال تحسين الإنتاج الصناعي وكفاءة النقل، فضلا عن خفض انبعاثات الكربون. 

وحققت الصين 126 مؤشرا قبل الموعد المحدد لأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وفقا لتقرير أممي. كما استمر الانفتاح الصيني عالي المستوى في العمل كحجر أساس لحيويتها الاقتصادية وتكاملها العالمي. 

واتخذت الصين التصنيع العام الماضي عددا من الإجراءات منها إزالة جميع القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي وتبسيط القائمة السلبية للوصول إلى السوق لإرسال إشارة واضحة مفادها "إنها تعمل على تعزيز الاتصال والمنافسة والتعاون في الاقتصاد العالمي".

وليست هذه الإصلاحات مجرد إيماءات رسمية، بل هي خطوات إستراتيجية لجذب التكنولوجيات المتقدمة والخبرة الإدارية ورأس المال العالي الجودة، وكذلك المكونات اللازمة لتغذية انتقال الاقتصاد الصيني إلى نموذج نمو مدفوع بالابتكار وأخضر وموجه نحو الاستهلاك.

الثقة العالمية 

في حين أن وسائل إعلام غربية تروج بشكل متكرر لروايات مثل "الصين في ذروة قوتها" أو "انهيار الصين"، فإنها تتجاهل باستمرار الثقة العالمية بالصين كوجهة رئيسية للاستثمار. فقد وسعت شركات أجنبية عملاقة مثل تيسلا وبي إم دبليو حضورها في الصين، مستغلة أنظمتها الصناعية وسوقها الاستهلاكية الضخمة لدفع عجلة التقدم في مجال المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة والمواد المتقدمة، والسبب وراء هذا التعاون الموسع لا لبس فيه، فالصين تتمتع بإمكانات هائلة. 

وأظهر تقرير جديد صادر عن غرفة التجارة الأمريكية لدى الصين أن الصين تتمتع بمكانة قوية في الاستثمار العالمي، حيث تعتبر حوالي 58% من الشركات الأجنبية الصين واحدة من أهم ثلاثة أولويات استثمارية لديها، وتخطط 76% منها لإعادة الاستثمار في البلاد في عام 2025.

وكشف استطلاع شمل شركات من الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، أن أكثر من نصف الشركات المستطلعة مملوكة لأجانب بشكل كامل، وأكثر من 30% منهما استثمار أمريكي. ونسبة الشركات التى تولد أكثر من 60% من إيراداتها العالمية من الصين ارتفعت بمقدار 5 نقاط مئوية، لتصل إلى 31%. 

ويتوقع أن يعيد أعضاء غرفة التجارة الأمريكية لدى الصين استثمار ما مجموعه 14.59 مليار دولار من الأرباح في الصين على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، لتوسيع العمليات القائمة والاستحواذ على المزيد من حصص السوق، ما يمثل زيادة بنسبة 33.18% عن أرقام إعادة الاستثمار السابقة.

وقال هاربي سيدين، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية لدى الصين، إن الشركات الأمريكية تعمل على زيادة التزاماتها في الصين لتأمين موطئ قدم أقوى في هذه السوق الحيوية، وتشير زيادة إعادة الاستثمار إلى الثقة في مستقبل الصين، وأمل الشركات في زيادة التعاون بين الولايات المتحدة والصين. 

وفي ظل تصاعد الحمائية والحواجز التجارية العالمية، تتجه العديد من الشركات الأجنبية بشكل متزايد إلى الصين بحثا عن فرص التجارة والنمو، وهو ما يسلط الضوء على دور الصين باعتبارها حجر الزاوية في الاستقرار والنمو الاقتصادي العالمي.

وأوضح دينيس ديبو، المدير العام العالمي لرولاند بيرغر، في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا، إن تحقيق الصين لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5% في عام 2024، وهو نجاح تم تحقيقه بشق الأنفس، ويظهر قدرتها على الصمود في مواجهة الرياح المعاكسة العالمية والتوترات الجيوسياسية مع تسليط الضوء على التحول العميق داخل اقتصادها. مضيفا أن الصين، إلى جانب دورها كقوة تصنيعية، أصبحت الآن رائدة عالمية في مجال الابتكار، وتقود الاتجاهات في مجال الرقمنة والاستدامة والصناعات التكنولوجية الفائقة مثل الذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية، كما أن اقتصاد الصين مهيأ لتحقيق نمو مستدام وعالي الجودة.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号