7 مارس 2025 / شبكة الصين / قال لو تيه تشونغ، عضو المجلس الوطني الرابع عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ورئيس مجموعة الطاقة النووية الصينية، إن مجموعة الطاقة النووية الصينية تتمتع بمكانة رائدة في العالم من حيث التكنولوجيا والخدمات، وستوسع تدريجيا نطاق أسواقها الخارجية في المستقبل لتساهم بالحلول الصينية في تحول الطاقة العالمي.

وأشار لو خلال مقابلة حصرية أجرتها معه شبكة الصين إلى أن الطاقة النووية تحتل مكانة فريدة في التعامل مع قيود الموارد والحد من انبعاثات الكربون العالمية نظرا لمزاياها الطبيعية مثل كثافة الطاقة العالية والتشغيل المستقر وانخفاض الانبعاثات وحماية البيئة. مضيفا أنه مع التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تشكل الطاقة النووية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تكاملا عميقا، مما سيضخ بالتأكيد زخما جديدا في ثورة الطاقة العالمية.

ومن خلال التحول الرقمي، شكّلت المجموعة نموذجا ذكيا يحتذى به. وعبر نشر أكثر من 40 تطبيقا للسيناريوهات الرقمية، زادت محطة سانمون للطاقة النووية من كفاءة وحداتها بنسبة 1.5٪، وخفضت تكاليف الصيانة بنسبة 50٪. كما استخدمت المجموعة بمدينة ووهان نموذج "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة تحليل البيانات والاستجابة بنسبة 40 إلى 50٪.

وإضافة إلى ذلك، أصبحت الروبوتات الخاصة التي طورتها مجموعة الطاقة النووية الصينية بشكل مستقل أداة قوية للتشغيل والصيانة الآمنين، وقد حلت المعدات عالية الدقة مثل روبوتات التزود بالوقود للمفاعلات وروبوتات الاختبار تحت الماء محل العمال البشريين بالكامل في البيئات عالية الإشعاع مما حقق تحسينا في السلامة والكفاءة.

وتأكدت القدرة التنافسية الأساسية لمجموعة الطاقة النووية الصينية من خلال البيانات الدولية الموثوقة. وذكر لو أنه في تقييم للرابطة العالمية للمشغلين النوويين، حصلت 22 من أصل 25 وحدة طاقة نووية عاملة في الصين على درجات كاملة، بمتوسط 99.13 نقطة، وهو ما يتجاوز بكثير المتوسط العالمي.

وأدت الاختراقات التكنولوجية إلى ظهور خدمات جديدة، وقال لو إنه من خلال بناء رسم بياني معرفي ذكي للتشغيل والصيانة، وبالاعتماد على الخبرة الوافرة لتشغيل المفاعلات التي اكتسبتها مجموعة الطاقة النووية الصينية منذ أكثر من 40 عاما، أطلقت المجموعة أول نظام خدمة فنية في العالم يغطي دورة الحياة الكاملة للطاقة النووية يعرف باسم "I-Nuclear"، والذي يدمج ثمانية مجالات منها التدريب على التشغيل والصيانة الذكية في حلول موحدة، وذلك لتحقيق السلسلة الكاملة للتمكين التقني من تأهيل الموظفين وصيانة المعدات إلى الإدارة الرقمية.

ويشمل هذا النظام ثمانية مجالات منها التحضير والضبط والدعم الفني والصيانة الدورية والتدريب والتمكين الفني وتقنيات المعلومات، وهو ما لا يعد اختراقا جديدا للخدمات التقنية للطاقة النووية الشاملة فحسب، بل يصبح أيضا ممارسة نموذجية للإنتاجية الجديدة في مجال الطاقة النووية، ما يوفر "نموذجا صينيا" يحتذى به لصناعة الطاقة النووية العالمية.

وقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول مؤخرا إن أكثر من 40 دولة لديها خطط بناء أو توسيع قدراتها النووية، ومن المتوقع أن يصل حجم توليد الطاقة النووية العالمية إلى أعلى مستوى في التاريخ بحلول عام 2025.

وفي هذا الصدد، قال لو بثقة إن المجموعة ستكون قادرة على اغتنام هذه الجولة من الفرص من خلال الاعتماد على ميزتها التنافسية التكنولوجية وإظهار مهاراتها في توسيع السوق الدولية. وأضاف أنه في الوقت الحالي، نجحت الصين في تسليم 7 وحدات للطاقة النووية وعدد من مفاعلات الأبحاث إلى باكستان، وأجرت تعاونا متعمقا مع أكثر من 30 دولة في جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، منها 5 دول دخلت مرحلة التفاوض النهائية، وأطلقت 8 دول مقارنات للمخطط الفني، ومن المتوقع تنفيذ العديد من المشاريع خلال العام الجاري.