6 مارس 2025 / شبكة الصين / في الوقت الذي يخضع فيه المشهد الاقتصادي العالمي لتحولات عميقة، فإن "الاستثمار في الصين" ليس خيارًا عمليًا للشركات ذات التمويل الأجنبي في سعيها لتحقيق الأرباح فحسب، بل أيضًا خيار إستراتيجي لضمان تنميتها المبتكرة.

وأوضح مايكل بوريمينز، المدير السابق لإدارة الشؤون الأوروبية والدولية بولاية هيسن الألمانية، أن الشركات المتعددة الجنسيات لا تقدر حجم السوق الصينية فحسب، بل تهتم أيضا بالطلب المتزايد من جانب المستهلكين الصينيين على المنتجات عالية الجودة والمبتكرة. ويرى أنه بالنسبة للشركات الألمانية، فإن المنتجات الراقية في قطاعات السيارات والطاقة الجديدة والتصنيع الذكي تتمتع بإمكانات هائلة في السوق الصينية، وقال "الاقتصاد الألماني يواجه حاليا تحديات شديدة، ولا شك أن زيادة استثمارات الشركات الألمانية في الصين تشكل إستراتيجية مهمة بالنسبة لها للبحث عن نقاط نمو جديدة".

ومن منظور التنمية الاقتصادية العالمية، فإن التكامل العميق بين الشركات ذات التمويل الأجنبي والسوق الصينية لن يساعد فقط في تعزيز تنمية عالية الجودة للاقتصاد الصيني فحسب، بل يضخ أيضا زخما جديدا في النمو المستدام للاقتصاد العالمي.

وخلال السنوات القليلة الماضية، لم يكتف كوه كينغ كي، رئيس مركز CNIA الماليزي للبحوث والدراسات، بزيارة بكين وشانغهاي وقوانغتشو وغيرها من المدن الصينية الكبيرة مرات عديدة، بل تفقد أيضًا مدنًا ذات خصائص تنموية خاصة مثل شيآن وقوييانغ وناننينغ وشاوشينغ. وتشكّل لديه انطباع عميق حول التنمية عالية الجودة في الصين. ويرى أن العالم، وخاصة منطقة آسيا والمحيط الهادي، سيستمر في الاستفادة من تنمية الصين، وستستفيد دول الجوار من التحديث الصيني بشكل أكبر. هذا التحديث الذي سوف يساعد دول آسيا على التقدم نحو التحديث معًا.

من جانبه أشار أمابول جريجالفا، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والتكنولوجيا المكسيكية الصينية، إلى أن الاقتصاد المكسيكي لا يستطيع الانفصال عن السوق العالمية التي تلعب فيها الصين دورا حيويا. وقد أظهر رأس المال الأجنبي ثقته في الصين، وهو ما يعكس بعمق الإجماع العام لمجتمع الأعمال العالمي، حيث ستوفر الصين زخما قويا ويقينًا مقنعًا لاستقرار ونمو الاقتصاد العالمي بموقفها المنفتح وحيويتها المبتكرة ومفهومها المربح للجانبين في ظل مشهد سياسي واقتصادي عالمي يخيم عليه حالة من عدم اليقين.