5 مارس 2025 / شبكة الصين/ نشرت مجلة فوربس الأمريكية (طبعة أفريقيا) مؤخرًا مقالاً جاء فيه أنه قبل عقود ظهرت علامات مثل كيا وهيونداي وسوزوكي في جنوب أفريقيا، ودخلت السوق بجرأة وتحدت علامات عريقة مثل تويوتا وفولكس فاجن ونيسان. وبمرور الوقت، لم تستحوذ على حصة كبيرة في السوق فحسب، بل فازت أيضًا بقلوب المحليين بأسعارها المعقولة وإبداع تصميماتها وموثوقيتها.

واليوم تتكرر قصة مماثلة ــ هذه المرة، تترك علامات السيارات الصينية بصماتها بسرعة في جنوب أفريقيا والقارة الأفريقية على نطاق أوسع، حيث نجحت علامات مثل جريت وول وهافال وشيري بالفعل في الوصول إلى المراكز العشرة الأولى في تقييمات المبيعات التي نشرتها الجمعية الوطنية لمصنعي السيارات في جنوب أفريقيا. كما تتطور شركات جديدة مثل جي أيه سي موتور وجيتور ودونغفنغ بشكل مطرد. ومن المتوقع أن تطلق هذه العلامات خلال العام الجاري مجموعة من المركبات الجديدة المثيرة، وهو ما من شأنه أن يعيد تعريف مشهد السيارات ويطلق العنان لعصر جديد من المنافسة.

وحلل المقال أن صعود علامات السيارات الصينية في جنوب أفريقيا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بانضمام جنوب أفريقيا إلى مجموعة بريكس. فمنذ انضمامها عام 2010، زادت واردات جنوب أفريقيا من السيارات من دول بريكس بشكل كبير.

وداخل سوق شديدة التنافسية، تعمل علامات السيارات الصينية على ترسيخ مكانتها باعتبارها من دعاة القدرة على تحمل التكاليف والابتكار. وقد لاقى تركيزهم على سيارات الدفع الرباعي صدى لدى المستهلكين في جنوب أفريقيا، حيث تتمتع هذه السيارات بمواصفات متقدمة وتكنولوجيا متطورة، مما جعلها جذابة للغاية في سوق سيارات الدفع الرباعي. وفي عام 2023، كان سعر 66.3% من سيارات الدفع الرباعي المباعة في جنوب أفريقيا أقل من 500 ألف راند جنوب أفريقي (حوالي 26.8 ألف دولار أمريكي).

وبحسب المقال فإن صعود علامات السيارات الصينية في جنوب أفريقيا ليس ظاهرة معزولة. فهذه العلامات تسعى أيضًا إلى التوسع في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، مستفيدة من الطلب المتزايد على المركبات ذات الأسعار المعقولة والوظائف المتعددة في المنطقة. ومع انتشار الأخبار حول بناء مرافق الإنتاج والشراكات، فإن تأثيرها سوف يمتد إلى ما هو أبعد من أرقام المبيعات.

ويعد هذا التحول جزءًا من تحول أوسع نطاقًا لصناعة السيارات في أفريقيا. فقد أصبح المستهلكون أكثر تمييزًا، حيث يطالبون ليس فقط بأسعار معقولة ولكن أيضًا بالجودة والموثوقية والابتكار. ومع سعي العلامات التجارية الصينية إلى تلبية هذه التوقعات، فإنها تنافس أيضاً الشركات المحلية والعالمية وتدفعها إلى إعادة التفكير في إستراتيجياتها. وبفضل تركيزها المتواصل على قدرة تحمل التكاليف والتكنولوجيا وثقة العملاء، تعمل العلامات الصينية على إعادة تشكيل المشهد التنافسي وإعادة تعريف مسار النجاح في صناعة السيارات.

وأشار المقال إلى أنه بالنسبة للمستهلكين، فهذا يعني المزيد من الخيارات، وقيمة أعلى للمنتج، ووعد بأن المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة سوف تصبح سائدة في المستقبل. وبالنسبة للمصنعين وصناع السياسات، فهي أيضًا دعوة للابتكار والتعاون والتكيف مع عالم سريع التغير.