5 مارس 2025 / شبكة الصين / لماذا أصبحت الصين منذ فترة طويلة مركزا ساخنا للاستثمار العالمي؟ قد تكمن الإجابة على هذا السؤال في مسيرة التعاون بين شركة فولكس فاجن الألمانية والصين. ففي عام 1984، سمحت الشراكة بين "فولكس فاجن" و"SAIC" ببداية عصر جديد لصناعة السيارات في الصين. ولم تنجح فولكس فاجن في تحقيق "معجزات مبيعات" متتالية في السوق الصينية فحسب، بل شهدت أيضاً مسيرة نمو وتطور صناعة السيارات في الصين.

ولم يعد تعاون فولكس فاجن مع الصين يقتصر حاليا على قطاع السيارات التقليدية، بل امتد إلى اتجاهات عالية التقنية مثل الذكاء والخضرنة. ففي عام 2019، أُنجز بناء مصنع سيارات طاقة جديد بتمويل مشترك من فولكس فاجن وSAIC ببلدية شانغهاي. وفي عام 2023، استثمرت فولكس فاجن 700 مليون دولار أمريكي في شركة "شياوبنغ موتورز" الصينية لتصنيع سيارات طاقة جديدة، ووقعتا اتفاقية تعاون إستراتيجي في مجال التكنولوجيا. وفي 6 يناير الماضي، أعلنت فولكس فاجن العمل مع شياوبنغ موتورز لبناء أكبر شبكة شحن فائقة السرعة في الصين، والتكامل بشكل أعمق مع صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الصين.

وقال فرديناند دودينهوفر، الخبير الاقتصادي الألماني في قطاع السيارات، إنه في مجال السيارات الكهربائية والقيادة الذكية، وفرت الشركات الصينية الكثير من الإلهام لنظيرتها الألمانية. معتبرا أن مسيرة تطور فولكس فاجن في الصين تشكل نموذجاً مصغراً للتطور المشترك للشركات الصينية والأجنبية "فحاليا، لا تكتسب الشركات الأجنبية التقنيات وفرص السوق الجديدة من خلال تعميق استثماراتها في الصين فحسب، بل تستطيع أيضاً تعزيز قدرتها التنافسية العالمية من خلال الاستفادة من تنمية الصين السريعة".

وبالنسبة للصين، يجلب التدفق المستمر لرأس المال الأجنبي السيولة والتكنولوجيا والخبرة الإدارية، ويعزز التحول والارتقاء بالاقتصاد الصيني وتحسين مستوى انفتاحه. لذلك فإن نموذج التعاون المربح للجانبين هو المنطق الأساسي للاستثمار في الصين.

وأصبحت الصين نقطة ساخنة لاستثمارات رأس المال الدولية بفضل سوقها الضخمة ونظامها الصناعي الحديث المستقل والمتكامل واحتياطي العمال الصناعيين الكافي وبيئة الأعمال الودية والمريحة.

وأشار تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، إلى أنه بالنسبة لسلاسل توريد آبل "لا يوجد مكان أكثر أهمية من الصين". وأكد جوزيف نجاي، رئيس شركة ماكينزي (الصين)، أنه لا يمكن لأي منطقة أخرى تقريبا أن تحل محل السوق الصينية من حيث الحجم والقدرة على الاستهلاك والابتكار.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، نفذت الصين إستراتيجية أكثر استباقية وانفتاحا، وشكلت نمط انفتاح على نطاق أوسع وعلى مستوى أعمق، وظلت تتصدر العالم من حيث حجم استخدام الاستثمار الأجنبي. كما اقترحت "خطة عمل لتحقيق استقرار الاستثمار الأجنبي في عام 2025" الصادرة مؤخرا عددا من التدابير، بما في ذلك توسيع المشاريع التجريبية المفتوحة في مجالات الاتصالات والرعاية الطبية والتعليم، ومواصلة بناء علامة "الاستثمار في الصين".

وفي الوقت الحاضر، تتقدم الصين والعالم جنباً إلى جنب على الطريق الواسع للانفتاح، وسيتواصل توسع مسار التعاون المربح للجانبين.