4 مارس 2025 / شبكة الصين / لا يشكل تدفق رأس المال "مقياسا" للحيوية الاقتصادية فحسب، بل كذلك "مقياس" للثقة الاقتصادية. وفي عام 2024، نشأت 59 ألف شركة جديدة باستثمارات أجنبية في الصين، بزيادة سنوية 9.9%. وفي السنوات الخمس الماضية، بلغ معدل العائد على الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين نحو 9%، ليتصدر العالم. وتُظهِر البيانات أن الصين تظل بمثابة حاضنة للاستثمار عبر الحدود، وأن "السفر إلى الصين" أصبح إجماعاً بين عدد متزايد من الشركات الأجنبية.

ومنذ نهاية العام الماضي، أعلنت العديد من الشركات الأجنبية الكبرى أنها ستواصل زيادة جهودها للتوسع في السوق الصينية، حيث أعلنت شركة "سانوفي" الفرنسية العملاقة لصناعة الأدوية عن استثمار بقيمة مليار يورو لبناء قاعدة جديدة لإنتاج الأنسولين في بكين، وقررت شركة "تويوتا موتور" اليابانية تأسيس شركة بحث وتطوير وإنتاج للسيارات الكهربائية والبطاريات في شانغهاي، وقررت شركة "كارل زايس ايه جي" الألمانية للأنظمة البصرية والقياسات الصناعية والأجهزة الطبية شراء مساحة أرض في شانغهاي لبناء حديقة صناعية شاملة على مستوى الصين. ومن هنا يمكن رؤية اتجاه مشترك يتمثل في استفادة العديد من الشركات الأجنبية الرائدة من مزايا السلاسل الصناعية في الصين، وتوجه لزيادة الاستثمار وتوسيع الإنتاج في الصين بسرعة، وتعزيز رفع مستوى قدرات الإنتاج والبحث والتطوير للتقدم نحو "الابتكار".

وأظهرت بيانات وزارة التجارة الصينية أنه في عام 2024، شكل الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي لقطاع التصنيع عالي التقنية 11.7%، وتصنيع المعدات الطبية والأجهزة 98.7%، وصناعة خدمات التقنية المهنية و40.8%، وتصنيع أجهزة الكمبيوتر والمعدات المكتبية 21.9% من إجمالي الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي في الصين. ومن توسيع النطاق إلى التحديث الهيكلي، امتد الاستثمار الأجنبي من التصنيع التقليدي إلى الطاقة الجديدة والتصنيع الذكي والمجالات الطبية والصحية.

وبالنظر إلى العالم، نجد أنه يشهد تصاعد الصراعات الجيوسياسية وتزايد الأحادية والحمائية بشكل واضح، وتباطؤ الاستثمارات عبر الحدود، وتشدد المنافسة في جذب الاستثمار. ولكن على الرغم من ذلك، يظل اتجاه الاستثمار في الصين مثيرا للإعجاب.

وتشير تقارير غرفة التجارة الأمريكية وغرف تجارة أخرى لدى الصين إلى أن ما يقرب من 70% من شركات قطاع المستهلك الأمريكية التي شملها الاستطلاع تتوقع زيادة استثماراتها في الصين في عام 2025، كما تخطط 76% من الشركات البريطانية للحفاظ على استثماراتها في الصين أو زيادتها، وأكثر من نصف الشركات الألمانية تنوي زيادة استثماراتها في الصين خلال العامين المقبلين. وتعكس هذه البيانات رغبة وثقة الشركات المتعددة الجنسيات في مواصلة الاستثمار وتعميق جذورها في الصين.

وقال ميليند بانت، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة أمواي، إن الصين تظل وجهة استثمارية مثيرة ومحركا قويا لمساعدة الاقتصاد العالمي على التخلص من التباطؤ.