3 مارس 2025 / شبكة الصين/ أشارت صحيفة هاندلسبلات الألمانية مؤخرا إلى أنه بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، هناك مجال آخر في الصين مثير للإعجاب بنفس القدر، إنه التكنولوجيا الحيوية. وأوضحت الصحيفة أن الصين لا تعمل على وضع نفسها كمنافس قوي للولايات المتحدة فحسب، بل إنها تقدم أيضاً لشركات الأدوية الغربية إمكانية التعاون واتفاقيات الترخيص والاستحواذات الإستراتيجية، وهو ما يسمح لشركات الأدوية الغربية باكتساب المزيد من الابتكار.

وبحسب الصحيفة فإن صناعة الأدوية العالمية تشهد تغيرات هائلة، وأصبحت الصين، التي كانت في السابق مجرد دولة مصنعة أو موردة للخامات الدوائية، الآن مركزاً للابتكار في التقنيات العلاجية المتطورة ــ من المواد البيولوجية الثورية إلى العلاجات الخلوية والجينية الدقيقة للأمراض التي تهدد الحياة. كما أصبحت الصين الآن ثاني أكبر دولة في العالم في البحث والتطوير بمجال الأدوية الجديدة بعد الولايات المتحدة.

ويقدر الخبراء أن القيمة الإجمالية للأدوية المرخصة من الصين على مستوى العالم تقترب من 50 مليار دولار. وبين عامي 2021 و2024، من المتوقع أن يتضاعف عدد الأدوية قيد التطوير في الصين إلى ما يقرب من 4400 صنف.

وذكرت الصحيفة أنه في حين تواجه الشركات الناشئة الصينية فرص تمويل أقل، تواجه شركات الأدوية الغربية أيضاً معضلة ارتفاع تكاليف البحث والتطوير وانخفاض المبيعات بسبب انتهاء صلاحية براءات الاختراع، لذلك بدأ الجانبان التعاون. 

وبالنسبة لشركات الأدوية الغربية، تتمتع الصين بالمزايا الهيكلية الثلاثة التالية: ميزة التكلفة، حيث أن تكاليف البحث والتطوير للأدوية في الصين أقل من تلك الموجودة في الدول الغربية؛ وميزة التنظيم الفعال، حيث تجري الموافقة على الأدوية الجديدة بشكل أسرع من الولايات المتحدة أو أوروبا؛ والتجارب السريرية أسرع، فقاعدة المرضى الضخمة تمكنها من جمع الخاضعين للاختبارات بسرعة.

ومع ذلك، فقد نوهت الصحيفة إلى أن التعاون بين شركات التكنولوجيا الحيوية الغربية والصينية قد يصبح صعباً في السنوات القادمة. فقد تؤدي بعض القواعد التنظيمية الأمريكية إلى تقييد الوصول إلى الابتكارات التكنولوجية الحيوية الصينية. لكن هذه اللوائح لم تدخل حيز التنفيذ بعد، ولم يتم حتى الآن إدراج سوى عدد قليل من الشركات ضمن قائمة "شركات التكنولوجيا الحيوية المثيرة للقلق".