arabic.china.org.cn | 28. 02. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
الخرطوم 28 فبراير 2025 (شينخوا) وقعت قوات الدعم السريع مطلع الأسبوع الجاري مع عدة قوى سياسية ومسلحة ميثاقا تأسيسيا يمهد لتشكيل حكومة موازية بالسودان، في خطوة من شأنها إنشاء تحالف يعزز قوتها ويوسع من رقعة الحرب الدائرة مع الجيش السوداني، ما يهدد بتقسيم جديد للبلاد، وفق مراقبين.
وجرى توقيع الميثاق على نحو مفاجئ في 22 فبراير الجاري في العاصمة الكينية نيروبي، إذ ينص على تشكيل حكومة في غضون شهر واحد، وتأسيس هياكل للسلطة مكونة من مجلس للسيادة، وآخر للوزراء، ومجلس تشريعي.
ووفق الميثاق، تتضمن مهام هذه الحكومة العمل على إنهاء الحرب، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة البلاد.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حربا ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.
وجاء الإعلان عن توقيع الميثاق في ظل تحقيق الجيش السوداني تقدما ملموسا في المعارك ضد قوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.
وقد يؤدي توقيع الميثاق التأسيسي إلى تغير في ميزان القوة بشكل يؤثر على مآلات الحرب الدائرة في السودان، وفق خبراء.
- تغيير ميزان القوة
وقال الخبير العسكري السوداني أحمد إسماعيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن قوات الدعم السريع تمتلك الآن موطئ قدم في مناطق أخرى خارج دارفور بانحياز قوات الحركة الشعبية- شمال جناح عبد العزيز الحلو إليها"، معتبرا أن ذلك "سيؤدي إلى تغير في ميزان القوة".
وتسيطر الحركة الشعبية- شمال على مناطق إستراتيجية في منطقة جبال النوبة بجنوب كردفان، وعلى مناطق أخرى في ولاية النيل الأزرق، وفق إسماعيل.
وأضاف "في حال تمكنت قوات الدعم السريع وحلفاؤها من استكمال هياكل الحكم بإنشاء حكومة موازية، فإنها ستستطيع الحصول على بعض الامتيازات، ومنها إمكانية امتلاك سلاح طيران ومنظومة دفاعية".
وأوضح إسماعيل أنه في هذه الحال "سيتم رفع الحرج عن الجهات المتهمة بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح لأن الدعم سيكون موجها إلى مؤسسات قائمة على أسس شراكة بين مكونات سياسية وعسكرية مختلفة".
وتعد الحركة الشعبية- شمال جناح عبد العزيز الحلو، أكبر المجموعات العسكرية الموقعة على الميثاق التأسيسي مع قوات الدعم السريع، ومن شأن التحالف بينهما أن يمنحهما قوة إضافية لتعزيز وجودهما في جنوب كردفان والنيل الأزرق
ومن أبرز الموقعين على الميثاق أيضا، قوى رئيسية في تحالف عسكري دارفوري باسم "الجبهة الثورية"، أهمها مجموعتان عسكريتان يقودهما الطاهر حجر، والهادي إدريس، وهما زعيمان قبليان كانا عضوين بمجلس السيادة الانتقالي الذي أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان حله في أكتوبر 2021.
وينص الميثاق على تأسيس "جيش وطني جديد وموحد ومهني يعكس التنوع السوداني"، ويتضمن رؤية لإنشاء "دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية".
ويكشف الميثاق التأسيسي بوضوح طبيعة تحالفات قوات الدعم السريع مع حركات مسلحة وعدة قوى سياسية، في مواجهة الجيش، ما ينذر بتوسيع رقعة الحرب ويهدد بتقسيم البلاد، وفق أستاذ العلوم السياسية بمركز (الراصد) للدراسات الاستراتيجية خالد ضرار.
- شبح التقسيم
وينتمي غالبية الموقعين على الميثاق التأسيسي بنيروبي جغرافيا إلى إقليمي دارفور وكردفان غرب السودان.
ويمثل إقليم دارفور الحاضنة الرئيسية لقوات الدعم السريع، وتنتمي له أيضا المجموعات المشكلة للجبهة الثورية.
فيما تمثل الحركة الشعبية-شمال جناح عبد العزيز الحلو أبرز الحركات المسلحة بإقليم كردفان، حيث تقاتل ضد الجيش السوداني من معقلها في مدينة كاودا بجنوب كردفان مند سنوات.
وقال ضرار لـ((شينخوا)) "إن هذه التحالفات تشير إلى اتساع رقعة الصراع وتغيير معادلة القوة".
وأردف قائلا "إن تدشين هذه التحالفات يؤشر إلى أن معالم الانقسام أصبحت أكثر وضوحا في السودان، فبينما كان الصراع محصورا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أضحى الآن بين مكونات سياسية وعسكرية".
ورأى ضرار في الميثاق "أولى خطوات التقسيم"، قائلا إنه "لابد من التعامل الجاد مع حقيقة أن البلاد دخلت أولى خطوات التقسيم عمليا، فالواقع في السودان يشير إلى أن شبح التقسيم أو ما يسمى بتقرير المصير ظل شبحا منذ سنوات طويلة في البلاد".
وتابع موضحا "لدينا تجربة جنوب السودان، وقد أدى الصراع المسلح إلى انفصاله، والآن تتوفر ذات العناصر ليتكرر الأمر في جزء آخر من السودان، وربما يكون غرب السودان".
وقال ضرار "إن التركيبة المناطقية للمجموعات الموقعة على الميثاق التأسيسي، وسيادة خطاب الكراهية والتركيز على النعرات القبلية والإثنية كفيلة بأن تقود إلى الانفصال".
ويؤشر توقيع الميثاق بين هذه المجموعات إلى مدى الانقسام الذي وصل إليه الحال في السودان كنتيجة طبيعية للحرب التي تقترب من عامها الثاني، بحسب المحلل السياسي السوداني عبد الرازق زيادة.
وأرجع زيادة ذلك إلى "تمترس طرفي النزاع حول مواقف صلبة ورفضهما مساعي الحل السياسي"، مشيرا إلى "مرحلة فارقة من الانقسام المجتمعي" تهدد "بتشظي السودان وتفتيته".
وحذر من أن توقيع الميثاق التأسيسي "خطوة أولى نحو تنفيذ مخطط إقليمي كبير بدعم دولي"، وقال "إن إصرار كينيا على استضافة مراسم التوقيع يكشف بوضوح حجم المخطط الذي يجري تنفيذه الآن".
ولا يستبعد الخبير السوداني أن يكون تشكيل حكومة موازية بمثابة شرارة تقسيم السودان إلى دولتين.
وقال زيادة "إن قوات الدعم السريع تسيطر على أجزاء واسعة من إقليمي دارفور وكردفان، ويمكن أن تكون هذه المناطق نواة للدولة الجديدة".
وقللت الحكومة السودانية من أهمية توقيع الميثاق، معتبرة أنه "ولد ميتا".
ويرى المحلل السياسي عبدالرحمن عوض أن التقليل من مآلات الحكومة الموازية ليس في صالح السودان.
وقال عوض "سيكون لوجود حكومتين تداعيات سياسية وأمنية واقتصادية على الأوضاع المتأزمة بالفعل في السودان، ومن المتوقع أن يحدث انقسام سياسي بين الأحزاب والقوى السياسية المدنية".
وأضاف أنه "مع سعي الطرفين لتشكيل حكومة في مناطق سيطرتهما، وتعثر مفاوضات جدة وجنيف، فإن تباعد المواقف يهدد باستمرار الحرب وربما تحولها إلى حرب أهلية".
لكن ثمة من يتوقع فشل الأطراف الموقعة على الميثاق التأسيسي في تشكيل حكومة موازية بسبب "صعوبات جمة"، أبرزها التقدم الذي يحرزه الجيش السوداني في المعارك.
- عقبات
وقال المحلل السياسي السوداني عبد الخالق محجوب، إن توقيع الميثاق التأسيسي لا يعني بالضرورة تشكيل حكومة موازية، مضيفا "أن الموقعين سيواجهون صعوبات جمة فيما يتصل بتشكيل الحكومة".
وتعد أولى هذه العقبات، هي "تطورات الميدان، خاصة التقدم الذي يحرزه الجيش"، وفق محجوب.
وقال المحلل السوداني إنه "في حال استطاع الجيش فك حصار مدينة الفاشر والزحف نحو بقية مدن دارفور فلن تجد قوات الدعم السريع أي رقعة جغرافية مناسبة لتكون مقرا لحكومتها المرتقبة".
وتابع "كما أن تشكيل حكومة يستلزم إجراء مشاورات إقليمية ودولية واسعة، ولن يكون منطقيا تشكيل حكومة دون الحصول على ضمانات بالاعتراف بها".
وأعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف، الأحد بالقاهرة أن بلاده لن تقبل أن تعترف أي دولة بأي حكومة موازية في السودان.
ويتوقع محجوب أن تفشل جهود الأطراف الموقعة على الميثاق التأسيسي في تشكيل حكومة موازية، مشيرا إلى "توجهات متباينة" بين القوى السياسية، و"تفاوت في القوة العسكرية" بين الحركات المسلحة، بالإضافة إلى "تركيبة اجتماعية ذات جذور مختلفة"، ما قد يؤدي إلى تصادم هذه الأطراف مستقبلا. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |