28 فبراير 2025 / شبكة الصين/ باعتبارهما نافذة مهمة للعالم لمراقبة تنمية الصين، فإن "الدورتين" الصينيتين لعام 2025 على وشك الافتتاح. كما هو الحال دائما، حظى المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هذا العام باهتمام واسع النطاق من جانب الحكومات ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية الأجنبية. ويأمل العالم أن يتمكن من فهم وتحليل اتجاه السياسات الصينية، واتجاهات التنمية الاقتصادية، والتطورات الجديدة في سياستها الخارجية من خلال الإشارات التي تطلقها الدورتان الصينيتان.

وأشارت قناة آسيا الإخبارية السنغافورية إلى أن الحدث السياسي السنوي الأهم في الصين، وهو المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، سيفتتحان الأسبوع المقبل. وتوقعت القناة في تقريرها أن الدورتين السنويتين الصينيتين هذا العام قد تحددان الاتجاهات الرئيسية للحوكمة المستقبلية للصين من ناحية. ومن ناحية أخرى، فإن موقف الصين بشأن القضايا العالمية الساخنة سوف يظهر جليا أيضا أمام العالم الخارجي من خلال نافذة الدورتين السنويتين الصينيتين لهذا العام، مما يدل على الرؤية العميقة للصين في الحوكمة العالمية. وستغطي الموضوعات الساخنة نطاقًا واسعًا بداية من "الاحتكاكات التجارية" إلى "المنافسة التكنولوجية"، ومن الأزمة الأوكرانية إلى قضية الشرق الأوسط وما إلى ذلك.

كما اهتمت المنظمات الدولية الكبرى ومراكز الفكر الأجنبية بالدورتين اللتين تعقدهما الصين. فقد نشرت شركة أبكو العالمية الأميركية، تحليلاً مفصلاً وتوقعات على موقعها الرسمي بشأن الدورتين في الصين. وأشار المقال إلى أن مراجعة تقرير أعمال الحكومة يعد أحد الموضوعات الأساسية خلال اجتماعات الدورتين السنويتين للصين، ويمكن من خلال هذا التقرير تحديد أولويات السياسة الصينية وأهداف النمو الاقتصادي هذا العام. ومن المتوقع أن يقدم رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ تقريره إلى المؤتمر نيابة عن مجلس الدولة في الخامس من مارس القادم. وفي الأيام القليلة المقبلة، سيعقد عدد من كبار المسؤولين الصينيين، بما فيهم وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية المركزية ووزير الخارجية، مؤتمرات صحفية حول المواضيع ذات الصلة.

ويرى المقال أن اجتماع هذا العام أكثر أهمية كونه يمثل لحظة حاسمة بالنسبة للصين. فمع تغير البيئة الخارجية، تحتاج الصين بشكل متزايد إلى تعزيز الطلب المحلي ودفع نمو الناتج المحلي الإجمالي. كما حلل المقال المحتوى الرئيسي الذي يجري الاهتمام به حسب الفئة.

وفيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية، فإن هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي المتوقع الذي سيرِد في تقرير أعمال الحكومة سوف يشير إلى كيفية نظر الحكومة الصينية إلى آفاقها الاقتصادية وتأثير حالة عدم اليقين في الظروف الخارجية مثل التعريفات الجمركية. ويرتبط هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي المتوقع وبيانات الميزانية الرئيسية وما إلى ذلك ارتباطًا وثيقًا بالسياسة المالية للصين في عام 2025. وفي مجال الاستهلاك، ستلتزم الصين بزيادة رغبة المستهلكين في الإنفاق، وستعمل على تعزيز الاستهلاك وتوسيع الطلب المحلي في جميع الاتجاهات.

وفيما يتعلق بالاقتصاد الخاص، استشهد المقال بالخطاب المهم الذي ألقاه مؤخرا شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، أثناء حضوره ندوة حول الشركات الخاصة في العاصمة بكين، حيث قال "التنفيذ الصارم للسياسات والتدابير الرامية إلى تعزيز تنمية القطاع الخاص هو محور العمل الجاري لتعزيز تنمية القطاع الخاص".

وعلى صعيد السياسة الدبلوماسية، يرى المقال أنه مع وصول الإدارة الأميركية الجديدة، واصل اهتمام العالم الخارجي تركيزه على العلاقات الصينية الأميركية. ومن المحتمل أن يحضر وزير الخارجية وانغ يي مؤتمرا صحفيا خلال الدورتين الصينيتين هذا العام لشرح الاتجاه السياسي للعلاقات الخارجية الصينية في عام 2025.

علاوة على ذلك، تلعب التقنيات الخضراء دوراً رئيسيا في القوى المنتجة الجديدة ذات الجودة العالية التي تعمل الصين على تطويرها بقوة، وسوف تصبح أيضاً محور الاهتمام، خاصة في مجال الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والمركبات الكهربائية. وبحلول نهاية يوليو 2024، بلغ إجمالي القدرة المركبة لتوليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الصين 1.206 مليار كيلووات، محققة بذلك هدف القدرة المركبة لعام 2030 قبل أكثر من ست سنوات من الموعد المحدد.

وأصدرت جمعية آسيا، وهي منظمة بحثية خاصة موثوقة معنية بالسياسة الآسيوية في الولايات المتحدة، أحدث تقرير لها عن الدورتين السنويتين اللتين ستعقدهما الصين. وحلل التقرير أبرز ما سيدور في الدورتين هذا العام، بما في ذلك الاتجاهات السياسية وأهداف النمو الاقتصادي. وأشار إلى أن الصين قد تطرح سياسات جديدة لتحفيز الاستهلاك المحلي بشكل أكبر وتعزيز تنمية القطاع الخاص، وتكهنت بأن الصين قد تحدد هدف نمو متوقع للناتج المحلي الإجمالي "عند حوالي 5%" للعام الثالث على التوالي. وفيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية الصينية، ركز التقرير بشكل أكبر على الاتجاه المستقبلي للعلاقات الصينية الأمريكية.