بكين 24 فبراير 2025 (شينخوا) في خضم التوترات التجارية العالمية المحتدمة وتصاعد الحمائية، تكثف الصين جهودها الرامية إلى توسيع نطاق الانفتاح عالي المعايير وتعزيز جاذبيتها للاستثمار الأجنبي، وتوفير اليقين والفرص التي تحتاج إليها بشدة الشركات العالمية.

فمن خلال الكشف عن خطة عمل شاملة لاجتذاب الاستثمار الأجنبي بهدف زيادة تخفيف القيود المفروضة على الوصول إلى الأسواق بالنسبة للاستثمار، تعمل الصين على تعزيز سوقها المحلية الواسعة والابتكار الدينامي والمرونة الاقتصادية طويلة الأجل لتعزيز مكانتها كمنطقة جذب للاستثمار الأجنبي.

جاذبية أكبر

وقال لينغ جي نائب وزير التجارة ونائب ممثل التجارة الدولية الصيني يوم الخميس الماضي خلال مؤتمر صحفي: "إن الاستثمار الأجنبي شاهد ومساهم، فضلا عن كونه مستفيدا من الإصلاح والانفتاح في الصين".

وأضاف لينغ أن الشركات ذات الاستثمارات الأجنبية توفر حاليا نحو 7 في المئة من فرص العمل في الصين، وسُبع الإيرادات الضريبية وحوالي ثُلث وارداتها وصادراتها.

وبدوره، قال تشو بينغ المسؤول في وزارة التجارة خلال المؤتمر الصحفي إن الشركات متعددة الجنسيات متفائلة بشأن الآفاق طويلة الأجل للاستثمار في الصين ولديها رغبة قوية في توسيع وجودها بالبلاد.

وعلى الرغم من أن الاستثمار الأجنبي المباشر في البر الرئيسي الصيني لا يزال ضعيفا نسبيا وسط ما يشهده العالم من تراجع، إلا أن بوادر التحسن بدأت بالظهور حيث إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في البر الرئيسي الصيني قيد الاستخدام الفعلي 97.59 مليار يوان (حوالي 13.61 مليار دولار أمريكي) في شهر يناير الماضي، بزيادة 27.5 في المئة عن ديسمبر عام 2024.

وفيما يتعلق ببلدان المصدر، ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر من المملكة المتحدة وجمهورية كوريا وهولندا واليابان على التوالي في الشهر الماضي بنسب 324.4 في المائة و 104.3 في المائة و76.1 في المائة و40.7 في المائة على التوالي.

وقال تشو إنه ومع الفرص التجارية الواسعة والابتكار الديناميكي، كانت السوق الصينية دائما على رأس أولويات الشركات متعددة الجنسيات حيث ترحب البلاد دائما بالأعمال من جميع الدول لمواصلة زيادة الاستثمار في الصين وتشارك فرص التنمية فيها.

دعم أقوى

وعلى الرغم من تزايد الحمائية التجارية والتوترات الجيوسياسية، ظلت الصين ملتزمة بتوسيع نطاق الانفتاح عالي المستوى وتعزيز بيئة أعمال تجارية موجهة نحو السوق وقائمة على القانون وذات طابع دولي.

وتم يوم الأربعاء الماضي الكشف عن خطة عمل جديدة لتثبيت الاستثمار الأجنبي تتضمن 20 إجراء محددا في أربعة جوانب تشمل زيادة توسيع الوصول إلى الأسواق في مختلف القطاعات وزيادة الجهود لتعزيز الاستثمار ضمن إطار جهود البلاد الرامية إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي.

ومن بين التدابير، ستشجع الخطة الاستثمار الأجنبي بالأسهم في الصين على اجتذاب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر عالي الجودة في الشركات المدرجة بالبورصة في البلاد.

ووفقا للخطة، ستواصل البلاد توسيع برامجها التجريبية لفتح مجالات مثل الاتصالات والخدمات الطبية في الوقت المناسب، كما سترفع القيود المفروضة على القروض المحلية للمؤسسات ذات الاستثمارات الأجنبية ما يسمح لهذه الشركات باستخدام التمويل المحلي لاستثمارات الأسهم.

ومنذ عام 2024، أدخلت الصين تدابير لتوسيع الانفتاح في قطاعات مثل الاتصالات ذات القيمة المضافة والرعاية الصحية، وأزالت تماما القيود على الاستثمار الأجنبي في التصنيع، وخفضت القيود على الاستثمار الأجنبي على الصعيد الوطني من 31 إلى 29 بندا.

وفي هذا السياق، قال هوا تشونغ المسؤول في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إن الصين ستتماشى مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المعايير في مجالات تشمل حماية حقوق الملكية والإعانات الصناعية والمعايير البيئية والمشتريات الحكومية.

وأضاف هوا أن البلاد تعمل على توسيع دليل الصناعات المشجعة للاستثمار الأجنبي كما ستصدر طبعة 2025 في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن الدليل الجديد سيشمل قطاعات مثل التصنيع المتقدم والخدمات الحديثة والتكنولوجيا الفائقة فضلا عن توفير الطاقة وحماية البيئة.

وذكر تشو أن الصين ستزيد من توسيع الوصول إلى السوق من خلال تقصير القائمة السلبية للاستثمار خلال العام الجاري، وهي خطوة من المقرر أن تعود بالنفع على جميع كيانات السوق، بما في ذلك الشركات الأجنبية.

وأضاف تشو أنه ومع دخول سياسات الاستثمار الاجنبي المطروحة حديثا حيّز التنفيذ، سيزداد نمو قوة "الجاذبية المغناطيسية" للسوق الصينية للاستثمار الاجنبي.