بيروت 23 فبراير 2025 (شينخوا) أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال مراسم تشييع سلفه حسن نصرالله اليوم (الأحد) أن "المقاومة مستمرة وموجودة وقوية"، منددا بـ"المؤامرات" الأمريكية في بلاده.

وقال قاسم في كلمة خلال مراسم تشييع نصر الله وخلفه هاشم صفي الدين، في المدينة الرياضية في بيروت تحت شعار "إنا على العهد"، بحضور حشود ضخمة ووفود رسمية وشعبية من لبنان وخارجه اليوم "إن المقاومة موجودة وقوية عددا وعدة، وشعبنا صامد، والآن دخلنا في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وأساليبها".

وأردف قائلا "إن المقاومة لم تنته، المقاومة مستمرة قوية بحضورها وجهوزيتها، وهي حق لن يستطيع أحد سلبه".

وتابع "أن المقاومة أساس، وهي خيارنا الإيماني والسياسي، ما زال الاحتلال موجودا ونمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف".

ورأى قاسم "أن هدف العدو كان إنهاء المقاومة في غزة ولبنان"، متهما الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "حشدت كل إمكاناتها لمواجهة محور المقاومة، ولكننا أثبتنا صمودنا".

وتوجه إلى واشنطن قائلا "اعلموا أيها الأمريكيون لن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم، أنصحكم بأن تكفوا عن مؤامراتكم ولا تفسروا صبرنا ضعفا، فنحن لن نقبل بالاحتلال ونحن نتفرج"، مضيفا "لا نقبل في لبنان أن تتحكم أمريكا الطاغية ببلدنا".

وأضاف "نقول لأمريكا لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، وإذا كنتم تتحركون الآن بحرية وتضغطون على المسؤولين في لبنان فلن تحققوا أهدافكم لأن المسؤولين في لبنان يعرفون موازين القوى".

وأوضح أن "حزب الله وافق على طلب إسرائيل وقف إطلاق النار من منطلقات استراتيجية"، مضيفا "التزمنا بالاتفاق، لكن إسرائيل لم تلتزم، وهنا تبدأ مسؤولية الدولة اللبنانية بعد انتهاء مهلة الاتفاق لانسحاب العدو" من الأراضي اللبنانية.

ودعا إلى ضرورة أن تنسحب إسرائيل من جميع المناطق التي لا تزال تحتلها، مضيفا "سنتصرف وفقا للظروف، نطلق النار متى نرى مناسبا، ونصبر متى نرى مناسبا".

وشدد على التزام حزب الله ببناء الدولة القوية العادلة ونهضتها، قائلا "نحن حريصون على وحدة الوطن، والسلم الأهلي، ومشاركة الجميع في بناء الدولة".

وتعهد قاسم بمواصلة نهج سلفه، قائلا إن نصر الله كان "قائدا تاريخيا استثنائيا... وكانت وجهته دائما فلسطين والقدس"، مؤكدا "أن حزب الله سيواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية".

وتابع "أن فلسطين هي بوصلتنا، وندعم تحريرها، وسنواجه مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التهجيري مع كل القوى في المنطقة".

وقتل نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر الماضي في خضم تصاعد المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على خلفية الحرب في قطاع غزة.

فيما قتل هاشم صفي الدين في ضربة إسرائيلية في مطلع أكتوبر 2024 على ضاحية بيروت الجنوبية.

ومنذ صباح اليوم توافد أنصار حزب الله اليوم إلى بيروت، حيث احتشد عشرات الآلاف منهم في المدينة الرياضية للمشاركة في تشييع حسن نصرالله، وهاشم صفي الدين، حاملين رايات حزب الله والأعلام اللبنانية.

وأدت جموع غفيرة صلاة الجنازة على الجثمانين، وسط شعارات "الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا".

وإثر ذلك انطلق موكب التشييع في مسيرة ضخمة من المدينة الرياضية في بيروت إلى الضريح الذي أعد لجثمان نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية بالقرب من طريق المطار الدولي، وسط تحليق متواصل لأربع طائرات حربية إسرائيلية على علو منخفض فوق بيروت.

أما جثمان صفي الدين فسيوارى الثرى حسب وصيته في بلدته بجنوب لبنان.

وجرت مراسم التشييع وسط تأهب واستنفار أمني واسع على مستوى الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية. /نهاية الخبر/