الخرطوم 22 فبراير 2025 (شينخوا) توفي 83 شخصا وأصيب 1197 آخرون بسبب مرض الكوليرا في ولاية النيل الأبيض بوسط السودان، حسبما أفادت منظمات غير رسمية بالسودان اليوم (السبت).

وقالت شبكة أطباء السودان، في بيان، إن انتشار مرض الكوليرا بولاية النيل الأبيض تسبب في وفاة 83 شخصا، فيما أصيب 1197 شخصا تعافى منهم 259 شخصا حتى مساء أمس (الجمعة).

وأضافت "تؤكد شبكة أطباء السودان عن كارثية الوضع الصحي بولاية النيل الأبيض بسبب تفشي الوباء وتدعو السلطات الصحية لفتح عدد من المراكز بسبب ضيق المستشفيات وعدم توفر الأسرة الكافية للمرضى بسبب تزايد حالات الإصابة".

ودعت الشبكة السلطات المحلية لتكثيف حملات الوعي وتطهير الأسواق ومنع توزيع مياه الشرب بالطرق التقليدية وتوزيع الكلور للمناطق التي لا توجد بها شبكة مياه.

من جانبها، قالت منصة نداء الوسط (متطوعون) في بيان صحفي اليوم "الوضع الصحي في مدينة كوستي يأخذ منحى خطيرا للغاية مع ارتفاع عدد الإصابات بالكوليرا لتتخطى حاجز 800 حالة وعشرات الوفيات".

فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود إن العشرات لقوا حتفهم، ويتم علاج أكثر من 800 شخص من أعراض الإسهال المائي الحاد، والجفاف، والقيء، والعيون الغائرة في مركز علاج الكوليرا التابع لوزارة الصحة في مستشفى كوستي التعليمي، بولاية النيل الأبيض في السودان، الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود.

وأضافت "أُدخِل أول 100 مريض إلى مركز علاج الكوليرا الثلاثاء الماضي، ومن ثمّ ارتفع العدد بحلول بعد ظهر يوم أمس الجمعة إلى أكثر من 800 مريض تمّ إدخالهم إلى المستشفى".

ووفقا للبيان، فقد فاق عدد المرضى في مركز علاج الكوليرا الذي أنشأته أطباء بلا حدود في مستشفى كوستي قدرته الاستيعابية، مما استدعى استخدام غرف الطوارئ للبالغين والأطفال في المستشفى.

وقال الدكتور فرانسيس لايو أوكان، المرجع الطبي لمشروع أطباء بلا حدود في كوستي "الوضع مقلق للغاية ومن المحتمل أن يخرج عن السيطرة".

وأضاف، وفقا للبيان "يستمر مركز علاج الكوليرا في استقبال المرضى في حالات حرجة، نفدت المساحات، ونحن الآن نستقبل المرضى في منطقة مفتوحة ونعالجهم على الأرض لعدم وجود أسرة كافية".

وتعرضت محطة (ام دباكر) لتوليد الطاقة الكهربائية الواقعة على بعد 275 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم لهجوم في 16 فبراير الجاري بطائرات من دون طيار، مما أدي إلى تعطل محطات المياه بالمدن الرئيسة بولاية النيل الأبيض.

واضطر السكان المحليون إلى جلب المياه من النيل الأبيض باستخدام عربات الكارو، وهي عربات تجرها الدواب.

واتخذت السلطات المحلية بالنيل الأبيض عدة تدابير لمواجهة تفشي مرض الكوليرا، وحظرت جلب المياه من النهر، كما وجّهت بتعزيز (الكلورة) في نظام توزيع المياه، كما تم إغلاق السوق ومعظم المطاعم بالمدن الرئيسة بالولاية.

وبدورها، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية بالسودان اليوم (السبت) بدء حملة خاصة بالتطعيم ضد الكوليرا بولاية النيل الأبيض بمحليتى كوستى وربك.

وأبانت الوزارة في بيان أن الحملة تستهدف المواطنين من عمر عام فما فوق.

ووفقا لوزارة الصحة الاتحادية بالسودان فأن تراكمي الإصابات بمرض الكوليرا منذ يوليو 2024، وحتي الآن بلغت 53 ألفا و735 إصابة، منها 1430 وفاة.

والكوليرا هي عدوى اسهالية حادة تنتج من تناول طعام أو مياه ملوثة ببكتيريا، ويسبب هذا المرض حالات الإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.

وفي يناير الماضي، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تزايد الهجمات على منشآت البنى التحتية المدنية بما فيها محطات الكهرباء، ما يؤدي إلى عرقلة توفر التيار والمياه النظيفة لملايين من سكان البلاد.

وتشهد ولاية النيل الأبيض بوسط السودان، هجمات متزايدة من قبل قوات الدعم السريع، وأبرزها الهجوم الذي طال قري تابعة لمدينة القطينة والذي أسفر عن مقتل 433 مدنيا، وفقا لإحصائية حكومية صادرة في 18 فبراير الجاري.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29 ألفا و683 قتيلا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة. /نهاية الخبر/