share
arabic.china.org.cn | 22. 02. 2025

مقابلة خاصة: الأمين العام لجائزة محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين يؤكد أنها تساهم في تعميق التبادل الثقافي بين البلدين

arabic.china.org.cn / 16:47:20 2025-02-22

الرياض 22 فبراير 2025 (شينخوا) قال الدكتور عبد المحسن العقيلي، الأمين العام لجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين، إن الجائزة تسهم بشكل مباشر في ترسيخ العلاقات الثقافية ضمن الإطار الاستراتيجي للتعاون بين المملكة والصين.

وأشار الأمين العام في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بعد انطلاق الحفل الثقافي الاجتماعي للتعريف بالجائزة في فبراير 2025، إلى أن الجائزة جاءت انطلاقا من إدراك عميق بأن العلاقات بين البلدين تتجاوز الأطر الاقتصادية والسياسية، لتشمل بعدا ثقافيا وحضاريا يثري التفاهم بين الشعبين.

أضاف أن إطلاق هذه الجائزة، التي تم تدشينها خلال حفل في العام الماضي، جاء في سياق زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الصين عام 2019، وهي زيارة عكست حجم التفاهم المتبادل بين البلدين، وأبرزت أهمية تعزيز التفاعل الثقافي كجزء من هذه العلاقة الاستراتيجية.

فالعلاقة بين البلدين شهدت خلال العقود الأخيرة تناميا متسارعا في المجالات الاقتصادية والسياسية، غير أن البعد الثقافي كان حاضرا دائما كعامل يعزز هذا التقارب، ويمده بجذور إنسانية أعمق.

وأكد الدكتور عبد المحسن العقيلي أن الجائزة تعمل على تعزيز هذا البعد من خلال دعم المشروعات الثقافية التي تبرز المشتركات الحضارية، وتعيد تقديمها في سياق يناسب المتغيرات المعاصرة.

فالثقافة ليست عنصرا منفصلا عن مسار العلاقات، بل هي جزء من رؤية استراتيجية مشتركة، تستند إلى القيم التي رسختها رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية، وتتيح الجائزة للمبدعين والباحثين في البلدين فرصة لتوثيق محطات التفاعل الثقافي، وتقديمها للأجيال الجديدة، بما يمهد لاستدامة هذا التعاون في المستقبل.

وفيما يتعلق بفروع الجائزة ومجالاتها، أوضح أن الجائزة تمنح سنوياً في أربعة فروع رئيسة وهي، البحوث والدراسات في المجالات الثقافية، والأعمال الفنية والإبداعية، والترجمة بين اللغتين العربية والصينية، والشخصية الثقافية من البلدين، إضافة إلى جائزة مخصصة للشباب في الفروع الثلاثة الأولى.

وأشار الأمين العام إلى أنه منذ الإعلان عن الجائزة، لمسنا تفاعلا لافتا من الشباب السعودي والصيني، الذين أبدوا اهتماما واضحا بالمشاركة في الأنشطة الثقافية التي تنظمها الجائزة.

فقد جاءت العديد من الترشيحات من فئة الشباب، سواء في مجال الترجمة أو البحث أو الأعمال الفنية، مما يشير إلى تعطش هذه الفئة للتواصل مع نظرائهم في الجانب الآخر، والتعرف على ثقافتهم عن قرب، وهذه الاستجابة الإيجابية تؤكد أن الشباب يدركون أهمية هذا الحوار، ويسعون إلى أن يكونوا جزءا من هذا المشروع الثقافي المشترك.

شهد العام 2025 الدورة الأولى من هذه الجائزة، وهو أيضا العام الثقافي بين السعودية والصين، وجاء إقامة هذا العام الثقافي تحت مظلة مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في شهر مارس من العام 2024، وذلك لترسيخ الروابط التاريخية بين الشعبين الصديقين، والتعريف بالإرث الثقافي والحضاري للمملكة والصين.

ويأتي ذلك من خلال تنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية، إضافة إلى تنفيذ أنشطة وبرامج ثقافية مشتركة لتسليط الضوء على عمق العلاقات الثقافية السعودية الصينية، تحت مظلة تشكل محطة مهمة في مسار التعاون الثقافي بين البلدين، حيث سيكون فرصة لتقديم الثقافة السعودية للجمهور الصيني بشكل أعمق، ولتعزيز الوعي في المملكة بجوانب الثقافة الصينية الغنية والمتنوعة.

الجائزة ستكون حاضرة ضمن فعاليات هذا العام من خلال تنظيم فعاليات مشتركة تتناول الجوانب الثقافية والتاريخية التي تجمع البلدين، وستركز على البرامج التي تخاطب جميع الفئات، من المثقفين والأكاديميين إلى الجمهور العام.

كما سيقام عدد من الأنشطة التفاعلية، مثل المعارض الفنية المشتركة، والندوات التي تناقش التجارب الثقافية المتبادلة، فضلا عن الأنشطة التي تستهدف فئة الشباب، باعتبارهم الفئة التي ستواصل هذا الحوار في المستقبل.

وتابع الدكتور عبد المحسن العقيلي أن رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية تلتقيان في إدراكهما العميق لدور الثقافة في بناء علاقات مستدامة بين الشعوب.

فالرؤية السعودية تنظر إلى الثقافة باعتبارها إحدى ركائز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتسعى إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى لتعزيز مكانة المملكة كمركز حضاري عالمي.

أما مبادرة الحزام والطريق، فتركز على إحياء الروابط الثقافية التي كانت قائمة عبر طريق الحرير، وتعيد توجيهها نحو المستقبل من خلال مشروعات تعزز التفاعل بين المجتمعات المتنوعة.

والجائزة تترجم هذا التلاقي إلى مشروعات ثقافية ملموسة، مثل دعم الترجمة بين اللغتين العربية والصينية، وتشجيع الدراسات الأكاديمية التي تتناول العلاقات التاريخية بين البلدين، وإقامة المعارض الثقافية التي تبرز الأبعاد الإنسانية لهذا التواصل.

ومن خلال هذه المبادرات، تصبح الجائزة أداة عملية لدعم الرؤية المشتركة التي تجمع بين البلدين، وترتكز على تعزيز الحوار الحضاري وتوسيع نطاق التفاعل الثقافي.

وتهدف الجائزة أيضا إلى تحقيق تأثير طويل الأمد في دعم الحوار الثقافي بين المملكة والصين، من خلال بناء جسور معرفية تتيح للأجيال الحالية والقادمة فهم السياقات الثقافية التي جمعت بين البلدين على مر التاريخ.

هذا التأثير يتحقق من خلال المشاريع البحثية التي تحلل مسار التفاعل الثقافي بين الحضارتين العربية والصينية، والبرامج التي تشجع الترجمة باعتبارها الأداة التي تتيح نقل التراث الفكري والأدبي من لغةٍ إلى أخرى.

كما تعمل الجائزة على تطوير شراكات مستمرة مع المؤسسات الأكاديمية والثقافية في البلدين، لضمان استمرار هذا الحوار في المستقبل، وجعله جزءا من الوعي الثقافي لدى المجتمعين السعودي والصيني.

والجائزة هي دعوة مفتوحة للمثقفين والباحثين والفنانين في المملكة والصين، للمشاركة في هذا المشروع الثقافي الذي يجسد التلاقي الحضاري بين البلدين.

وقال الأمين العام، "نوجه دعوتنا إلى كل من يرى في نفسه القدرة على تقديم عمل يسهم في دعم هذا التفاعل الثقافي، سواء كان بحثا أكاديميا، أوعملا فنيا، أو ترجمة لأحد الأعمال الثقافية، أو مبادرة تحفز الشباب على الاهتمام بهذا الحوار، كما أن الجائزة تتيح فرصا واسعة للإبداع، وترحب بكل ما يعزز من هذا التقارب، ويدعم الأهداف المشتركة التي تجمع بين الشعبين السعودي والصيني".

واختتم الدكتور عبد المحسن العقيلي قائلا: "نحن نؤمن بأن الثقافة هي المجال الذي تلتقي فيه الشعوب، بعيدا عن الاختلافات، وفي إطار الاحترام المتبادل والتقدير للإرث الثقافي والإنساني".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号