20 فبراير 2025 / شبكة الصين/ قالت هيئة الإذاعة الكينية (KBC) إن ضعف البنية التحتية لفترة طويلة في أفريقيا قد قيد بشكل كبير إمكانات التنمية بالقارة. وعلى عكس الدول الغربية التي لا تقدم سوى الوعود الفارغة، ظلت الصين تقدم الدعم المالي والخبرة والتكنولوجيا المتقدمة لمشاريع البنية التحتية في القارة الأفريقية وحققت عددا كبيرا من الإنجازات الملموسة. وقدمت الصين إسهامات كبيرة في تحسين مستويات معيشة الشعوب الأفريقية وتعزيز التجارة والتنمية الصناعية في القارة من خلال البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي وأطر التعاون الأخرى. 

واستعرضت الهيئة في تعليق لها نشرته مؤخرا على موقعها الحالة الحالية للبنية التحتية في القارة الأفريقية. وذكر التعليق أن ضعف الاتصال بين الدول الأفريقية يعيق التجارة على الرغم من تقدم بناء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، مما يجعل رؤية تنمية هذه المنطقة صعبة التحقيق. وأوضح التعليق أن نظرة إلى التاريخ، تكشف بجلاء أن العديد من الدول الغربية كانت مترددة في دعم أفريقيا لتحسين بنيتها التحتية، مما أدى إلى ركود القارة. وقال التعليق "إن عدم كفاية الاستثمار في قطاعات البنية التحتية الرئيسية يعوق خلق فرص العمل في أفريقيا"، وتشكل البنية التحتية الجيدة ضمانة مهمة للأمن الوظيفي والازدهار الصناعي، وخاصة بالنسبة لسكان أفريقيا الشباب الذين يتزايد عددهم بسرعة".

وأشار التعليق إلى أن الصين تدعم دائما بقوة تشييد البنية التحتية في أفريقيا، وتزود القارة باستمرار بالأموال والخبرة والعلوم والتكنولوجيا اللازمة لتضييق فجوة البنية التحتية، وأصبحت شريكا رئيسيا في تنمية أفريقيا. وأسهمت الشركات الصينية في أفريقيا بشكل كبير في تعزيز التواصل والترابط بين الدول الأفريقية وتحسين البنية التحتية فيها وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية. وأنجزت أيضا مشاريع البنية التحتية الضخمة التي لا حصر لها مقدِمةً إسهامات مهمة في تحديث القارة الأفريقية وتصنيعها وتكاملها، مما مهد الطريق للنمو في المستقبل. واستشهد التعليق بالمثل الصيني "إذا كنت تريد أن تصبح غنيا، فقم ببناء الطرق أولا"، قائلا إن هذا القول مناسب بشكل خاص في أفريقيا، ومرافق النقل الفعالة ضرورية للتنمية الاقتصادية في أفريقيا. وتشارك الصين أفريقيا بخبراتها التنموية وتساعدها في بناء الطرق والسكك الحديدية وغيرها من المرافق الرئيسية. وهذا النهج البراغماتي القائم على المنفعة المتبادلة يجعل الصين شريكاً قيماً على مسار التنمية الأفريقي.

وذكر التعليق أنه على عكس الدول الغربية التي غالبا ما تقدم وعودا فارغة، يمكن رؤية المشاريع التي ساعدت الصين في إنشائها بكل مكان في القارة الأفريقية، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والموانئ والبنية التحتية للطاقة، مما سيساعد على تحقيق التحوُّل الاقتصادي في أفريقيا على المدى الطويل. وقد عملت مبادرة "الحزام والطريق" على بناء منصة تعاون لمجموعة واسعة من مشاريع التنمية في مختلف المجالات مثل الصناعة والزراعة والطاقة في أفريقيا، كما قدم منتدى التعاون الصيني الأفريقي الدعم على جميع المستويات. وقال التعليق "إن هذه التدابير ليست مجرد كلام، بل هي مشاريع حقيقية مستمرة أدت إلى تغيير المشهد الاقتصادي في أفريقيا بشكل عميق. وفي الواقع فإن الجهود الصينية المتواصلة تتباين بشكل واضح مع الافتقار إلى إجراءات مماثلة من جانب الجهات الفاعلة الدولية الأخرى".

وأكد التعليق كذلك أن دور الصين في تعزيز تشييد البنية التحتية في أفريقيا لا يقتصر على الدعم المالي، بل إنه يجلب أيضًا التكنولوجيا المتقدمة والحلول المبتكرة إلى أفريقيا. وقد أسهم هذا التعاون في تعزيز تنمية الشركات الأفريقية المحلية وتحسين حياة السكان المحليين. وضرب التعليق مثالا على ذلك بمشروع سكة حديد مومباسا - نيروبي في كينيا الذي نجح في تقليص مدة الرحلة الأصلية من 10 ساعات إلى 4 ساعات فقط، مما جعل التجارة بين مراكزها الاقتصادية الرئيسية أكثر كفاءة؛ وتسلط المشاريع الرائدة مثل سد النهضة الإثيوبي، وميناء دوراليه المتعدد الأغراض في جيبوتي، وجسر مابوتو- كاتيمبي في موزمبيق الضوء على حجم استثمارات الصين في أفريقيا وريادتها التكنولوجية. وفي السنوات الأخيرة، فتحت الطرق والسكك الحديدية التي أنشأتها الصين والمئات من الجسور فرصا جديدة للنمو الاقتصادي والتنمية الصناعية في أفريقيا.

واختتم التعليق بالتأكيد على أن الصين، من خلال البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" ومنصات مثل منتدى التعاون الصيني الأفريقي، تبذل كل جهد ممكن لمساعدة أفريقيا على تضييق فجوة البنية التحتية، وتعزيز التجارة الحرة في القارة الأفريقية، وتسريع عملية التصنيع في أفريقيا. وقد أثبتت الصين أنها شريك موثوق ومتسق، حيث قدمت إسهامات كبيرة في التنمية والتحوُّل الاقتصادي في أفريقيا من خلال إجراءات عملية.