بكين 19 فبراير 2025 (شينخوا) تقدم مبادرة الحضارة العالمية التي طرحتها الصين إجابة عميقة فيما يتعلق بكيفية تحقيق التعايش بين الحضارات المختلفة، حسبما أفاد تقرير أصدره مركز بحوث تابع لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الثلاثاء الماضي.

ويواجه العالم حاليا صراعات قيمية مستمرة، مما يعرض تنوع الحضارات للتهديد، وفقا للتقرير الصادر بعنوان "تعزيز تنمية وتقدم الحضارة الإنسانية من خلال التبادل والتعلم المتبادل".

وجاء في التقرير أن المشاعر المناهضة للعولمة تتزايد، مصحوبة بعودة الحمائية والعزلة والشعبوية، ولم تعرقل هذه الاتجاهات آليات التعاون الثقافي العالمي فحسب، بل أدت في بعض الحالات إلى تفكيكها وتعميق سوء الفهم والاغتراب والعداء بين الثقافات المختلفة أيضا.

واستجابة للتغيرات التي تواجه تنمية الحضارة العالمية، طرحت الصين مبادرة الحضارة العالمية، التي تدعو إلى احترام تنوع الحضارات العالمية وتعزيز القيم الإنسانية العالمية والتركيز على تراث الحضارة والابتكار فيها وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية الدولية.

ولتنفيذ هذه المبادرة، أنشأت الصين عددا من منصات الحوار. وخلال السنوات الأخيرة، استضافت الصين فعاليات متعددة مثل مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، وعززت 16 آلية تبادل وتعاون متعددة الأطراف بما في ذلك اجتماع وزراء الثقافة في مجموعة "البريكس"، وفقا للتقرير.

وأشار التقرير إلى أن الصين كثفت جهودها لتعزيز تراث الحضارة العالمية والابتكار فيها، وتتقاسم خبراتها في حماية التراث الثقافي وتوارثه واستخدامه مع العالم.

وسلط التقرير الضوء على جهود الصين في تعزيز التعاون الدولي في مجال التراث الثقافي، بما في ذلك المساعدة في مشروعات حماية التراث المتعلقة بآثار أنغكور في كمبوديا وقصر بوغد خان في منغوليا، فضلا عن مشاركتها في مشروعات أثرية مشتركة في أكثر من 10 دول، بما فيها مصر وكينيا.

كما أوفت الصين بالتزامها بالانفتاح على العالم على نطاق أوسع من حيث التبادلات الشعبية. واستشهد التقرير ببيانات رسمية تفيد بأن الصين نفذت سياسات أحادية الجانب بشأن الإعفاء من التأشيرة لـ38 دولة منذ عام 2024، وحسنت وسائل الدفع وبيئات السفر للسياح الوافدين. وفي عام 2024، استقبلت الصين حوالي 20.1 مليون دخول بدون تأشيرة من قبل الأجانب، بزيادة قدرها 112 في المائة على أساس سنوي.

وقال التقرير إنه في يونيو 2024، اعتمدت الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع اقتراح الصين بإنشاء اليوم الدولي للحوار بين الحضارات، وتحديد 10 يونيو احتفالا سنويا به، مضيفا أن هذا أثبت تماما أن مبادرة الحضارة العالمية تتماشى مع اتجاهات العصر وتلبي احتياجات العصر.