18 فبراير 2025 / شبكة الصين/ نشر موقع "سفبريسا" الإخباري الروسي مؤخرا مقالا جاء فيه أن عام 2025 يمكن أن يسمى "عام الصين"، حيث يرى أن الصين تحولت اليوم من مصنع عالمي ينتج المستلزمات اليومية إلى إحدى القوى الصناعية العالمية. وهو التقييم الذي قدمه المعلق الاقتصادي الفرنسي جان بروسير في أحد البرامج. وقال بروسير إن كل أميركي وألماني يعرف الآن بوضوح أن الصين تنتج كل السلع في العالم تقريبا، بما في ذلك المنتجات التكنولوجية الأكثر تعقيدا وتكلفة.

وبحسب تقرير صادر عن وكالة "براند دينانسي" البريطانية لتقييم العلامات التجارية والاستشارات، فإن ثلاث من أكبر عشر علامات تجارية للمنتجات الإلكترونية الأكثر قيمة في العالم صينية (هواوي ـ ميديا ـ شياومي). وهذا مجرد مثال واحد على نجاح العلامات التجارية الصينية.

ويرى المقال أن الصين احتلت مكانة عالمية رائدة في العديد من المجالات الرئيسية للتنمية العالمية، مثل تكنولوجيا الطاقة المتجددة ومنتجاتها. وقال بروسير إن الصين أنتجت اليوم نحو 80% من الألواح الشمسية في العالم، و60% من توربينات الرياح، و60% من المركبات الكهربائية. والسبب وراء نجاح الصين بسيط "منتجاتها ذات جودة عالية وأسعارها أقل من منتجات منافسيها، وخاصة الدول الغربية".

وأضاف المقال أن الإجراءات الحمائية في الدول الغربية ترتفع حاليا، وهو ما يمثل في الواقع محاولة للتنافس مع الصين. ففي أغسطس الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية، لكن هذه الخطوة لم تفلح. 

وقال لودوفيك سوبران، كبير الاقتصاديين في مجموعة أليانز الألمانية، إنه إذا كان الغرب يريد حقا أن يجعل اقتصاده صديقا للبيئة، فسوف يعتمد حتما على التكنولوجيا الصينية. لذلك، سوف يضطر الساسة الغربيون إلى اتخاذ هذا الاختيار "إما أن يتخلصوا من غطرستهم ويتعاونوا مع الصين، أو يواجهوا الموت المحقق". 

ولم تنتظر الشركات الأوروبية الساسة بشكل سلبي لاتخاذ الخيار بدلا منها، بل اختارت بنشاط التعاون مع الصين. وعلى سبيل المثال، تستثمر شركة فولكس فاجن في شركة إكس بنغ موتورز الصينية، وهي واحدة من أكبر شركات تصنيع المركبات الكهربائية ذاتية القيادة في العالم. 

وقال الخبير الاقتصادي جان بيير كورنو "الآن أصبح الطلاب متقدمين على المعلمين، والمهمة الملقاة على عاتق شركات السيارات الأوروبية الآن هي تعلم التكنولوجيا وأساليب العمل التي تتبناها نظيراتها الصينية".

ونوه المقال إلى أن الصين لا تشغل فقط مكانة رائدة في مجال إنتاج المركبات الكهربائية، بل أيضًا الدولة التي لديها أكبر عدد من طلبات براءات الاختراع في العالم. ففي عام 2023، قدمت الصين ما يقرب من 47٪ من طلبات براءات الاختراع في العالم. 

وبحسب المنظمة العالمية للملكية الفكرية، تعد الصين رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي الفترة ما بين 2014 و2023، تقدم المخترعون الصينيون بطلبات للحصول على أكبر عدد من براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، أي ستة أضعاف ما تقدمه الولايات المتحدة، التي تحتل المرتبة الثانية.