بكين 17 فبراير 2025 (شينخوا) تمكن علماء صينيون من تحديد جينين مهمين مسؤولين عن مقاومة الذرة الرفيعة لنبات "الستريغا"، وهو نبات طفيلي يسبب خسائر كبيرة في المحاصيل.

وأجرى الدراسة باحثون من معهد علم الوراثة والبيولوجيا التنموية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة الزراعة الصينية ومؤسسات أخرى، ونشرت نتائجها في مجلة "سيل".

ويعد نبات "الستريغا"، المعروف أيضا باسم "ويتشويد" (دغل الساحرة)، نباتا طفيليا مدمرا يعتمد على النباتات المضيفة للحصول على المغذيات والمياه، مما يؤثر بشدة على غلة المحاصيل والنظم الإيكولوجية الزراعية.

وأوضح شيه تشي، باحث من معهد علم الوراثة والبيولوجيا التنموية، أن الذرة الرفيعة، وهي إحدى المحاصيل المهمة في العديد من المناطق، معرضة للإصابة بغزو "الستريغا". وتطلق جذور الذرة الرفيعة هرمون "الستريغولاكتون"، وهي فئة من الهرمونات النباتية التي تساعد على استقطاب فطريات الجذور لامتصاص المغذيات. ومع ذلك، فإن "الستريغولاكتون" نفسه يعمل عن غير قصد كإشارات لبذور "الستريغا" الخاملة في التربة، مما يؤدي إلى إنباتها وإصابة النبات المضيف لاحقا.

وأضاف شيه أن الطفيليات التي تسببها "الستريغا" خفية للغاية ويصعب السيطرة عليها.

وباستخدام تقنيات التعدين الجيني إلى جانب تحليل البيانات الضخمة وغيرها من التقنيات الأخرى، حدد الفريق البحثي جينين رئيسيين، وهما "SbSLT1" و"SbSLT2" لأول مرة. وتوصلت الدراسة إلى أنه بعد تعطيل هذين الجينين، يتم تثبيط عملية إطلاق "الستريغولاكتون"، ومن ثم لا يتمكن نبات "الستريغا" من الإنبات أو إصابة المضيف.

وأظهرت التجارب الميدانية أن الذرة الرفيعة التي تم تعطيل الجينين المذكورين فيها انخفضت معدلات إصابتها بما يتراوح بين 67 و94 في المائة، وأظهرت انخفاضا بما يتراوح بين 49 و52 في المائة في فقدان المحصول، وفقا للدراسة.

وذكر شيه أن هذه النتائج تقدم موارد جينية قيمة ودعما تقنيا لتكاثر أنواع الذرة الرفيعة المقاومة "للستريغا".

وأكد الباحثون أن اكتشاف الجينين المذكورين يمكن أن يوفر أدوات حاسمة لمكافحة النباتات الطفيلية، بما يمكن من معالجة تحديات الأمن الغذائي في البلدان المتضررة بشدة من النباتات الطفيلية، وخاصة البلدان الأفريقية والآسيوية. وستركز البحوث المستقبلية على التحقق من صحة هذه الجينات في محاصيل مثل الذرة والطماطم والدخن.