17 فبراير 2025 / شبكة الصين/ نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا مقالا جاء فيه أن نجاح ديبسيك بالنسبة للعديد من الصينيين انتصار للنظام التعليمي الصيني، مما يثبت أنه على قدم المساواة مع النظام التعليمي في الولايات المتحدة، أو يتجاوزه.

وقال ليانغ ون فنغ، مؤسس ديبسيك، وهي شركة ناشئة صينية اجتاحت عالم الذكاء الاصطناعي، إن الفريق الأساسي من المطورين والعلماء في شركته أنهوا تعليمهم في الجامعات الصينية. ويتناقض هذا مع النهج الذي تتبعه العديد من شركات التكنولوجيا الصينية، التي عادة ما تسعى إلى استقطاب المواهب المتعلمة في الخارج.

وذكر المقال أن الثناء من الخارج تدفق أيضاً، حيث قال بافيل دوروف، مؤسس منصة التواصل الاجتماعي تيليجرام، في الشهر الماضي إن المنافسة الشرسة بين المدارس الصينية غذت نجاح الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. وكتب على حسابه "إذا لم تتحرك الولايات المتحدة لإصلاح نظامها التعليمي، فإنها تخاطر بالتنازل عن الريادة التكنولوجية للصين".

وأشار المقال إلى أن الصين استثمرت بشكل كبير في التعليم، وخاصة في العلوم والتكنولوجيا، مما ساعد على تنمية عدد كبير من المواهب، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق هدف الصين في أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. 

وتتمتع الصين بمجموعة واسعة من الباحثين والمهندسين الشباب النشطين والموهوبين. وقال تشن يي ران، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة ديوك "من المنظور التعليمي، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، لا أعتقد أن الفجوة بين الصين والولايات المتحدة كبيرة".

ويرى المقال أن قوة النظام التعليمي بالنسبة للعديد من الصينيين ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمكانة العالمية للبلاد. فقد كانت الصين في الماضي تضم عددا صغيرا من خريجي الجامعات سنويا، ولكن خلال العشرين عاما الماضية زاد العدد بأكثر من 14 مرة. والآن أصبحت العديد من الجامعات الصينية من بين الأفضل في العالم. وفي الماضي، انتقل بعض الطلاب الصينيين المتميزين والأذكياء إلى الخارج للدراسة والإقامة. وبحسب بعض المؤشرات، بدأ هذا الأمر يتغير.

وفي الواقع، تقدم الصين عددًا من الخريجين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يزيد على أربعة أضعاف الوضع في الولايات المتحدة. وبحسب بحث أجراه مركز "ماكرو بولو" ومقره شيكاغو، أضافت الصين أكثر من 2300 دورة جامعية جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ عام 2018. وتوصلت الدراسة إلى أنه بحلول عام 2022، جاء ما يقرب من نصف أفضل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم من جامعات أو معاهد صينية، بينما جاء حوالي 18% فقط من جامعات أو معاهد أمريكية.

وقالت مارينا تشانغ، الأستاذة بجامعة سيدني للتكنولوجيا، إن الحكومة الصينية ساعدت أيضاً في تعزيز الروابط الوثيقة بين الأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال مقارنة بالدول الغربية. وتستثمر الحكومة الصينية في مشاريع البحث وتشجع الأوساط الأكاديمية على المساهمة في المبادرات الوطنية للذكاء الاصطناعي.

وأوضح وانغ يان بو، الأستاذ بجامعة هونغ كونغ، أن الذكاء الاصطناعي تجنب حتى الآن هجرة الأدمغة إلى حد ما. ويتوقع ظهور المزيد من الشركات الناشئة الناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين قريبًا، بقيادة الشباب. وأضاف أن "القدرة التنافسية للصين في مجال الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل لا تعتمد فقط على نظامها التعليمي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بل تعتمد أيضًا على كيفية تعاملها مع المستثمرين من القطاع الخاص ورجال الأعمال والشركات".

ويرى المقال أن نجاح شركة ديبسيك قد لا يعتمد فقط على كيفية اختلافها عن شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى، ولكن أيضًا على المزايا التي تتقاسمها مع هذه الشركات جمعاء.