arabic.china.org.cn | 17. 02. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
القاهرة 16 فبراير 2025 (شينخوا) يرقد الفلسطيني ناصر محمد (33 عاما) أخيرا على سرير في مستشفى في مصر، يتلقى العلاج من ورم في المخ بعد أشهر من اليأس المؤلم في قطاع غزة الذي مزقته الحرب.
وتجسد قصة محمد الحالة الكارثية للرعاية الصحية في القطاع المحاصر، حيث حولت أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) معظم المستشفيات إلى أنقاض وأصبح الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية مستحيلا تقريبا.
وقال محمد، الذي يتلقى العلاج حاليا في مستشفى العريش العام في محافظة شمال سيناء في مصر، بصوت ضعيف "تتركز معظم الجهود الطبية في غزة على علاج إصابات الحرب خاصة بعد خروج معظم المستشفيات عن الخدمة".
وبالنسبة للمرضى مثله، الذين يكافحون الأمراض المزمنة والسرطان وغيرها من الحالات المهددة للحياة، أصبحت الحرب نوعا مختلفا من الأعداء، حيث باتت عدوا لا يهاجم بالقنابل، بل بالحرمان البطيء والمؤلم من الرعاية الطبية.
وقال محمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أقصى ما يمكن أن توفره لي المستشفيات في غزة هو بعض مسكنات الألم، والتي لم تكن متاحة دائما".
وأوضح محمد أن عائلته، التي أُجبرت على العيش في خيام بعد تدمير منزلها، منعتها إسرائيل من مرافقته خلال رحلة علاجه في مصر.
وأردف قائلا إن عائلته تعيش الآن في خيام في البرد القارس، مضيفا أنه لم يتمكن من التواصل معها منذ وصوله إلى مصر قبل عدة أيام، بسبب انقطاع خدمات الإنترنت والكهرباء في المناطق التي نزوحوا إليها.
وفي أول فبراير الجاري، بدأ خروج المرضى والجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي باتجاه الأراضي المصرية، لتلقي العلاج، وذلك للمرة الأولى منذ نحو ثمانية أشهر، بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وكان الجيش الإسرائيلي فرض في مايو الماضي سيطرته على المعبر عندما اجتاح مدينة رفح جنوب القطاع، مما أدى إلى إغلاقه وزاد من معاناة الفلسطينيين في غزة.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب المدمرة في قطاع غزة.
وينص الاتفاق على الإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالتزامن مع وقف العمليات العسكرية.
وكجزء من الصفقة، تسمح إسرائيل للفلسطينيين الجرحى والمرضى في غزة بتلقي العلاج الطبي في مصر ودول أخرى.
وفي غرفة مجاورة، يرقد حسام العايدي البالغ من العمر سبع سنوات برفقة والدته، وكلاهما من بين أحدث مجموعة من المرضى الغزّيين الذين دخلوا مصر. ويشكل كفاحه من أجل الحياة في مكافحة مرض سرطان الدم إشارة أخرى مفجعة إلى أزمة الرعاية الصحية في غزة، حيث يعاني عشرات الآلاف من المرضى والمصابين.
وقالت والدة العايدي "كان ابني في مستشفى شهداء الأقصى في غزة. هناك، تلقى العلاج فقط لأعراض المرض، ولكن ليس للسرطان نفسه، حيث لا يتوفر العلاج الكيميائي في غزة".
وبينما تحسنت حالة العايدي قليلا منذ وصوله إلى مصر، فإن ارتياح والدته مرتبط بخوف عميق. وقالت بصوت متقطع "تركت زوجي في غزة. كل عائلتي هناك. الحرب شيء صعب".
وأضافت "لقد دُمر منزلي، ويعيش زوجي الآن في خيمة مؤقتة، والتهديد الدائم بتجدد الصراع يخيم مثل سحابة مظلمة فوق مستقبلنا".
بدوره، قال مدير مستشفى العريش العام أحمد منصور إن جميع المرضى القادمين للعلاج يعانون من أمراض وإصابات تتراوح بين الأمراض المزمنة والسرطان وإصابات الحرب والعيوب الخلقية.
وأضاف منصور لـ ((شينخوا)) أن المستشفى الذي يعمل باستمرار في حالة طوارئ مجهز بالكامل لاستقبال المرضى.
وأوضح المسؤول الطبي أنه يتم تحويل بعض الحالات إلى مستشفيات متخصصة، مؤكدا أن مستشفى العريش يظل مستعدا لأي طارئ في المستقبل القريب.
ودخل ألف مريض ومصاب فلسطيني مستشفى العريش العام منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بحسب منصور.
والخميس، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف أن 452 جريحا ومريضا و620 مرافقا لهم غادروا القطاع خلال 12 يوما من العمل في معبر رفح.
وتكبد القطاع الصحي في غزة خسائر فادحة، حيث أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى شبكات المياه والصرف الصحي، ما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن النظام الصحي في القطاع وصل إلى حافة الانهيار نتيجة الاستهداف المباشر للمرافق الطبية والنقص الحاد في المستلزمات الطبية والوقود.
وشنت إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني بينما تجاوز عدد المصابين 111 ألفا، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أدى، وفق السلطات الإسرائيلية، إلى مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |