14 فبراير 2025 / شبكة الصين/ قالت صحيفة "باكستان أوبزرفر" إن الصين أصبحت لاعبا قويا في اقتصاد الذكاء الاصطناعي سريع التطور، حيث توفر ثروات وفيرة للدول النامية، وخاصة تلك الواقعة في "الجنوب العالمي"، مما يساعدها على مواكبة وتيرة التقدم التكنولوجي العالمي. ومع ظهور نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد الصيني "ديبسيك"، تتفوق الصين على الغرب بسرعة، وتعيد تعريف الريادة التكنولوجية وتوفر فرصًا غير مسبوقة للاقتصادات النامية في جميع أنحاء العالم.

ووفقا للتقرير فإنه من خلال جعل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أقل تكلفة وأكثر سهولة في الوصول، تعمل الصين على تمكين دول مثل باكستان وبنغلاديش من دمج الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي في قطاعات رئيسية مثل الزراعة والرعاية الصحية والتعليم. ومن خلال مبادرات مثل "الحزام والطريق"، تعمل الصين على تعزيز التعاون العالمي لتزويد القوى العاملة بالمهارات اللازمة في مجال الذكاء الاصطناعي وإنشاء أنظمة بيئية مستدامة للتكنولوجيا في المناطق التي تتخلف عن الركب في مجال الابتكار الرقمي.

ومن أهم مزايا تطوير اقتصاد الذكاء الاصطناعي في الصين بالنسبة للدول النامية أنه يقلل من تكلفة تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وعلى النقيض من نماذج الذكاء الاصطناعي الغربية التي تتطلب موارد حوسبة ضخمة وبيانات خاصة، تؤكد شركات الذكاء الاصطناعي الصينية على الحلول الفعالة من حيث التكلفة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة. 

وهذه القدرة على تحمل التكاليف تمكن البلدان النامية من تبني التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي دون الضغط على مواردها المالية. فعلى سبيل المثال، في مجال الزراعة، تعمل نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية على تحسين تقنيات الري، والتنبؤ بأنماط الطقس، وزيادة إنتاجية المحاصيل، والمساعدة على معالجة قضايا الأمن الغذائي في المناطق التي تعاني من ندرة المياه.

وأكد التقرير على أن الركيزة الأساسية لسياسة الذكاء الاصطناعي الصينية هي التركيز على تطوير البنية التحتية الرقمية. فقد عانت البلدان النامية منذ فترة طويلة من عدم كفاية البنية التحتية التكنولوجية، مما جعل من الصعب عليها المشاركة في ثورة الذكاء الاصطناعي. وتهدف جهود الصين في مجال الذكاء الاصطناعي والاتصال بالبنية الأساسية الرقمية إلى سد هذه الفجوة من خلال دعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات ومرافق الحوسبة السحابية والإنترنت عالي السرعة. ومن خلال زيادة قابلية التشغيل البيني وإمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، فإن الاقتصادات الناشئة، بمساعدة الصين، لن تتخلف عن الركب في البيئة الرقمية سريعة التطور.

وإضافة إلى البنية التحتية، تركز سياسة الذكاء الاصطناعي الصينية أيضًا على تمكين الصناعات الرئيسية مثل الزراعة والتصنيع والرعاية الصحية والتعليم. على سبيل المثال، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تعمل على تعزيز التشخيص والطب عن بعد والعلاجات الشخصية في مجال الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تحسين الرعاية بشكل كبير في المناطق ذات البنية التحتية المحدودة للرعاية الصحية. ومن خلال الاستثمار المستهدف ومشاركة التكنولوجيا، تعمل الصين على تمكين البلدان النامية من تجاوز الحواجز الصناعية التقليدية وتسريع النمو الاقتصادي.

ويرى التقرير أن أحد الجوانب الرئيسية لسياسة الذكاء الاصطناعي الصينية هو تنمية المواهب. وتدرك الصين أهمية معرفة الذكاء الاصطناعي وتلتزم بتدريب المهنيين وتوسيع نطاق التعليم المتعلق بالذكاء الاصطناعي في البلدان النامية. وتعمل الصين على تنفيذ مبادرات مثل ورش عمل الذكاء الاصطناعي ومختبرات الأبحاث المشتركة وبرامج تبادل المعرفة بهدف تطوير مجموعة محلية من المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي. ولا يؤدي هذا إلى بناء قوة عاملة ماهرة في مجال الذكاء الاصطناعي فحسب، ما يضمن تطوير الذكاء الاصطناعي محليًا، بل كذلك تصميمه خصيصًا لتلبية احتياجات البلدان الاجتماعية والاقتصادية، مما يدفع الابتكار والتحول الرقمي.

وقال التقرير إن حوكمة الذكاء الاصطناعي تشكل مجالاً آخر يمكن فيه لاقتصاد الذكاء الاصطناعي الصيني أن يفيد البلدان النامية. ومن خلال آليات التعاون الدولي مثل الأمم المتحدة ومبادرة "طريق الحرير الرقمي"، تدعو الصين إلى صياغة سياسات الذكاء الاصطناعي التي تخدم مصالح البلدان النامية. ويضمن التركيز على السيادة الوطنية في حوكمة الذكاء الاصطناعي احتفاظ الاقتصادات الناشئة بالسيطرة على بياناتها ومواردها التكنولوجية. 

علاوة على ذلك، فإن دعوة الصين إلى التطوير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي الذي يعالج التحيز الخوارزمي وخصوصية البيانات والمخاطر الأمنية تتوافق مع الحاجة إلى تحقيق الذكاء الاصطناعي الشامل والعادل في مختلف السياقات الثقافية والاقتصادية. 

وخلص التقرير إلى أن التطور الاقتصادي في مجال الذكاء الاصطناعي الصيني قد يدفع دول "الجنوب العالمي" إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بها، حيث سيتم الاستعانة بالحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لمعالجة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وإدارة الموارد. ويمكن لأنظمة المراقبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أن تساعد في تتبع إزالة الغابات، وتحسين استخدام المياه، وتقليل البصمة الكربونية. 

ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في إستراتيجيات التنمية الخضراء، تساعد الصين البلدان النامية على تحقيق النمو الاقتصادي دون الإضرار بالبيئة والحفاظ على التنمية المستدامة. ويسلط هذا الضوء على التزام الصين بالريادة في مجال الذكاء الاصطناعي والتصنيع الذكي والصناعات ذات التقنية العالية.