14 فبراير 2025 / شبكة الصين/ أشار مقال لصحيفة نويه تسورخر تسايتونغ السويسرية إلى أنه في الوقت الذي يجعل فيه الاتحاد الأوروبي من الصعب على مركبات الطاقة الجديدة والمنتجات الكهروضوئية وتوربينات الرياح الصينية دخول أسواقه، فإن المزيد من هذه المنتجات تجد مشترين في بلدان "الجنوب العالمي".

وبحسب بيانات التجارة الدولية الجديدة، يتم حالياً تصدير حوالي نصف منتجات الطاقة الكهروضوئية وطواحين الهواء ومركبات الطاقة الجديدة الصينية إلى دول "الجنوب العالمي". وقال لوري ميليفيرتا الباحث في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف إن الأمر الأكثر أهمية هو أن هذا التوجه "يقود معظم النمو في صادرات الصين في الآونة الأخيرة".

وذكرت الصحيفة أن صادرات التكنولوجيا الخضراء تعتبر على نطاق واسع محرك النمو في الصين. فقد أظهرت مجموعة سيتي جروب أن صادرات الصين شهدت تغيرات كبيرة، فقد أفسحت "الثلاثة القديمة" المتمثلة في الأجهزة المنزلية والأثاث والملابس المجال لـ"الثلاثة الجديدة" المتمثلة في مركبات الطاقة الجديدة وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية.

وتعتمد صادرات التكنولوجيا النظيفة الصينية بشكل أقل كثيرا على الأسواق الغربية (وخاصة الولايات المتحدة) مقارنة بالصناعات التصديرية الصينية بأكملها. فقد كانت الولايات المتحدة تشكل سوقاً متخصصة لمنتجات التكنولوجيا الخضراء الصينية، إلا أن التعريفات الجمركية الأميركية أدت إلى خفض الواردات الصينية. 

وقال ميليفيرتا إن 4% فقط من المنتجات الكهروضوئية وطواحين الهواء ومركبات الطاقة الجديدة جرى تصديرها إلى الولايات المتحدة. وأضاف أنه بالنظر إلى أوروبا، فإن أحد التطورات التي حدثت خلال العام الماضي تستحق الذكر بشكل خاص، ففي عام 2024، تجاوزت صادرات الصين من مركبات الطاقة الجديدة إلى دول "الجنوب العالمي" صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، مكّن الترويج العالمي لمركبات الطاقة الجديدة الصين من تجاوز ألمانيا واليابان لتصبح أكبر مصدر للسيارات في العالم.

وتشكل أسواق بلدان "الجنوب العالمي" فرصة بالنسبة للصين. ولن يؤدي هذا إلى دعم سياسة النمو المعتمدة على التصدير في السنوات القادمة فحسب، بل سيفتح أيضاً فرص مبيعات جديدة للمصنعين الصينيين الذين يواجهون منافسة شرسة في السوق المحلية.

ويشكل تطوير الصادرات الأساس للسرد الأساسي حول سياسة المناخ الصينية على الساحة العالمية. وقال أندريه أرانا كوريا دو لاغو، نائب وزير الخارجية لشؤون المناخ والبيئة البرازيلي "خفضت الصين بشكل كبير أسعار المنتجات الكهروضوئية والمركبات العاملة بالطاقة الجديدة، مما يوفر المزيد من الموارد للدول النامية".

وذكرت الصحيفة أن البرازيل ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ هذا العام. وقد أشارت تصريحات دو لاغو إلى أن قضية الدعم المالي للتحول العالمي في مجال الطاقة سوف تصبح محور اهتمام المؤتمر. وتتمتع الصين بميزة على الغرب في هذا الصدد. ويعد هذا بمثابة رد غير مباشر على الدول المتقدمة، التي في نظر معظم دول "الجنوب العالمي" تطرح الكثير من المطالب ولكنها لا تقدم سوى القليل من الدعم.

وترى الصحيفة أن إلقاء نظرة على شراكة الصين مع بلدان "الجنوب العالمي" تظهر مدى التقدم الذي تحرزه، حيث تركز الصين على تطوير اتفاقيات طاقة محددة لتمويل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أو بناء المرافق بنفسها. وفي الوقت نفسه، أصبحت مبادرة الحزام والطريق على مر السنين أكثر خضرة.

وبنظرة سريعة على قائمة الصادرات الصينية يمكن اكتشاف من يقود التحول العالمي في مجال الطاقة في جميع أنحاء العالم ومن يتجاوز الحروب الثقافية السياسية حول تغير المناخ. 

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، كانت جنوب إفريقيا ومصر وتشيلي والبرازيل وأوزبكستان الدول الخمس التي استوردت معظم تكنولوجيا طاقة الرياح الصينية العام الماضي. كما استوردت السعودية وباكستان وأوزبكستان وإندونيسيا والهند معظم المنتجات الكهروضوئية. وتعد البرازيل وتايلاند من بين أكبر خمسة مستوردين لمركبات الطاقة الجديدة.