14 فبراير 2025 / شبكة الصين/ أشار موقع مشروع الصين والجنوب العالمي الإخباري بجنوب إفريقيا مؤخرا إلى أن توسيع إمدادات الكهرباء يعد أحد التحديات الأكثر إلحاحا التي تواجه التنمية في قارة إفريقيا. ففي الوقت الحالي، لا يزال 600 مليون نسمة، أي نحو 43% من إجمالي سكان القارة، محرومين من الحصول على إمدادات كهرباء موثوقة.

وذكر التقرير أن قمة الطاقة الإفريقية عام 2025 التي عقدت في تنزانيا أكدت على ضرورة معالجة المشكلة وطرحت هدفا طموحا من خلال برنامج "المهمة 300" الذي يهدف إلى توفير الكهرباء المستدامة لـ300 مليون نسمة بحلول عام 2030. وتحقيق هذا الهدف يتطلب استثمارات ضخمة وتنسيق الإجراءات السياسية والتعاون الدولي. 

وخلال القمة التي نظمها البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي، أعلن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية أنه سيقدم ما بين مليار و1.5 مليار دولار أميركي لبرنامج "المهمة 300"، وهو ما يعزز التزام هذه المؤسسة بتعزيز تنمية البنية التحتية في إفريقيا.

ومنذ أكثر من عشرين عامًا، لعبت مؤسسات تمويل التنمية والبنوك التجارية الصينية دورًا مهمًا في تمويل البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء القارة الإفريقية. وباعترافها بأن إفريقيا بحاجة إلى بنية طاقة أكثر ملاءمة للمناخ، توقفت الصين عن تمويل مشاريع توليد الطاقة المحلية من الوقود الأحفوري اعتبارًا من عام 2020. وفي عام 2021، أعلن قادة الصين أن بكين لن تدعم بناء مشاريع جديدة لتوليد الطاقة العاملة بالفحم في الخارج. كما أعلنت الصين خلال قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي التي عقدت في سبتمبر 2024، دعمها لتنفيذ 30 مشروع طاقة نظيفة وتنمية خضراء في إفريقيا.

وإضافة إلى الاستثمار في توليد الطاقة، يستخدم ثلث استثمارات الصين في توسيع شبكة الكهرباء في إفريقيا. ولتعزيز المزايا النسبية التي تتمتع بها الصين، طوعت شركة شبكة الكهرباء الحكومية الصينية وشركة شبكة كهرباء جنوب الصين خبرتهما الواسعة في نشر خطوط نقل الجهد العالي للغاية عبر تضاريس شاسعة وصعبة، ووفرتا بمهارة الخبرة والقدرات الفنية اللازمة لدفع جهود توسيع الشبكة.

ومن خلال التعاون الأعمق بين شركات الشبكة الكهربائية الصينية وشركات الطاقة الإفريقية المحلية، يمكن أن يؤدي نقل المعرفة والاستثمار في البنية التحتية إلى تسريع وصول إفريقيا إلى إمدادات طاقة أوسع. 

ورغم أن توسيع الشبكة على نطاق واسع كان فعالاً في زيادة فرص الحصول على الكهرباء في إفريقيا، إلا أن هناك حاجة إلى حلول بديلة لتوفير الكهرباء للمناطق النائية والريفية حيث يصعب تنفيذ توسيع الشبكة. وفي عام 2023، أعلنت الصين عن تنفيذ مشروع "حزام الضوء الإفريقي"، الذي يخطط لتوفير أنظمة الطاقة الكهروضوئية خارج الشبكة لـ50 ألف أسرة فقيرة بدون كهرباء في إفريقيا. وتوفر أنظمة الطاقة الكهروضوئية الموزعة وأنظمة الشبكات الصغيرة حلا ممكنًا للمضي قدمًا، وخاصة في المناطق الريفية والنائية في إفريقيا.

ومع ذلك، تواجه معظم شبكات الطاقة الصغيرة تحديات كبيرة من حيث الموثوقية والجدوى الاقتصادية، حيث أن تكاليف التشغيل والصيانة المرتفعة غالبا ما تجعل من الصعب استدامتها. وقد يكون النظام الصيني منخفض التكلفة الذي يدمج تخزين الطاقة وشبكات الطاقة الكهروضوئية جزءاً من الحل. 

وبفضل خبرتها الواسعة في نشر الطاقة المتجددة وتقنيات تخزين الطاقة، تستطيع شركات الطاقة الخضراء الصينية تقديم مساهمات مماثلة لإفريقيا من خلال توسيع أعمالها في القارة، وتوفير الخبرة الفنية وتوفير حلول قابلة للتطوير من أجل استدامة شبكات الطاقة الصغيرة.

وخلص التقرير إلى أن معالجة مشكلة فقر الطاقة في إفريقيا تتطلب إستراتيجية متعددة الأوجه ونظامية تحقق التوازن بين القدرة على تحمل التكاليف والموثوقية والاستدامة.