أورومتشي 14 فبراير 2025 (شينخوا) على الرغم من الضغوط المتزايدة من الدول الغربية بشأن قضايا مثل ما يسمى بـ"العمل القسري" والقيود المفروضة على الاستيراد والعقوبات، سجل حجم التجارة الخارجية لمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غربي الصين أعلى مستوى له على الإطلاق خلال عام 2024.

وفي العام الماضي، ارتفعت قيمة واردات وصادرات المنطقة إلى 435.11 مليار يوان (حوالي 60.68 مليار دولار أمريكي)، ما يمثل زيادة بنسبة 21.8 في المائة على أساس سنوي، الأمر الذي يؤكد على مرونتها وحيويتها الملحوظتين.

وحتى الآن، تشارك أكثر من 3000 شركة مملوكة للدولة وخاصة بنشاط في التجارة الخارجية في المنطقة.

ويعد يوي تشنغ تشونغ شاهدا على النمو السريع للتجارة الخارجية في شينجيانغ على مدى العقود الثلاثة الماضية، إذ بدأ يوي العمل في مجال تصدير الفاكهة في شينجيانغ في عام 1997، من خلال نقل اليوسفي من أورومتشي حاضرة المنطقة، إلى هورجوس التي تعد ميناء رئيسيا في المنطقة.

وفي وقت لاحق، أسس يوي شركة مجموعة جينيي، التي نمت لتصبح واحدة من شركات التجارة الخارجية الرائدة في المنطقة. وفي عام 2024، تجاوزت قيمة واردات وصادرات الشركة 2.2 مليار دولار أمريكي، وتستهدف الشركة تحقيق 2.6 مليار دولار أمريكي خلال العام الجاري.

وقال يوي إن شركته تنقل حاليا أكثر من 2000 طن من المنتجات الزراعية والضروريات اليومية يوميا، مضيفا أنه بفضل السياسات المواتية لمنطقة التجارة الحرة، أصبحت عمليات التخليص الجمركي أسرع، بما مكن شركته من التعامل مع الطلبات الدولية الأكبر بثقة.

وتم إنشاء منطقة التجارة الحرة التجريبية الصينية (شينجيانغ) في نوفمبر 2023. وتشمل ثلاث مناطق فرعية وهي أورومتشي وكاشغر وهورجوس، وتعد أول منطقة تجارة حرة في المناطق الحدودية الشمالية الغربية للصين والـ22 على مستوى البلاد.

ويعزى النمو القوي للتجارة الخارجية في شينجيانغ إلى الدعم السياساتي القوي، فضلا عن مجموعة من التدابير الرامية إلى تبسيط إجراءات التخليص الجمركي وتحسين الخدمات ذات الصلة.

وقال لي تشينغ هوا، أحد مسؤولي الجمارك في أورومتشي، إن سلطات الجمارك نفذت سلسلة من التدابير المحددة لتعزيز كفاءة الإشراف وجودة الخدمات، وذلك لضمان التنمية عالية الجودة للتجارة الخارجية في شينجيانغ.

ومع استمرار مبادرة "الحزام والطريق" في المضي قدما، التزمت شينجيانغ ببناء نفسها لتصبح ممرا مهما يربط بين آسيا وأوروبا وتعمل كبوابة لجهود الانفتاح الصينية في المناطق الغربية من البلاد.

ويرى رجل الأعمال الروسي بارسالكينوف أنه استفاد من مبادرة "الحزام والطريق"، إذ أسس بارسالكينوف شركة تجارية في شينجيانغ تنتج المعكرونة وزيت بذور اللفت باستخدام مكونات روسية، والتي لاقت استحسانا كبيرا من المستهلكين الصينيين. ولا تباع منتجاته في شينجيانغ فحسب، بل في مناطق أخرى على مستوى المقاطعات مثل قانسو وسيتشوان وقوانغدونغ وقوانغشي وهونان وهوبي أيضا.

وقال يوي شيانغ يانغ، مدير مصنع الشركة، إن السياسات التفضيلية في منطقة التجارة الحرة ساعدت الشركة على خفض تكاليف التشغيل وتوسيع نطاق الأعمال والوصول إلى أسواق أوسع.

وشهدت الشركة طلبات مستمرة من متاجر السوبرماركت الكبرى في شينجيانغ، حيث وصلت الطاقة الإنتاجية اليومية إلى حوالي 15 طنا. وفي عام 2024، ارتفعت مبيعات زيت بذور اللفت الخاص بالشركة بنسبة 50 في المائة مقارنة بعام 2023، وفقا ليوي شيانغ يانغ.

وفي عام 2024، أقامت شينجيانغ علاقات تجارية مع 213 دولة ومنطقة، مع زيادة الواردات والصادرات إلى الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" بنسبة 18.7 في المائة. وفي الوقت نفسه، شهدت التجارة مع الدول الأعضاء في الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) زيادة بنسبة 167.8 في المائة و191.9 في المائة على التوالي.