share
arabic.china.org.cn | 14. 02. 2025

تقرير إخباري: أوروبا تطالب بدور في محادثات السلام بشأن أوكرانيا بعد الاتصال بين ترامب وبوتين

arabic.china.org.cn / 10:23:16 2025-02-14

بروكسل 13 فبراير 2025 (شينخوا) أصر الاتحاد الأوروبي والعديد من القادة الأوروبيين على الاضطلاع بدور رئيس في مفاوضات السلام الأوكرانية المحتملة وسط قلق من محاولات تهميشهم في أعقاب مكالمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء.

وبحسب بيان صحفي صادر عن كل من البيت الأبيض والكرملين، فإن الزعيمين ناقشا وقفا سريعا لإطلاق النار في أوكرانيا دون استشارة الاتحاد الأوروبي أو أوكرانيا. وردا على ذلك، طالب الاتحاد الأوروبي رسميا بمقعد على طاولة المفاوضات.

وقالت بولا بينيو، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس إن "أمن أوكرانيا هو أمن أوروبا"، مضيفة " إذا كان هناك نقاش يجري حول أمن أوكرانيا، فإن أوروبا تشعر بالقلق"، مؤكدة أن أي نقاش حول أمن أوروبا يجب أن يشمل أوكرانيا أيضا.

وأكدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس نفس الموقف في بيان مشترك عقب اجتماع في باريس مع نظرائها من فرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا وبريطانيا. وشدد البيان على مشاركة أوكرانيا وأوروبا في أي مفاوضات ذات صلة، وأكد الحاجة إلى سلام يؤمن المصالح الأوروبية والأوكرانية مع الاستعداد للتعاون مع الولايات المتحدة.

كما شدد رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو على ضرورة مشاركة أوروبا في أي عملية سلام في أوكرانيا، قائلا "لا يمكن الاتفاق على أوكرانيا بدون أوكرانيا، ولا يمكن الاتفاق على الأمن الأوروبي بدون أوروبا"، داعيا إلى موقف أوروبي موحد، مقترحا عقد قمة استثنائية للاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية.

وفي أعقاب مكالمته مع بوتين، اتصل ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكن عند حديثه إلى وسائل الإعلام الأمريكية، استبعد عودة أوكرانيا إلى حدودها قبل عام 2014-- شرط كييف الأساسي لإجراء محادثات مع موسكو. كما أعرب ترامب عن دعمه لإعلان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في بروكسل بأن عضوية أوكرانيا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستكون غير مطروحة على الطاولة كجزء من التسوية التفاوضية لإنهاء الصراع الروسي-الأوكراني.

واُعتبر موقف ترامب، الذي يمثل خروجا صارخا عن سياسة سلفه، في أوروبا تنازلا على حساب أوكرانيا، مما أثار قلق القادة الأوروبيين.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في بيان يوم الخميس "لن يحظي سلام مفروض على دعمنا أبدا"، مشددا على أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون مستداما ويضمن سيادة أوكرانيا، ويجب على ألمانيا وشركائها تمثيل مصالحهم بثقة والتزام في المفاوضات المقبلة.

وانتقد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس تنازلات إدارة ترامب العلنية قبل بدء المفاوضات، واصفا إياها بأنها "مؤسفة" خلال اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل.

وأكد الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا، بعد مكالمة هاتفية مع زيلينسكي يوم الخميس، أن أي محادثات سلام يجب أن تضمن استقلال أوكرانيا وسلامة أراضيها وحقها في تقرير مستقبلها، داعيا أوروبا إلى المشاركة في المحادثات "بقوة" وحث على اتخاذ إجراءات حاسمة بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا.

وشاطر رئيس لاتفيا إدغار رينكيفيتس نفس القلق، قائلا في تغريدة عبر ((إكس)): "يتعين عدم تغيير الحدود بالقوة. يتعين على أوروبا أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن أمنها من خلال الاستثمار في دفاعها. ويتعين على أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العمل معا لتحقيق سلام دائم".

وبينما دعا وزيرا خارجية لاتفيا وإستونيا أيضا إلى زيادة الاستثمار في بناء القدرات الدفاعية لأوروبا وتعزيز العلاقات مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) وعبر الأطلسي، اتخذ رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو موقفا أكثر تشككا، واصفا الضغط لزيادة الاستثمار العسكري بأنه "جنون عسكري" وانتقد افتقار الاتحاد الأوروبي إلى سياسة خارجية مستقلة.

وقال إن الاتحاد الأوروبي هو الخاسر الثاني بعد أوكرانيا، قائلا إنه يتعين على أوروبا "الإفاقة بسرعة" وصياغة موقفها الخاص، متوقعا أن يتراجع ترامب عن الدعم الأمريكي لأوكرانيا، ويضغط على أوروبا لشراء المزيد من الطاقة الأمريكية، ويطالب حلفاء الناتو بزيادة نسبة الإنفاق الدفاعي إلى 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وبينما أعرب بعض القادة الأوروبيين عن قلقهم رحب آخرون بحذر باحتمال إجراء محادثات سلام لإنهاء الصراع في القارة.

وأشاد ميلوراد دوديك، رئيس جمهورية صربسكا في البوسنة والهرسك، بالمناقشات بين الولايات المتحدة وروسيا باعتبارها خطوة نحو السلام. وقال إن "المحادثات هي الوسيلة الوحيدة" لإنهاء الصراع مع احترام المصالح المشروعة لكل من روسيا وأوكرانيا.

وأكد رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش، في تصريحات قبل مؤتمر ميونيخ للأمن الحادي والستين، أنه لن يكفي أي سلام فقط.

وشدد على أن "الحل يجب أن يحترم المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وهي وحدة أراضي أوكرانيا وسلامتها، لأن كل سابقة سلبية سيكون لها تداعياتها، دون أي معضلات، لاحقا".

وبينما تجابه أوروبا موقف ترامب المتكشف إزاء الحرب، يستمر الجدل حول دور القارة في تشكيل السلام في الاحتدام. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号