arabic.china.org.cn | 13. 02. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بكين 13 فبراير 2025 (شينخوا) تمر غزة اليوم بمرحلة فارقة تتشابك فيها الخيوط السياسية والعسكرية لترسم مشهدا معقدا يفرض تحديات متزايدة على فرص السلام. ورغم جولات تفاوضية شاقة، لا يزال وقف إطلاق النار يواجه اختبارات صعبة، في وقت يترقب فيه العالم تهدئة الأوضاع وإحياء عملية السلام. وبينما تبذل بعض الأطراف جهودا للتهدئة، تتخذ قوى خارجية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، خطوات تعكس الانحياز والتصعيد بدلا من البناء والتوافق.
في تصريحات مثيرة للجدل، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة. ولم يكتف بذلك بل ذهب إلى حد التلويح بوقف المساعدات عن الأردن ومصر إن لم يقوما باستقبال اللاجئين الفلسطينيين. وهذه السياسة القائمة على الضغوط والابتزاز لا تعكس نهجا مسؤولا في التعامل مع قضية بهذه الحساسية، بل تزيد المشهد تعقيدا وتعرقل أي جهود جادة لتحقيق تسوية عادلة.
وفي الوقت ذاته، تواصل الحكومة الإسرائيلية فرض شروط تعجيزية على مفاوضات الهدنة، أبرزها مطالبتها بخروج قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكافة عناصرها من قطاع غزة كشرط أساسي للانسحاب العسكري. ووفقا لصحيفة ((هآرتس)) الإسرائيلية، فإن إسرائيل تدرس إما استئناف العمليات العسكرية أو الإبقاء على الوضع القائم دون التوصل إلى اتفاق طويل الأمد. وهذه المواقف لا تؤدي إلا إلى تأجيج التوترات ووضع المزيد من العراقيل أمام أي أفق للسلام.
جوهر الحل يكمن في احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتطبيق مبدأ "حكم الفلسطينيين لأنفسهم". غزة ليست ساحة لتصفية الحسابات السياسية وإنما هي موطن أناس لهم حقوقهم الوطنية غير القابلة للتصرف. وأي تسوية حقيقية لا يمكن أن تستقر ما لم يتم احترام إرادة الفلسطينيين، وتضمن لهم السيادة على أرضهم دون إملاءات أو وصاية.
والصين، باعتبارها دولة كبرى مسؤولة، كانت ولا تزال داعمة للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، حيث تدعو إلى تحقيق سلام قائم على العدل والشرعية الدولية. من هذا المنطلق، تطرح الصين نهجا من ثلاث خطوات للخروج من مأزق الصراع الحالي، يشمل وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية كأولويتين قصويين، واعتماد مبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين" كأساس لإعادة الإعمار بعد الصراع في غزة، و"حل الدولتين" باعتباره الطريق الأساسي للمضي قدما.
وتحافظ الصين على نهجها القائم على الحياد والموضوعية، وتسعى للعب دور بناء في تقريب وجهات النظر ودفع العملية السلمية إلى الأمام.
إن تحقيق السلام ليس بالأمر السهل، لكنه ليس مستحيلا. ويتطلب الأمر إرادة سياسية حقيقية وجهودا دولية مخلصة لكسر دوامة العنف وتمهيد الطريق أمام حل شامل ودائم. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية، ويوحد جهوده لدعم مسار التفاوض بدلا من إذكاء النزاعات. والأمل معقود على أن يغتنم الطرفان هذه الفرصة، وأن تتحقق آمال الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، لتسطع شمس السلام أخيرا فوق غزة، إيذانا ببدء مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |