الكويت 12 فبراير 2025 (شينخوا) نظمت السفارة الصينية لدى الكويت اليوم (الأربعاء) احتفالية رسمية كبرى بمناسبة الذكرى الستين للزيارة التاريخية للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح إلى الصين، والتي تزامنت مع احتفالات "العام الصيني الجديد السعيد 2025".

وشهد الحفل حضورا رفيع المستوى ضم كبار المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين وممثلي قطاعات الأعمال والثقافة من كلا البلدين، وذلك لاستعراض المسيرة التاريخية للعلاقات الصينية-الكويتية واستشراف آفاق التعاون المستقبلي.

وبدأت الفعالية بعرض فيلم وثائقي شامل يرصد المحطات الرئيسية في تاريخ التبادلات الثنائية على مدى ستة عقود، منذ الزيارة التأسيسية التي قام بها الشيخ جابر في فبراير 1965، حينما كان وزيرا للمالية والتجارة والصناعة آنذاك.

وأكد السفير الصيني لدى الكويت تشانغ جيان وي في كلمته الافتتاحية على المغزى الاستراتيجي لتلك الزيارة التاريخية، مشيرا إلى أنها مثّلت انطلاقة حقيقية للعلاقات بين البلدين.

وقال إن "العلاقات الصينية-الكويتية شهدت خلال العقود الستة الماضية تطورا متناميا وإنجازات ملموسة في مجالات الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي والإنسانية".

وتفخر الصين بأن الكويت كانت أول دولة خليجية عربية تقيم علاقات دبلوماسية معها في عام 1971، كما كانت من أوائل الدول التي ساندت بقوة استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.

وأكد السفير الصيني أن "الصداقة بين الصين والكويت راسخة ومستدامة، وكما يقول المثل الكويتي الحكيم الصداقة كنز تزداد قيمته بمرور الوقت".

وأضاف "أننا، وانطلاقا من هذه المحطة التاريخية الجديدة، نؤكد استعداد الصين للعمل بشكل وثيق مع الكويت لترجمة التوافقات المهمة التي تم التوصل إليها بين قيادتي البلدين إلى واقع ملموس، والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب تخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين".

من جهته، ألقى نائب وزير الخارجية الكويتي السفير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح، كلمة شاملة استعرض فيها مسيرة العلاقات الثنائية، مؤكدا أن "زيارة الأمير الراحل في عام 1965 وضعت حجر الأساس لعلاقات كويتية-صينية متينة، وأرست دعائم قوية لتعاون استراتيجي متعدد الأبعاد".

وأضاف الشيخ جراح أن "العلاقات بين بلدينا تجاوزت الإطار الدبلوماسي التقليدي لتصبح نموذجا للصداقة الحقيقية القائمة على القيم المشتركة من احترام متبادل وتعاون مثمر، ورغبة صادقة في تحقيق التنمية والازدهار المشترك. ورغم المسافة الجغرافية البالغة 3800 ميل بين العاصمتين، إلا أن الإرادة السياسية للقيادتين تجاوزت كل الحواجز لتؤسس شراكة استراتيجية متكاملة".

واستذكر نائب وزير الخارجية الكويتي المحطات المفصلية في تاريخ العلاقات، وخاصة الزيارة التاريخية للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى بكين في يوليو 2018، والتي تم خلالها الإعلان عن إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، إضافة إلى زيارة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى الصين في سبتمبر 2023، حينما كان وليا للعهد، والتي شكلت نقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية وتوجت بتوقيع سبع مذكرات تفاهم تتعلق بمشاريع تنموية ضخمة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والحوكمة البيئية.

وشهدت الاحتفالية توزيع "جوائز الصداقة الصينية-الكويتية" على خمس فئات من الشخصيات والمؤسسات التي أسهمت في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين.

وقد منحت "جائزة الاستحقاق المتميز" لجميع سفراء الكويت السابقين لدى جمهورية الصين الشعبية تقديرا لدورهم الدبلوماسي المتميز، فيما حصل الفريق الطبي الصيني العامل في الكويت على "جائزة تعزيز التعاون" نظير جهوده الاستثنائية في خدمة القطاع الصحي الكويتي على مدى سنوات.

وتضمن البرنامج الثقافي للاحتفالية فقرات فنية متنوعة عكست عمق التبادل الثقافي بين البلدين، حيث قدم شباب من الصين والكويت أداء مشتركا لأغنية "وعد طريق الحرير" التي تجسد روح التعاون والتطلع للمستقبل.

كما قدمت فرقة متخصصة عرضا مبهرا لأوبرا بكين الشهيرة "قصيدة إلى أزهار الكمثرى"، والتي حظيت بإعجاب كبير من الحضور.

وقالت تشانغ ليلي الممثلة الوطنية من الدرجة الثانية لأوبرا بكين لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذه الأوبرا تمثل امتدادا للتراث الثقافي الصيني العريق، وقد حرصنا على تقديمها في هذه المناسبة التاريخية المهمة لتكون جسرا ثقافيا يعمق أواصر الصداقة بين شعبينا".

وأضافت "نأمل أن يسهم هذا العرض الفني في تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية والاحتفال بمهرجان الفوانيس مع أشقائنا في الكويت".

واختتمت الفعالية بعرض مذهل لرقصة التنين الصينية التقليدية، قبل أن ينتقل جميع المدعوين إلى الساحة الخارجية للسفارة للمشاركة في الافتتاح الرسمي لفعاليات "مهرجان الربيع السعيد"، حيث أتيحت للضيوف فرصة تذوق أشهر الأطباق الصينية التقليدية والاستمتاع بعروض الخط العربي والفنون الشعبية الصينية في أجواء احتفالية مميزة.