دمشق 11 فبراير 2025 (شينخوا) أكدت نائبة رئيس بعثة مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا عسير المضاعين اليوم (الثلاثاء) أن أكثر من 270 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلدهم بعد سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر 2024.

وقالت المسؤولة الأممية، والتي تقيم في دمشق، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "رصدنا منذ الثامن من ديسمبر الماضي عودة 270 ألف لاجئ سوري إلى وطنهم بعد التغيير الجديد الذي حصل في سوريا"، متوقعة أن يزداد العدد أكثر في حال تحسن الوضع الخدمي في البلاد.

وأضافت "لقد قمنا باستبيان إقليمي كمفوضية سامية لشؤون اللاجئين وتبين أن ما يقارب 27 بالمائة من السوريين تم الحديث معهم يودون العودة إلى سوريا خلال العام الحالي، وهذا العدد أكبر بكثير من الرقم الذي رصدناه في السنة السابقة وكان يعادل واحدا بالمائة ممن يرغبون العودة".

وأشارت إلى أن بعض السوريين ينتظرون ما سيؤول إليه الوضع في سوريا، خاصة فيما يتعلق بالوسائل الخدمية، مؤكدة أن الكثير من السوريين ليس لديهم منازل يعودون إليها.

وأوضحت أنها التقت خلال الفترة السابقة مع بعض النازحين داخليا، والذين عادوا ولم يجدوا أي مكان يسكنون فيه.

ولفتت إلى أن عدم وجود خدمات أساسية ووظائف وتدهور الأوضاع المعيشية أمور قد تجعل السوريين يترددون في العودة بسببها.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه عمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وعودة اللاجئين إلى بلدهم قالت عسير المضاعين إن "التحديات بالتأكيد كبيرة ومنها رصد أرقام عودة اللاجئين"، لافتة إلى حدوث تغيير سياسي جديد في البلاد، وأي تغيير يحتاج إلى وقت حتى يمكن التنسيق التام والكامل معه بشأن الكثير من القضايا العالقة والشائكة.

ورأت أن التحدي الثاني يتمثل بالواقع المالي والمساعدات المقدمة للعائدين سواء من النازحين أو اللاجئين، بحيث يتم تقديم خدمة مناسبة تضمن عودة اللاجئ وتصون كرامة العائلة، مجددة التأكيد على أن "الدعم المالي سيكون التحدي الأكبر فيما يتعلق بعودة اللاجئين وعمل المفوضية".

وردا على سؤال حول إذا ما كانت هناك نية لدى المفوضية لإغلاق مخيمات اللاجئين السوريين في بعض دول المنطقة، قالت المسؤولة الأممية إن "إغلاق مخيمات اللجوء يعتمد على كمية المساعدة والدعم الذي سيقدم في داخل سوريا، لأن هذا الشيء الوحيد الذي سيشجع عودة اللاجئين إلى وطنهم"، مبينة أنه في حال عاد اللاجئون ستغلق المخيمات بالتأكيد.

واستدركت قائلة "إلى الآن لم نر أيا من الدول المجاورة تسعى باتجاه عودة اللاجئين إلى سوريا، لأنها ما زالت ترتأي أن تكون العودة تدريجية، وهناك يقين أيضا بأن الوضع في سوريا يحتاج لبعض الوقت لعودة كاملة للاجئين".

ولفتت إلى أن هناك إحصائيات تشير إلى أنه في لبنان يوجد فيه ما يقارب مليون و400 ألف لاجئ، وفي الأردن 600 ألف، وفي عموم المنطقة هناك ما يقارب 4 ملايين لاجئ سوري،عدا عن اللاجئين في الدول الأوروبية.

ووفقا لإحصائيات أممية، فإن أكثر من 13 مليون سوري غادروا بلداتهم ومدنهم قسرا بسبب الحرب، فيما بلغ العدد الإجمالي 7.2 ملايين نازح داخليا، و6.5 ملايين لاجئ وطالب لجوء في دول مختلفة.

وفي 8 ديسمبر الماضي سيطرت فصائل سورية مسلحة على العاصمة دمشق وأعلنت إسقاط حكم بشار الأسد بعد هجوم مباغت دام 12 يوما.