الخرطوم 11 فبراير 2025 (شينخوا) شنت قوات الدعم السريع اليوم (الثلاثاء) هجوما على أكبر مخيم للنازحين غربي السودان، فيما أعلن الجيش السوداني تصديه للهجوم.

وأعلنت قوات الدعم السريع مهاجمتها اليوم لمخيم زمزم للنازحين الواقع على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقال مستشار قائد الدعم السريع الباشا طبيق في بيان صحفي "دارت اليوم معركة في قاعدة زمزم العسكرية وانتصرت فيها قوات الدعم السريع".

وأضاف "تم استلام عتاد حربي ومدافع 23، وهذا يؤكد أن الحركات المسلحة (مجموعات متحالفة مع الجيش السوداني) خدعت الشعب السوداني والمجتمع الدولي واتخذت من المخيم قاعدة عسكرية، واستخدمت المواطنين دروعا بشرية".

في المقابل، قالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر إن الجيش تصدى للهجوم بنجاح.

وقالت الفرقة في تدوينة عبر موقعها على موقع ((فيسبوك)) "سلاح الطيران ومدفعية الفرقة السادسة مشاة الفاشر يدحران قوة من المليشيا شنت هجوما على معسكر بزمزم للنازحين بنجاح".

من جهتها، أعربت منظمة أطباء بلا حدود، التي تدير مستشفى ميدانيا داخل مخيم زمزم، عن "قلقها البالغ" بشأن سلامة موظفيها ومئات الآلاف من سكان المخيم.

وقالت المنظمة في بيان صحفي اليوم "مع تصاعد هجمات قوات الدعم السريع حول الفاشر وفرض الحصار على المدينة ومخيم زمزم، تعرب أطباء بلا حدود عن قلقها البالغ بشأن سلامة موظفيها ومئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون بالفعل تحت القصف والجوع في أكبر مخيم للنازحين في السودان".

وأضاف البيان أن "المستشفى الميداني التابع لأطباء بلا حدود في زمزم غير مجهز للتعامل مع الإصابات الناتجة عن القتال التي تتطلب جراحة، وأصبح من المستحيل الآن إرسال مرضى الحالات الحرجة إلى المستشفى السعودي في الفاشر بسبب الاشتباكات العنيفة على الطريق".

وحثت المنظمة الأطراف المتحاربة على احترام المنشآت الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية والحرص على حماية المدنيين.

وأدان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ما وصفه بـ"استباحة" قوات الدعم السريع لمخيم زمزم.

وقال في تدوينة على منصة ((إكس)) "الآن معسكر زمزم يتعرض للاستباحة بواسطة الدعم السريع".

وأضاف "ندين هذا الهجوم والاستباحة بأشد وأغلظ العبارات، ونتوجه للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإدانة هذه الجريمة".

وأعلنت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر (متطوعون) عن وقوع إصابات نتيجة الهجوم، دون تحديد أرقام.

وقالت التنسيقية في بيان إن "المعلومات التي وصلتنا من داخل معسكر زمزم الآن، أن هناك إصابات وسط النازحين نتيجة الهجوم العنيف والواسع".

وأضاف البيان "يشهد المعسكر حالة نزوح عكسية إلى مناطق مختلفة، وقد تم صد الهجوم وطرد المعتدين إلى خارج المعسكر وإعادة فتح شبكات الإنترنت جزئيا".

ويعد معسكر زمزم أحد أكبر معسكرات النازحين بدارفور، ولا يقل عدد سكانه عن 500 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة.

ومنذ 10 مايو الماضي تدور مواجهات عنيفة في الفاشر بين الجيش السوداني والمتحالفين معه، وقوات الدعم السريع.

ويسيطر الجيش السوداني على الفاشر، وتقاتل بجانبه حركات دارفورية مسلحة، كانت قد وقعت مع حكومة السودان في العام 2020 اتفاق "سلام جوبا"، من أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.

وتعد الفاشر مركز إقليم دارفور المكون من خمس ولايات وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

وتسببت الحرب في فرار أكثر من 14 مليون شخص، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية، بواقع 11 مليون شخص نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة.