11 فبراير 2025 /شبكة الصين/ قرر تاكيموتو أكيتوشي تنفيذ رغبته في العام الجديد بعد أن علم أن الصين أعفت المسافرين اليابانيين من التأشيرة منذ أواخر نوفمبر م العام الماضي. 

وقال أكيتوشي، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا ويعيش في طوكيو: "كنت أتطلع منذ فترة طويلة لزيارة الصين، وخاصة الآن بعد أن أصبح لديّ وقت فراغ بعد التقاعد".

كان يخطط للتقدم بطلب للحصول على تأشيرة، وهو سعيد جدا لعدم الحاجة إلى متاعب تقديم طلب التأشيرة، وذلك بعد إعفاء الصين المسافرين اليابانيين من الدخول إلى الصين بتأشيرة. 

وقال أكيتوشي الذي سافر مع زوجته إلى الصين لأول مرة، واحتفل بقدوم العام الجديد في بكين: "لقد كانت الزيارة سلسة جدا". وأضاف أنه مذهل بالأزقة "هوتونغ" والمحور المركزي ومتحف القصر الامبراطوري وسور الصين العظيم.

كما يعتقد أنه من المثير للإعجاب أن المدينة بها العديد من مواقع التراث الثقافي العالمي، وتتمتع بالتاريخ العميق. وقام أكيتوشي وزوجته برحلة إلى جزء موتيانيوي من سور الصين العظيم لمشاهدة شروق الشمس في اليوم الأول من العام الجديد والتمتع بالباندا العملاقة في حديقة حيوان بكين وتذوق أطباق مميزة بما في ذلك البط المشوي ولحم الضأن.

كان الزوجان، إلى جانب 20 مسافرًا يابانيًا آخرين، من بين أوائل السياح الأجانب الذين زاروا الصين بدون تأشيرة في عام 2025.

وقال شيه لين، وهو مرشد سياحي مقيم في بكين رافق المسافرين اليابانيين، "هذه بداية جيدة"، وأضاف أن العديد من المسافرين اليابانيين أظهروا رغبة قوية في زيارة الصين والتمتع بالثقافة الصينية مع ظهور سياسة الإعفاء من التأشيرة مؤخرًا، والعديد منهم يريدون القدوم في أقرب وقت ممكن.

سياسات تسهيلية جيدة

تُعد العاصمة بكين واحدة من المدن الرئيسية في جميع أنحاء البلاد التي استفادت من سلسلة من السياسات المواتية لتحفيز السياحة الوافدة. وأفاد مكتب بلدية بكين للثقافة والسياحة أنه من يناير إلى أكتوبر، استقبلت المدينة 3.17 مليون سائح وافد، بزيادة قدرها 198.8 في المائة عن نفس الفترة من العام السابق.

ويعزى نمو السياحة الوافدة جزئيًا إلى تحسين سياسات الإعفاء من التأشيرة والإعفاء من تأشيرة العبور، وفقًا لـ "تقرير استهلاك السياحة في بكين 2024" الصادر عن وكالة تونغتشنغ للسفر، وهي وكالة سفر محلية كبرى مقرها مقاطعة جيانغسو، وذكر التقرير أن إسبانيا وماليزيا وإيطاليا وإندونيسيا وتايلاند استفادت بشكل كبير من تحسين سياسات التأشيرات.

في السنوات الأخيرة، قامت السلطات الصينية بتبني العديد من السياسات لجذب المسافرين الوافدين.

في ديسمبر 2023، نفذت الدولة سياسة الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وماليزيا.

ومنذ ذلك الحين، تم تضمين المزيد من البلدان إلى هذه القائمة. حتى الآن، يمكن لحاملي جوازات السفر العادية من 38 دولة دخول الصين بدون تأشيرة لأغراض العمل والسياحة وزيارة الأقارب والأصدقاء وتبادل الزيارات، مع فترة عبور لا تزيد عن 30 يومًا.

كما أعلنت الصين في منتصف ديسمبر عن المزيد من السياسات التخفيفية لسياسة العبور بدون تأشيرة، مع تمديد فترة إقامة المسافرين الأجانب، وتوسيع قائمة الموانئ والمناطق على مستوى المقاطعات التي يمكن الوصول إليها.

سيُسمح للمسافرين المؤهلين العابرين إلى دولة أو منطقة ثالثة بالبقاء في البلاد لمدة تصل إلى 240 ساعة أو 10 أيام، وذلك بعد الارتفاع من البقاء فقط 72 أو 144 ساعة، وذلك وفقًا للإدارة الوطنية للهجرة.

وقد أدت هذه السياسات التسهيلية إلى زيادة رغبة السياح الدوليين في زيارة البلاد.

مشاهدة المعالم السياحية والتمتع بالاستراحة

قال دو جون جيه، الذي نظم جولات بالدراجات إلى المناطق التاريخية والثقافية في بكين مثل المحور المركزي والأزقة "هوتونغ" لأكثر من عقد من الزمان، إن عدد ضيوفه من الخارج تضاعف العام الماضي، وأن الضيوف الأوروبيون يشكلون الأغلبية، وأظهروا إعجابا كبيرا للمحور المركزي وأوبرا بكين".

وأفادت إدارة الهجرة أنه من يناير إلى نوفمبر 2024، دخل البلاد 29.21 مليون أجنبي، بزيادة قدرها 86.2% على أساس سنوي، وأن 17.45 مليون منهم استفادوا من سياسة الإعفاء من تأشيرة العبور لزيارة البلاد، بزيادة قدرها 123.3% على أساس سنوي.

وفي يوم رأس السنة الجديدة، سجلت إدارة الهجرة 185 ألف دخول وخروج من الرعايا الأجانب، بزيادة 33.6 %عن نفس الفترة من العام الماضي.

في الأول من يناير، وصل أكثر من 300 سائح كوري جنوبي عبر سفينة سياحية إلى يانتاي في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين في رحلة لمدة ثلاثة أيام.

قال سون في شيانغ، المسؤول بمحطة تفتيش حدود يانتاي، إنه تم تطوير بطاقات دخول ذاتية الخدمة إلكترونية للأجانب، وتم إعداد معدات جمع البيانات البيومترية مسبقًا، وتم تحسين عمليات جمع المعلومات والتفتيش لتحسين كفاءة التخليص الجمركي بشكل أكبر.

استقبلت بلدة ووتشن المائية في جياشينغ بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين 26 مسافرًا تايلانديًا في نفس اليوم. وتحتوي اللافتات الموجودة في مناطقها ذات المناظر الطبيعية الرئيسية على شرح باللغتين الصينية والإنجليزية. كما يتوفر مرشدون سياحيون يتحدثون الإنجليزية والتايلاندية واليابانية لمساعدة المسافرين الوافدين.

قال فو ييفو، المسؤول الكبير بمعهد ستار أطلس للتمويل ومقره جيانغسو، إن كل ذلك دليل على التدابير الناجحة التي اتخذتها البلاد لتسهيل التبادلات الدولية. ستشجع الراحة التي توفرها السياسات ذات الصلة السياح الدوليين على استكشاف المناظر الطبيعية الثقافية في جميع أنحاء الصين وتساعد في تعزيز تنمية صناعة السياحة.

مفتاح التسهيل والراحلة

بالإضافة إلى سياسات التأشيرات والعبور، عملت أجهزة حكومية مثل وزارة الخارجية ووزارة الثقافة والسياحة ووزارة التجارة معًا في السنوات الأخيرة لتحسين راحة السفر وخدمات الدفع والاتصالات والإقامة للمواطنين الأجانب في الصين. وقد دفع هذا إلى تطوير الصناعات ذات الصلة مثل السياحة والنقل والمطاعم.

يرى وانغ وي، وهو مسؤول كبير في وكالة السفر عبر الإنترنت الكبرى ستريب، أن سوق السياحة الوافدة على وشك الدخول في مرحلة من التنمية عالية الجودة. وقال إن دعم الحكومة للسياسات المتعلقة بالسياحة الوافدة جلب فرصًا جديدة للسوق، مضيفا أن سياسة الإعفاء من التأشيرة الجديدة للأجانب العابرين تمدد إقامة السياح الدوليين، كما تعالج أيضًا المشاكل في قطاع الحركة عبر المناطق. وكان هؤلاء السياح يمكثون في المطار فقط عند عبورهم عبر الصين في الماضي، لكن سياسة الإعفاء من التأشيرة الجديدة ستستغل بشكل أكبر موارد السياحة الغنية في الصين، وستكون هناك فرص سوقية عظيمة في المستقبل. 

ومن الجدير بالذكر أن 25% من السياح الوافدين زاروا الصين عدة مرات، وهو ما يعكس الجاذبية القوية لموارد السياحة الصينية للزوار الأجانب، ومن بينها الحجوزات من سنغافورة وماليزيا وتايلاند والدول الأوروبية المعفاة من التأشيرة، والتي قد شهدت نموًا كبيرًا مقارنة بعام 2019.

وذكرت شركة ستريب أن عمليات البحث الخارجية عن الطرق السياحية الصينية الشهيرة قد ارتفعت بأكثر من 500% على أساس سنوي في أول 11 شهرًا من العام الماضي. وفي النصف الأول من عام 2024، ارتفعت حجوزات السياحة الوافدة بنحو 200%، متجاوزة مستوى نفس الفترة في عام 2019، وذلك وفقًا لوكالة السفر. وفي الربع الثالث، نمت حجوزات الفنادق للسياح الوافدين بنحو 100%.

في قمة الشركاء العالميين التي عقدت في أبو ظبي الإماراتية في 18 ديسمبر، أعلن ليانغ جيان تشانغ، المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة مجموعة ستريب، نتائج استطلاع كشف عن أن السلامة والنظافة والتاريخ العريق ولطف الناس والطعام اللذيذ كانت من بين الجوانب الأكثر ذكرًا حول الصين من قبل السياح الأجانب. وأضاف أن إمكانات تطوير السياحة الوافدة هائلة، ويتم التعامل مع "نقاط النقص" المختلفة تدريجيًا.

الجاذبية المحلية

أكدت إحصاءات صادرة عن أكاديمية السياحة الصينية أن الثقافة الغنية والموارد السياحية في البلاد لها جاذبية متساوية للمسافرين المحليين، والذين قاموا بـ 1.95 مليار زيارة على مستوى البلاد خلال العطلة الصيفية من يونيو إلى أغسطس في العالم الماضي، بزيادة بنسبة 6% عن نفس الفترة من العام السابق. ونما الإنفاق السياحي على مدار الأشهر الثلاثة بنسبة 8.3 في المائة على أساس سنوي إلى 1.31 تريليون يوان (180 مليار دولار أمريكي). في موسم الثلوج 2023-2024، حققت سوق السياحة الشتوية في البلاد أكثر من 400 مليون رحلة وولدت أكثر من 550 مليار يوان، وهو رقم قياسي جديد، وفقًا لداي بين، رئيس أكاديمية السياحة، كما أن البيانات الهيكلية مثل دائرة سفر السكان الحضريين والريفيين خلال العطلات ومعدل سفر السكان الريفيين ونسبة الجولات ذاتية القيادة أظهرت أيضًا اتجاهًا للتوسع المستمر.

وظلت المدن الكبرى ذات الموارد السياحية الغنية والمتنوعة، مثل بكين وشانغهاي وتشنغدو بمقاطعة سيتشوان وقوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ وهانغتشو بمقاطعة تشجيانغ، الوجهات المحلية الأولى في العام الماضي، وفقًا لموقع ستريب. كما كانت الوجهات الصغيرة مثل ألتاي في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم وتيانشوي في مقاطعة قانسو، مطلوبة بشدة من قبل المسافرين المحليين.

قال الخبراء إن زيادة عدد الرحلات الجوية والفنادق وانخفاض تكاليف السفر ساعد في تحفيز شغف المسافرين المحليين بالسفر. بالنسبة لأكيتوشي، فإن رحلته التي استمرت لأربعة أيام جذبت اهتمامه بكل ما تقدمه الصين. وقال إن الناس هنا ودودون للغاية ومضيافون والبلد مذهل حقًا، وهو أعجب كثيرًا بترتيب منظم الرحلات الصيني لطاهٍ محترف لتقديم المأكولات اليابانية التقليدية خلال العطلة، حتى يتمكن من الاستمتاع بلمسة يابانية وسط المناطق المحيطة الصينية، كما قال إنه هناك الكثير من الأماكن التي تستحق المشاهدة في الصين.