بكين 10 فبراير 2025 (شينخوا) شهدت الصين تسارعا في وتيرة التضخم الاستهلاكي في يناير الماضي، مدفوعا بتزايد الطلب على السفر والغذاء والتسوق خلال عطلة عيد الربيع، التي تُعد أهم العطلات في البلاد.

وأظهرت بيانات أصدرتها الهيئة الوطنية للإحصاء يوم الأحد الماضي أن مؤشر أسعار المستهلكين، وهو مقياس رئيسي للتضخم، ارتفع بنسبة 0.5 في المائة على أساس سنوي في يناير المنصرم، بينما ارتفع الرقم عن الزيادة البالغة 0.1 في المائة المسجلة في ديسمبر من العام الماضي.

وأرجعت دونغ لي جيوان، إحصائية بالهيئة، هذا الارتفاع إلى زيادة أسعار الخدمات والغذاء خلال العطلة وتراجع أسعار البنزين.

وعلى وجه التحديد، ارتفع مؤشر أسعار الخدمات بنسبة 1.1 في المائة على أساس سنوي في يناير الماضي، في حين ازدادت أسعار الغذاء بنسبة 0.4 في المائة.

وعلى أساس شهري، توسع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.7 في المائة في يناير الماضي، حيث شكلت أسعار الخدمات أكثر من نصف زيادة المؤشر، محققة مساهمة تقدر بقرابة 0.37 نقطة مئوية.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، بنسبة 0.6 في المائة على أساس سنوي في يناير، مرتفعا عن الزيادة البالغة 0.4 في المائة في ديسمبر 2024.

وحافظ اقتصاد العطلات على قوته، حيث وصل الإنفاق السياحي والاستهلاكي إلى مستويات قياسية. ووفقا لوزارة الثقافة والسياحة، شهدت الصين 501 مليون رحلة سياحية محلية خلال العطلة التي استمرت 8 أيام والتي انتهت يوم الثلاثاء الماضي، بزيادة 5.9 في المائة على أساس سنوي.

ووصل الإنفاق السياحي إلى مستوى قياسي يزيد على 677 مليار يوان ( حوالي 94.42 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 7 في المائة عن العام السابق.

في الوقت نفسه، أعلنت شركات البيع بالتجزئة والمطاعم الرئيسية التي تتبعها وزارة التجارة الصينية، عن ارتفاع سنوي في مبيعاتها بنسبة 4.1 في المائة خلال العطلة، مما يعكس زخما قويا في الإنفاق الاستهلاكي.

وكانت السوق الاستهلاكية للعطلات مفعمة بالحيوية ومزدهرة، مع زخم قوي في استهلاك الخدمات، وفقا لما قال خه يونغ تشيان، المتحدث باسم وزارة التجارة في مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس الماضي.

ولتحفيز الطلب المحلي ودعم الانتعاش الاقتصادي، أطلقت الصين برنامجا رئيسيا لدفع تحديث المعدات على نطاق واسع واستبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة، حيث يشجع هذا البرنامج المصانع على استبدال الآلات القديمة بآلات أكثر تقدما، في حين يمكن للمستهلكين الأفراد الحصول على إعانات عند شراء السيارات والأجهزة المنزلية وغيرها.

وبفضل هذه السياسات وحماسة المستهلكين خلال العطلة، كان الإنفاق على الطعام والسلع الاحتفالية والأجهزة المنزلية الذكية قويا بشكل ملحوظ. حيث ارتفعت مبيعات الأجهزة المنزلية وأجهزة الاتصالات في محلات التجزئة الرئيسية التي تتبعها وزارة التجارة، بأكثر من 10 في المائة على أساس سنوي.

وأضاف خه أنه مع استمرار توسيع سياسة تعزيز استبدال السلع الاستهلاكية وتنظيم المزيد من الفعاليات الرامية إلى تعزيز الاستهلاك، من المتوقع أن تحافظ السوق الاستهلاكية على نمو مطرد في الربع الأول.