بكين 9 فبراير 2025 (شينخوا) أصبح الذكاء الاصطناعي في الصين محركا مهما لتطوير القوى الإنتاجية الحديثة النوعية، حيث تواصل شركات العلوم والتكنولوجيا في البلاد المساهمة بتوفير منتجات جديدة وتكنولوجيات جديدة وحلول جديدة لدفع تقدم الصناعة الذكية العالمية.

وفي هذا السياق، قال يين تونغ يويه رئيس مجلس إدارة شركة "شيري" الصينية لصناعة السيارات خلال معرض الصوت العالمي السابع العام الماضي في مدينة خفي بمقاطعة آنهوي بشرقي الصين: " يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل صناعة السيارات"، مشيرا إلى الجهود المتواصلة التي تبذلها الشركة لاحتضان طفرة الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير المركبات الناطقة إلى السيارات التي يمكنها التحدث بلغات أجنبية للسوق الخارجية، وصولا إلى توفير قمرة القيادة الذكية المتوافقة مع البشر حاليا.

ويتم حاليا دمج مجموعة من الضروريات اليومية من الثلاجات الذكية إلى نظارات الذكاء الاصطناعي والأكواب الذكية مع النماذج الكبيرة للذكاء الاصطناعي للغات ما يوفر للمستخدمين تجارب جديدة ومثيرة.

وخلال المعرض المذكور، عرضت شركة "يونيتري" الناشئة للروبوتات ومقرها مدينة هانغتشو في شرقي الصين، روبوتها البشري "يونيتري إتش 1" القادر على التحرك بسرعة 3.3 متر في الثانية.

وقال لي جيون رئيس الخدمات الفنية في "يونيتري": "لقد قمنا ببيع أكثر من 100 روبوت من هذا النوع بسعر 90 ألف دولار أمريكي لكل منها ما يوفر نظرة ثاقبة على فرص السوق الضخمة للتسويق الكامل للروبوتات البشرية".

وفي الشهر الماضي، حظيت شركة "ديبسيك" الصينية للذكاء الاصطناعي باهتمام عالمي بعد إصدارها "نموذج المنطق" آر 1 حيث سارع الكثيرون حول العالم إلى مقارنة "ديبسيك آر 1" بنموذج "أوبن أيه آي أو 1".

وألهب نهج "ديبسيك" المميز للتدريب على النموذج الإثارة في عالم التكنولوجيا بالنظر إلى ما يحققه من كفاءة ملحوظة في الكسور البسيطة من تكاليف الحوسبة التي تتكبدها كبريات مختبرات الذكاء الاصطناعي الأمريكية.

وعلى عكس نظرائها الأمريكيين الذين يحتفظون بملكية تكنولوجياتهم، تتبنى "ديبسيك" نهجا مفتوح المصدر ما يجعل خوارزميتها المطورة في متناول الجميع بشكل مجاني.

ويتوقع المحللون أن يلهم نموذج "ديبسيك" موجة الابتكار ويعزز التقدم المستمر للذكاء الاصطناعي العالمي.

وترى شركة "مورغان ستانلي" أن نموذج "ديبسيك" يشير إلى أن قدرات الذكاء الاصطناعي المتطورة قد لا تتطلب الكثير من موارد الحوسبة لتحقيقها. فمع الهندسة الذكية وأساليب التدريب الفعالة قد يكون الاستخدام الفعال للموارد أكثر أهمية من قوة الحوسبة الخالصة، مرجحة أن يؤدي ذلك إلى حدوث موجة من الابتكار حيث ستستكشف الشركات معها طرقا فعالة من حيث التكلفة لتطوير ونشر الذكاء الاصطناعي.

وقال الخبير الاقتصادي الأمريكي الشهير جيفري ساكس الأستاذ ومدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا لوكالة أنباء "شينخوا" في مقابلة مكتوبة إن ابتكار "ديبسيك" مفيد للعالم لأنه يظهر إمكانية الذكاء الاصطناعي المتقدم بتكاليف أقل بكثير مما كان يعتقد على نطاق واسع في الولايات المتحدة.

وقال ساكس إن التكنولوجيا هي مشروع عالمي يساهم فيه العلماء والتقنيون من جميع أنحاء العالم.