غزة 9 فبراير 2025 (شينخوا) انسحب الجيش الإسرائيلي صباح اليوم (الأحد) من محور نتساريم وسط قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهرا من السيطرة عليه في خطوة اعتبرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "استكمالا لفشل أهداف الحرب" التي شنتها إسرائيل في القطاع منذ أكتوبر 2023.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي أخلى المحور ومحيطه بالكامل، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، والذي يتضمن انسحابا إسرائيليا كاملا من المحور وتفكيك المواقع والأبراج العسكرية.

وأوضحت المصادر أن الانسحاب سمح باستئناف حركة التنقل بين شمال القطاع وجنوبه بعد شهور من الفصل، مشيرة إلى بدء المركبات والسكان التحرك بحرية في كلا الاتجاهين.

وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أحرقت أدوات كانت قد نصبتها في المنطقة قبل الانسحاب.

وجرت عملية الانسحاب وسط سماع صوت إطلاق نار في المنطقة دون معرفة أسبابه.

من جهتها، أكدت الإذاعة العبرية العامة أن "الجيش الإسرائيلي استكمل انسحابه من محور نتساريم اليوم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس".

وأضافت أن "الجيش بدأ قبل أسبوعين تقليص وجوده في المحور، حيث انسحبت القوات تدريجيا من الجانب الغربي للممر الاستراتيجي".

وفي أول تعليق لها، اعتبرت حركة حماس أن الانسحاب الإسرائيلي من نتساريم يمثل "دليلا على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بالحرب على غزة".

وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان إن "عودة النازحين واستمرار عمليات تبادل الأسرى والانسحاب من نتساريم، كلها تفند مزاعم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بتحقيق نصر كامل".

وأضاف أن "محاولات الاحتلال لتقسيم قطاع غزة عسكريا وإنهاء المقاومة باءت بالفشل أمام صمود شعبنا وبسالة مقاوميه".

بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن محور نتساريم "كان بمثابة حاجز فصل بين شمال القطاع وجنوبه، وقطع حركة التنقل بين المحافظات"، مشيرا إلى أن الانسحاب "سيعيد الحياة إلى طبيعتها نسبيا".

ووصف المكتب في بيان انسحاب الجيش الإسرائيلي بأنه "أحد أهم إنجازات شعبنا"، متهما الجيش الإسرائيلي بتحويل المحور إلى "مصيدة للموت، استشهد عندها أكثر من ألف شخص".

وأضاف البيان أن الانسحاب "سيفتح المجال أمام تدفق المساعدات وموظفي الإغاثة الدولية إلى شمال غزة بعد شهور من الحصار الخانق".

وكان الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته على محور نتساريم أوائل نوفمبر 2023، ما أدى إلى فصل محافظتي غزة والشمال عن بقية القطاع، وإجبار السكان على النزوح إلى الجنوب.

وفي 27 يناير الماضي، انسحبت القوات الإسرائيلية من شارع الرشيد الساحلي غرب مدينة غزة، ما سمح بعودة أكثر من نصف مليون نازح إلى الشمال.

وجاء الانسحاب في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، برعاية قطرية ومصرية وأمريكية.