arabic.china.org.cn | 08. 02. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بكين 8 فبراير 2025 (شينخوا) في خضم التصريحات المثيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والاستيلاء عليه، يتّجه الوضع في الشرق الأوسط نحو مزيد من التعقيد. فقد أثار هذا المقترح تساؤلات واسعة في المجتمع الدولي حول النية الأمريكية، وهل يُعتبر استمرارية للخطة التي عرضها ترامب خلال ولايته الأولى والمعروفة باسم "صفقة القرن"، أم يُعد خطة جديدة لاحتلال غزة بشكل علني؟
-- رفض عالمي لتصريحات مفاجئة
لقد فاجأت خطة ترامب العالم بأسره حتى المقربين منه، حيث أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي كان في زيارة إلى غواتيمالا، سمع هذه الفكرة لأول مرة أثناء متابعته المؤتمر الصحفي لترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على شاشة التلفاز.
ورغم تأكيد ترامب أنه بحث هذا الموضوع هاتفيا مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلا أن كلا من مصر والأردن أكد الموقف الرافض لتصريحات ترامب بشأن تهجير الشعب الفلسطيني لما تمثله من محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وتهديدا للأمن القومي. فقد قالت وزارة الخارجية المصرية يوم الخميس الماضي إن تلك الأفكار تعد "إجحافا وتعديا على حقوق الشعب الفلسطيني"، محذرة من "المخاطر على المنطقة بأكملها وعلى أسس السلام". وكثف العاهل الأردني عبدالله الثاني اتصالاته الدبلوماسية لتأكيد الموقف العربي الرافض للمشروع الأمريكي، وذلك قبل أيام من لقائه ترامب في البيت الأبيض في 11 فبراير، بناء على دعوة الأخير.
وبعد ساعات قليلة من إعلان ترامب عن خطته، سارعت السعودية إلى تأكيد "رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، مؤكدة أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وأن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات.
من جانبها، عبّرت عدة دول أوروبية، من بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، عن رفضها لخطة ترامب وتمسكها بـ"حل الدولتين".
وقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون، عندما طُلب منه التعليق على مقترح ترامب، إن "غزة ملك للشعب الفلسطيني، وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وليست ورقة مساومة في ألعاب سياسية، فضلا عن أنها ليست فريسة للأقوياء". كما التقى نائب وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ يوم الجمعة سفراء الدول العربية لدى الصين، حيث جدد التأكيد على هذا الموقف الصيني الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية.
-- أسباب وراء المقترح "السخيف"
يرى محللون متابعون للأوضاع في الشرق الأوسط أن مقترح ترامب ربما يستند إلى اعتبارات متعددة تتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية.
فمن المنظور الداخلي، يريد ترامب بعد تنصيبه رئيسا جديدا للولايات المتحدة تقويض السياسة التي انتهجتها إدارة جو بايدن تجاه الشرق الأوسط من خلال اقتراح حل مغاير تماما لما كان في السابق، حيث ألمح ليو تشونغ مين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، إلى أن إدارة بايدن كانت تدعم إسرائيل ولكنها لم تجرؤ على تلبية مطالبها بالكامل ولم يكن لها مؤخرا تأثير كبير على إسرائيل فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، لكن ترامب من خلال موقفه الأخير أظهر دعما أكثر وضوحا لإسرائيل بهدف إبراز قوته وتأثيره في المنطقة فضلا عن طموحاته العالمية.
أما من المنظور الخارجي، فقد اعتاد ترامب على اتباع إستراتيجية "رفع سقف المطالب" بهدف إجبار الطرف الآخر على تقديم تنازلات خلال عملية التفاوض. وفي هذا السياق، يرى نيو شين تشون، الرئيس التنفيذي للمعهد الصيني للدراسات العربية بجامعة نينغشيا، أن المرحلة الثانية من المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستبدأ قريبا مع التركيز على الإدارة وإعادة الإعمار ما بعد الحرب، وأن خطة "السيطرة على غزة" قد تهدف إلى ممارسة ضغوط على حركة حماس والوسطاء لضمان تحقيق أقصى قدر من المكاسب للولايات المتحدة وإسرائيل.
وعلاوة على ذلك، لا تزال تجول في خاطر ترامب "صفقة القرن"، التي طرحها في ولايته الأولى وكانت تهدف في الواقع إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال تقديم فوائد محدودة مقابل تنازلات في القضية الفلسطينية. كما إن خطة "السيطرة على غزة"، التي وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها "صفقة قرن جديدة"، تتفق مع إستراتيجيته طويلة الأمد في الشرق الأوسط، هكذا قال ليو تشونغ مين.
ولكن وفقا للرأي السائد، فإن تداعيات هذا المقترح إذا تم تنفيذه ستكون كارثية، وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير سكان غزة، وبالتالي تهديد أمن المنطقة خاصة بالنسبة لمصر والأردن الواقعتين في الجوار من خلال خلق أزمة لاجئين جديدة.
ورغم التأييد الواسع من داخل إسرائيل لخطة ترامب، إلا أن البعض مازال يشكك في احتمالية تنفيذها، حيث نقلت صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) العبرية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم إن تهجير سكان غزة يعتمد على أمرين غير واردين يتمثل أحدهما في رغبة سكان القطاع وكذا رغبة دولة ما في استقبالهم، أما الآخر فيتمثل في صعوبة التهجير مع سيطرة حماس على غزة.
وفي أحدث تطور بعدما أثار مقترحه انتقادات واسعة النطاق، قال ترامب يوم الجمعة "لا داعي للعجلة على الإطلاق" في هذا الأمر.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |