7 فبراير 2025 / شبكة الصين/ قالت ماجدالينا سكيبر، رئيسة تحرير المجلة الأكاديمية الدولية "نيتشر" وخبيرة علم الوراثة، إن الصين تقدم مساهمات متزايدة التأثير في البحث العلمي على مستوى العالم، ما يستحق اهتمام الدول الأخرى. مؤكدة على ضرورة تعزيز التعاون البحثي العلمي العالمي في "عصر التشرذم".

وأوضحت سكيبر أنه من بين الجوانب المهمة التي اكتشفتها ولاحظتها كانت مساهمة الصين في استكشاف أساليب التنمية الأكثر استدامة، وقالت "الصين رائدة في بعض الممارسات المبتكرة للغاية التي ينبغي لبقية العالم أن ينتبه إليها ويتعلم منها بعد إجراء التعديلات المناسبة"، مشيرة إلى أن هذه الحلول قد لا تكون قابلة للتطبيق بشكل كامل في بيئات أخرى، ولكنها يمكن أن تكون بمثابة أساس جيد لتطوير حلول محلية.

ونوهت سكيبر إلى أن مساهمة الصين في البحث العلمي العالمي أصبحت أكثر نضجًا وتأثيرًا في مؤشر نيتشر وغيره من المؤشرات التي تقيس الناتج العلمي. واستنادًا إلى مسار التنمية الحالي، تتوقع أن تحقق الصين المزيد من التقدم العلمي الكبير، وقالت "اليوم، أحرزت الصين تقدمًا ملحوظًا في علوم المواد والكيمياء، وحققت اختراقات كبيرة في الطب الحيوي، ويمكن رؤية أبحاثها وتطويرها المتعلق بالذكاء الاصطناعي في كل مجال".

وأظهر مؤشر نيتشر الصادر عام 2023 أن المؤلفين الصينيين احتلوا المرتبة الأولى لأول مرة في حصة الأوراق المنشورة في المجلات العالية الجودة في عام 2022، متجاوزين الولايات المتحدة. ويُظهر "مؤشر نيتشر 2024 - الصين" أنه بعد توسع قاعدة بيانات المؤشر، لا تزال الصين تحتل المرتبة الأولى في التصنيف.

وذكرت سكيبر أن هذا بالتأكيد دليل على الاستثمار المنهجي للصين في البحث العلمي، واستثمارها في التعليم واهتمامها بالتعاون الدولي. وأكدت أن جزءًا مهمًا للغاية من هذه النجاحات هو أن الصين تبنت نهجًا محكما لتنمية المواهب العلمية والتكنولوجية من خلال التبادلات الدولية على مستويات متعددة. لكنها قالت "للأسف، هذا النموذج يتعطل تدريجيًا على مستوى العالم، فاليوم، أصبحنا أكثر تجزئة في كثير من النواحي، بما في ذلك الطريقة التي نؤهل بها العلماء"، مشيرة إلى أن البشرية بحاجة إلى التفكير بشكل أكثر إبداعًا حول كيفية التعاون للاستفادة من أفضل المواهب، بغض النظر عن مكانها. وفي نهاية المطاف، لا ينبغي لهذه القيود أن تعيق تنمية المواهب والاستفادة من قدراتها.

وأكدت سكيبر أن الجميع يعلم أن البحث العلمي يتقدم بشكل أسرع عندما تتم مشاركة المعلومات والبيانات عالميًا، مضيفة أنه من الضروري للغاية أن يكون للبحث وجهات نظر متنوعة، فتنوع الخلفيات يؤثر على كيفية طرح الأسئلة والبحث عن الحلول مما يجعل البحث أكثر ثراء.

وقالت سكيبر "يتعين علينا التعاون عبر التخصصات المختلفة". وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي مثال على ذلك، فتطوير هذه التكنولوجيا المتقدمة في البحث والتطبيق العملي يشمل كل التخصصات تقريبا "وفي المستقبل سنرى تطبيقها المتعمق في المزيد من المجالات، مثل الرعاية الطبية وعلوم المواد والبناء الحضري والزراعة الذكية وغيرها من المجالات". ومن خلال تبادل المعرفة، يمكن للمناطق والمجموعات الاجتماعية المختلفة تطبيق هذه المعرفة بشكل مختلف في سيناريوهاتها الخاصة.

وتشعر سكيبر بالتفاؤل بشأن تطور العلوم والطبيعة والتكنولوجيا. وأشارت إلى أن المجتمع العلمي هو مجتمع عالمي يتلقى دعماً متزايداً من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الخيرية في مختلف أنحاء العالم، ولم يعد المجتمع العلمي يقتصر على المجال الأكاديمي. ومن ناحية أخرى، فإن العديد من القضايا الملحة التي تواجه البشرية اليوم هي قضايا عالمية النطاق "ونحن بحاجة إلى التعاون على المستوى العالمي قدر الإمكان".

وقالت سكيبر "إذا تمكنا من إيجاد طرق فعالة بشكل متزايد للتعاون عبر الحدود ومشاركة التكنولوجيا والتفاهم، فإن المستقبل سيكون أكثر إشراقا".