بكين 6 فبراير 2025 (شينخوا) أصبح كل من الجليد والثلج عنصرا أساسيا في سعي الشعب الصيني إلى حياة أكثر إشباعا، مدفوعا في ذلك بقطاع السياحة الشتوية المزدهر، حسبما أفاد خبراء خلال مائدة مستديرة اقتصادية عقدت مؤخرا.

وقال داي بين، رئيس أكاديمية السياحة الصينية، والذي شارك آراءه خلال الجولة الأخيرة من المائدة المستديرة الاقتصادية الصينية، وهي منصة حوارية لكافة الوسائط الإعلامية استضافتها وكالة أنباء ((شينخوا))، قال إن نمو سياحة الجليد والثلج غير نظرة الشعب الصيني للشتاء وتجربتهم له.

وفي الماضي، وخاصة في شمال شرقي الصين، حيث درجات الحرارة الشتوية القاسية هي القاعدة، كان الناس يميلون إلى البقاء في داخل الأماكن المغلقة خلال الأشهر الباردة. ومع ذلك، يحدث تغير ملحوظ حيث يحتضن المزيد من الناس الآن الأنشطة الخارجية خلال فصل الشتاء. ويتدفق العديد من الناس إلى مدينة هاربين، حاضرة مقاطعة هيلونغجيانغ الواقعة في أقصى شمالي الصين، والتي تشتهر بتساقط الثلوج بكثرة والمنحوتات الجليدية المذهلة، ليغمروا أنفسهم وسط الأجواء الجليدية.

وقال داي إن أبحاث أكاديمية السياحة تتوقع أن يشارك أكثر من 500 مليون شخص في سياحة الجليد والثلج خلال موسم الذروة في 2024-2025، بما يدفع الاستهلاك بأكثر من 600 مليار يوان (حوالي 83.7 مليار دولار أمريكي).

وأشار آي يوي، المسؤول في الهيئة العامة الصينية للرياضة، إلى أن شغف الناس بالرياضات الجليدية والثلجية قد اشتعل أيضا. وقد امتد نطاق الأشخاص المشاركين في الرياضات الشتوية إلى ما هو أبعد من المناطق الشمالية التقليدية، مضيفا أن الرياضات الشتوية تحولت حاليا من الأنشطة الشتوية فقط إلى عروض على مدار العام يمكن الوصول إليها في الأماكن المغلقة والمفتوحة على حد سواء.

وأضاف داي أن المناطق التي تشهد تساقطا نادرا للثلوج تستفيد أيضا من هذا الاتجاه، حيث تظهر عوالم شتوية خلابة تم إنشاؤها بواسطة الثلج الاصطناعي في جنوبي الصين لتلبية الطلب المتزايد.

وتستهدف الصين تعزيز اقتصاد الجليد والثلج كقطاع نمو جديد، ومن المتوقع أن يبلغ حجمه 1.2 تريليون يوان بحلول عام 2027 و1.5 تريليون يوان بحلول عام 2030، وفقا للمبادئ التوجيهية التي أصدرها المكتب العام لمجلس الدولة في نوفمبر 2024.

كما دعا مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي، الذي عقد في ديسمبر من العام الماضي، إلى بذل جهود نشطة لتطوير اقتصاد الجليد والثلج في البلاد.