بروكسل 5 فبراير 2025 (شينخوا) أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بشأن قطاع غزة انتقادات واسعة في أوروبا، حيث شدد مسؤولون وخبراء أوروبيون على أهمية حل الدولتين.

وكان ترامب قد قال يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وتعيد تطويره بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى.

وأدلى بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الزائر بنيامين نتنياهو، دون أن يقدم تفاصيل حول كيفية تنفيذ عملية إعادة التوطين.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن متحدث باسم الاتحاد الأوروبي قوله إن "الاتحاد الأوروبي يظل ملتزما بشدة بحل الدولتين، والذي نعتقد أنه المسار الوحيد لتحقيق سلام دائم لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين"، مضيفا أن "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية".

ووفقا لمكتب الرئاسة الفرنسية الإليزيه، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثة هاتفية يوم الأربعاء مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، حيث أكدا أن "أي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية سيكون أمرا غير مقبول"، مشيرين إلى أنه سيشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وعقبة أمام حل الدولتين.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن "فرنسا ستواصل العمل بنشاط من أجل تنفيذ حل الدولتين، لأنه الحل الوحيد الذي يمكن أن يضمن السلام والأمن على المدى الطويل للإسرائيليين والفلسطينيين".

أما المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريماس، فقد قالت إن تصريحات ترامب بشأن غزة "تشكل خطورة على الاستقرار وعملية السلام".

وأضافت أن "فرنسا تعارض بشدة تهجير السكان"، مؤكدة "نحن متمسكون بسياستنا، وهي: عدم تهجير السكان، والسعي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار تمهيدا لعملية السلام وحل الدولتين".

فيما أصدرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بيانا حول مستقبل قطاع غزة، شددت فيه على عدم فرض أي حل دون التشاور مع الفلسطينيين.

وقالت إن تهجير السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يشكل خرقا للقانون الدولي فحسب، بل سيتسبب أيضا في معاناة وكراهية جديدة، مضيفة أن حل الدولتين يظل السبيل الوحيد الذي يمكن أن يتيح لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين العيش بسلام وأمن وكرامة.

بدوره، قال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب في بيان "بالنسبة لهولندا، ليس هناك شك: غزة ملك للفلسطينيين، موقفنا لم يتغير: هولندا تدعم حل الدولتين. وهذا يعني دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل آمنة".

كما أشارت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون إلى أن التهجير القسري للفلسطينيين هو "خطوة غير مقبولة تتعارض مع القانون الدولي ولن تؤدي إلا إلى زيادة التوترات في الشرق الأوسط"، مؤكدة أن الحدود لا ينبغي تغييرها بالقوة، ودعت إلى تنفيذ حل الدولتين.

من جانبه، شدد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب على أن فنلندا تواصل دعم حل الدولتين، قائلا إن "فنلندا تدعم استقلال البلدان، وحقها في تقرير مصيرها، وسيادتها، وحرمة أراضيها".

وتعليقا على تصريحات ترامب، قال فرانجو ماليتش، وهو أستاذ في جامعة الشمال في كوبريفنيتسا بكرواتيا، لوكالة أنباء (شينخوا)) إن تصريحات ترامب بشأن قطاع غزة "سخيفة، وغير قابلة للتحقيق، وغير عادلة"، مضيفا "في جميع الأحوال، هي تتعارض مع القانون الدولي وتهدم كل القواعد المعمول بها في العالم".

وأضاف ماليتش أن "التهجير القسري لسكان غزة ليس محل نقاش، لأنهم يستحقون دولة فلسطينية وأن يقرروا مصيرهم بأنفسهم".

كما اعتبر مارسيل بروس، أستاذ القانون الدولي العام في جامعة جرونينجن، في تصريح لبوابة الأخبار الهولندية ((إن يو.إن إل)) أن خطط ترامب "غير واقعية تماما" من منظور قانوني، مضيفا "ومن منظور حقوق الإنسان، ومن حق الشعوب في تقرير المصير، ومن مبدأ السيادة، وما إلى ذلك، فإنها ببساطة غير قابلة للتطبيق".