share
arabic.china.org.cn | 05. 02. 2025

رؤية شرق أوسطية: الكتب الصينية منارة معرض القاهرة الدولي للكتاب ونافذة للتعرف على الثقافة والتحديث الصيني النمط

arabic.china.org.cn / 17:37:38 2025-02-05

القاهرة 5 فبراير 2025 (شينخوا) بات جناح الكتب الصينية المترجمة إلى اللغة العربية، منارة وأحد أهم العلامات البارزة الذي يحرص رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب على ارتياده كل عام، قاصدين العثور على كل جديد عن الثقافة والتاريخ والاقتصاد وكل ملامح التطور والتحديث في الصين.

وعبر سنوات عدة، اكتسب جناح مجموعة بيت الحكمة الثقافية، المعني بترجمة وتوزيع الكتب الصينية في المنطقة العربية، صيتا واسعا وحظي بثقة كبيرة من جانب رواد المعرض، حيث أصبح أحد المقاصد الرئيسة بالمعرض.

وفي الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقامة حاليا، جاء جناح بيت الحكمة للكتب الصينية، كعادته مميزا لافتا للأنظار لتفرده بعناصر الثقافة الصينية التي زينت الجناح.

يقول حسين إسماعيل، جيولوجي من المملكة العربية السعودية، بينما يضع كميات من الكتب الصينية التي اقتناها من بيت الحكمة في حقيبة سفر، مفسرا شرائه هذه الكمية الكبيرة من الكتب بأنه لديه اهتماما كبيرا بالصين والتعرف على ثقافاتها وتجربتها الناجحة في مختلف المجالات، خاصة ما يتعلق بالتحديث الصيني النمط.

وعزا إسماعيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) هذا الاهتمام بالشأن الصيني لسببين، الأول ما تشهده المملكة العربية السعودية حاليا من انفتاح على الاقتصاد الصيني والسياسات الصينية بشكل عام وبالتالي أصبح هناك حركة واسعة من الترجمة المتبادلة.

والسبب الأخر، أن أغلب ما كان يقرأه في السابق هو وغيره كان من الأدب والثقافة والتاريخ الأوروبي، بما يعبر عن الهوية والحضارة الغربية، وأصبحوا الأن أكثر احتياجا للتعرف عن قرب على تجارب وثقافات وحضارات أخرى ويأتي في مقدمتها الصين بطبيعة الحال.

وأضاف أن حركة الترجمة الواسعة من الصينية إلى العربية خلق فرصا أكبر للتعرف على الصين وآدابها وتاريخها وحضارتها ونهضتها وتجاربها من خلال الصينيين أنفسهم ومن خلال الترجمة المباشرة من الصينية إلى العربية وليس من خلال طرف وسيط أو ثالث قد لا يكون أمين في النقل أو مغرض ومسيئ.

وتابع قائلا "أحرص دائما على متابعة كل جديد يصدر عن الصين في مختلف التخصصات من خلال مشاركة مجموعة بيت الحكمة للثقافة بمعرض الرياض الدولي للكتاب، ووجدت أنها فرصة لأتواجد هذا العام بمعرض القاهرة للكتاب وأقتني أحدث الإصدارات".

ونوه بأن "الصين تمتلك تجربة رائعة وملهمة ليس في المجال الاقتصادي فحسب وإنما في كل المجالات، وأتصور أنه علينا أن نتعرف عليها عن قرب ونسعى للاستفادة منها بأقصى درجة بما يفيد واقعنا وظروفنا الخاصة في بلداننا".

من جانبه، قال عصام أحمد (مترجم صيني) "أحرص دائما على زيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ طفولتي، وبعد اتجاهي لدراسة اللغة الصينية في العام 2016، بدأت أبحث عن الكتب التي لها علاقة بالثقافة والتاريخ واللغة الصينية، فلم تكن هناك مصادر متاحة كثيرة، وكان بيت الحكمة هو المصدر الأساسي للتعرف على هذه الثقافة خاصة وأن مستواي في اللغة الصينية حينها لم يكن قويا من خلال الكتب المترجمة".

وأكد أحمد لـ((شينخوا))، حرصه الدائم على زيارة جناح بيت الحكمة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لاستكشاف كل جديد، لافتا إلى أن هذا العام هناك تنوع كبير جدا في تخصصات ومجالات الكتب سواء المترجمة أو حتى المؤلفة عن الصين الأدبية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتاريخية وغيرها.

وشدد على أن جناح بيت الحكمة للكتب الصينية يلعب دورا كبيرا في تعريف القارئ والمواطن العربي بثقافة وتاريخ وحضارة وتجارب الصين، خاصة وأنه الجناح الوحيد في معرض القاهرة الدولي للكتاب المتخصص في ترجمة الكتاب الصيني والمعني بتعزيز التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية.

بدورها، أكدت مروة مجدي إبراهيم، بينما تتصفح أحد الكتب الصينية المترجمة للعربية باهتمام بالغ، "لدى شغفا كبيرا بالتعرف على شعوب الدول الأخرى من خلال الكتب، ولفت انتباهي كتاب (الصين في أفريقيا) فتصفحته للتعرف عليه، خاصة وأنه يمثل تجربة خاصة للكاتبة التي كانت تعمل في غرب أفريقيا وتعرفت عن قرب على شعوب غرب أفريقيا ورصدت انطباعاتها ورؤيتها الخاصة".

وأضافت مروة لـ((شينخوا)) "وجدت أن الكتاب فرصة للتعرف على الشعوب الأفريقية من جانب ومن جانب أخر أتعرف على نظرة الصين ورؤيتها للشعوب الأفريقية ومدى اتفاقها أو اختلافها مع رؤى الدول الغربية للقارة السمراء وشعوبها".

ويشهد جناح بيت الحكمة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تطورا مستمرا إذ لم يعد الأمر قاصرا على ترجمة الكتب الصينية في مختلف المجالات فحسب، وانما اتجهت المجموعة لاستقطاب عدد كبير من الخبراء والباحثين للكتابة حول الصين، وأيضا التوسع في مجال الصناعات الثقافية الصينية المتعددة.

ويؤكد عمرو مغيث مدير مجموعة بيت الحكمة للثقافة، أن جناح بيت الحكمة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام يضم العديد من الإصدارات المترجمة عن اللغة الصينية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافة الصينية بوجه عام، بالإضافة إلى كتب نوعية خاصة بالأطفال واليافعين.

وقال مغيث لـ((شينخوا)) إنه بالإضافة للكتب المترجمة باللغة الصينية فبيت الحكمة مهتم أيضا بالكتب المؤلفة عن الصين وهي تضيف بعدا جديدا للقارئ المهتم بالصين أو للباحثين والأكاديميين المهتمين بالشأن الصيني، مشيرا إلى أنه في هذه الدورة هناك نحو 6 عناوين جديدة مؤلفة تتناول الشأن الصيني في اتجاهات مختلفة.

وأضاف أن هناك اقبالا كبيرا على كتب الثقافة الصينية، نظرا لاهتمام القارئ العربي بالتعرف أكثر على الحضارة والثقافة الصينية، بالإضافة إلى الاقبال على الكتب المعنية بالاقتصاد الصيني، لمتابعة الطفرات الاقتصادية الهائلة التي تحققها الصين خاصة في الأربعين سنة، خاصة وأن هذه الكتب بمثابة شبه تجارب نجاح سواء في التضامن الاجتماعي أو في القضاء على الفقر أو الحياة الاجتماعية للفئات الصينية وفي تنمية الشباب والمرأة إلى غير ذلك من موضوعات.

ومن أهم الكتب التي تم ترجمتها هذا العام من الصينية إلى العربية، الكتاب الموسوعي "موارد النفط والغاز في الصين.. الإمكانات والاستكشافات" ويضم ألف صفحة، و"النفط الصيني والعالم"، و"الاقتصاد والنظام العالمي"، و"الجين الثقافي الصيني"، و"الصين في أفريقيا" الذي يصنف من كتابات أدب الرحلات، و"دراسات الحدود الصينية المعاصرة"، وهو ما يؤكد التنوع الكبير في إصدارات بيت الحكمة هذا العام.

وفيما يتعلق بكتب الأطفال واليافعين، أوضح مغيث أنه سنويا يكون هناك عدد كبير من الكتب المترجمة المناسبة للأطفال واليافعين، ووصل عدد الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية لليافعين خلال من 9 - 16 سنة إلى نحو 120 كتابا، وهذا العام أصدرنا واحدة من أهم وأشهر سلاسل الكتب لليافعين بعنوان "سلسلة المحقق باور" وهي سلسلة متنوعة تضم 12 كتابا.

وأشار إلى أن جناح بيت الحكمة يبرز أيضا الصناعات الثقافية الصينية ويحرص رواد المعرض على السؤال عن المنتجات الصينية التقليدية سواء في عيد الربيع ورأس السنة الصينية والتي دائما ما تتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤكدا أن هذه الصناعات الثقافية هي جزء أساسي من مسألة التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية، حيث تحظى بإقبال كبير من جانب المواطنين خلال مشاركة بيت الحكمة في معارض الكتب العربية المختلفة.

ويشارك في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي افتتحت في 23 يناير الماضي، وتحمل شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة"، نحو 1345 دار نشر، و6150 عارضا، من 80 دولة بينها 10 دول تشارك لأول مرة. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号