هوهيهوت 5 فبراير 2025 (شينخوا) لا تغيب عن كثير من الناس متعة تناول بذور دوار الشمس، الذي نجحت الصين في إنتاجه من الحقول المالحة والقلوية في مدينة باياننور - أكبر قاعدة في البلاد لإنتاج دوار الشمس الصالح للأكل. ففي عام 2024 وحده، أنتجت المدينة أكثر من 940000 ألف طن من دوار الشمس، مع صادرات امتدت عبر أكثر من 40 دولة ومنطقة.

تقع باياننور في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين، وكانت في السابق مثقلة بحوالي 4.8 مليون مو (320000 هكتار) من الأراضي المالحة والقلوية، حيث كانت المحاصيل التقليدية مثل القمح والذرة تكافح من أجل النمو.

كان إدخال دوار الشمس في السبعينيات من القرن الماضي بمثابة نقطة تحول للمدينة التي يبلغ عدد سكانها الدائمين 1.5 مليون نسمة.

وقال تشانغ رو هونغ، نائب عمدة باياننور، إنه بفضل مواسمها المميزة وأشعة الشمس الوفيرة فيها وسهولها الشاسعة ومواردها الوفيرة من المياه، قدمت باياننور بيئة مشابهة بشكل لافت للنظر للموطن الأصلي لدوار الشمس في أمريكا الشمالية، مما يجعلها مكانا مثاليا لهذا المحصول المرن.

وبحلول عام 2024، وسعت باياننور مساحة زراعة دوار الشمس إلى 4.4 مليون مو، أي ما يقرب من نصف إجمالي المساحة الزراعية لهذا المحصول في البلاد. وازدهرت صناعة دوار الشمس في المدينة لتصبح سلسلة قيمة شاملة، تشمل مبيعات البذور والزراعة والمعالجة والتصدير ولوجستيات التجارة الإلكترونية وحتى السياحة.

وقال تشانغ هاي يانغ، خبير صناعة البذور الزيتية، إن دوار الشمس هو رابع أكبر محصول للبذور الزيتية في العالم، بعد فول الصويا وبذور اللفت والفول السوداني.

وأشار إلى أن دوار الشمس اكتسب مكانة بارزة كمحصول رئيسي خاص للبذور الزيتية في الصين، لا سيما في المناطق الشمالية، وذلك بفضل قيمته الغذائية العالية ومذاقه الرائع.

وبلغت قيمة سوق بذور دوار الشمس 32.3 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 9.4 في المائة بين عامي 2024 و2032، وفقا لشركة "جلوبال ماركت إنسايتس"، وهي شركة استشارات لبحوث السوق والإدارة.

ومن أجل الارتقاء بصناعة دوار الشمس في باياننور إلى آفاق جديدة، نجح علماء الزراعة المحليون في إدخال أصناف بذور عالية الجودة، بما في ذلك "إس إتش361" و "إس إتش363"، بالإضافة إلى سلالة مقاومة مصممة خصيصا لمكافحة الجعفيل، وهو نبات طفيلي ابتُلي به منذ فترة طويلة إنتاج دوار الشمس على مستوى العالم.

وفي جميع أنحاء الصين، قامت العديد من المناطق بتطوير صناعات مصممة خصيصا لظروفها المحلية الفريدة. فعلى سبيل المثال، أصبح البرتقال في قانتشو بمقاطعة جيانغشي والفراولة في داندونغ بمقاطعة لياونينغ من المحركات الرئيسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

كما استفادت باياننور من نقاط قوتها المحلية، حيث أنشأت 120 شركة رائدة في معالجة دوار الشمس لاغتنام فرص السوق.

وتصل بذور دوار الشمس ومنتجات اللُّب في باياننور الآن إلى أكثر من 40 دولة ومنطقة في الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا وأوروبا، وتولد قيمة صادرات سنوية تبلغ 4.2 مليار يوان - أي 64 في المائة من إجمالي الصادرات الزراعية للمدينة.

وتستند هذه الإنجازات إلى دعم قوي في مجال السياسات. فعلى مدار العامين الماضيين، نفذت باياننور استراتيجيات مبتكرة لتعزيز الصادرات، مثل تشجيع الشركات الرائدة لإنشاء مستودعات في الخارج، وتعزيز التجارة الإلكترونية عبر الحدود، وتبسيط عمليات التخليص الجمركي.