share
arabic.china.org.cn | 05. 02. 2025

مقالة خاصة: الانسحاب الكامل للقوات الفرنسية من تشاد حدث هام نحو الاستقلال الأفريقي

arabic.china.org.cn / 11:22:21 2025-02-05

نجامينا 5 فبراير 2025 (شينخوا) يمثل انتهاء الوجود العسكري الفرنسي في تشاد، كما أعلن الرئيس التشادي محمد ديبي الأسبوع الماضي، نهاية لأكثر من 120 عاما من التدخل العسكري الفرنسي في البلاد وخطوة مهمة للدول الأفريقية نحو الاستقلال.

لقد ترك الاستعمار ندبة دائمة على أفريقيا. فمن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي في القرن الـ16 إلى "التدافع من أجل أفريقيا" في القرن الـ19، عملت القوى الغربية على تفتيت القارة، باستخدام القوة والمعاهدات غير المتكافئة. تم نقل ملايين الأفارقة قسرا كعبيد، بينما تم نهب ثروة أفريقيا من المعادن والذهب والعاج وغيرها من الموارد. لقد دمرت هذه الممارسات الاستعمارية الهياكل الاجتماعية في أفريقيا وتركت جروحا لا تزال صعبة الشفاء.

ورغم حصول العديد من الدول الأفريقية على الاستقلال في منتصف القرن العشرين، إلا أن بعض الدول الغربية تواصل التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية عبر وسائل مالية وقانونية وعسكرية وخاصة في قطاعات مثل التمويل والطاقة والمعادن والدفاع. هذا "الاستعمار الجديد" أعاق نمو أفريقيا وازدهارها.

في السنوات الأخيرة، شهدت أفريقيا تحولا ملحوظا. إذ يتقدم التصنيع بشكل مطرد، وأصبح الدفع من أجل الوحدة والاعتماد على الذات أكثر بروزا. وجذبت التنمية السريعة في أفريقيا اهتماما عالميا. مع ذلك، فإن بعض السياسيين الغربيين، بينما يبدون قلقهم بشأن أفريقيا بشكل علني، يواصلون نشر أفكار مثل "جحود أفريقيا" و"هدايا الاستعمار"، مما يعكس عقلية استعمارية عميقة الجذور أثارت استياء واسعا في جميع أنحاء القارة.

اليوم، تسعى الدول الأفريقية جاهدة إلى تحقيق الاستقلال الإستراتيجي تحت مظلة الوحدة الأفريقية، وتعمل على تسريع الجهود من أجل التكامل الإقليمي والتنمية والنهضة.

ولم تعد أفريقيا "القارة اليائسة" كما صورتها وسائل الإعلام الغربية، بل أصبحت مصدرا للحيوية وأرضا للفرص. ووفقا لصندوق النقد الدولي، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأفريقي في عام 2025، حيث يُتوقع أن يصل معدل النمو في أفريقيا جنوب الصحراء إلى 4.2 في المائة، متجاوزا المتوسط العالمي.

وتنهض أفريقيا الواعية لتمسك بزمام مستقبلها بأيديها. فعلى الصعيد السياسي، تتخذ الدول الأفريقية مواقف حازمة ضد التدخلات والعقوبات الخارجية، وتطالب بالاعتذار والتعويض عن تجارة الرقيق، وتدعو إلى تصحيح المظالم التاريخية. وعلى الصعيد الاقتصادي، تعمل البلدان الأفريقية على تعميق الإصلاحات الصناعية وتعزيز منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لإطلاق المزيد من الإمكانات الاقتصادية. وأما على الصعيد الأمني، تتبنى أفريقيا مبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية"، وتحمي الأمن القومي وتحل النزاعات الإقليمية.

وباعتبارها عضوا رئيسيا في الجنوب العالمي، تتقدم أفريقيا بخطوات ثابتة لتصبح ركيزة مهمة في التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية العالمية.

وفي السنوات الأخيرة، انضم الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين، كما انضمت دول مثل إثيوبيا إلى آلية بريكس. وبات صوت أفريقيا يعلو أكثر على المسرح الدولي، مع لعب دور أقوى في الحوكمة العالمية.

ويسلط التراجع المتزايد لنفوذ القوى الغربية في أفريقيا الضوء على نقلة نوعية تؤكد تطلع القارة إلى إقامة شراكات حقيقية قائمة على المساواة مع بقية العالم. ونهضة أفريقيا ليست مجرد قصة أفريقية، بل هي قصة البشرية جمعاء. والعبرة المستخلصة منها هي أن الشراكات الحقيقية يجب أن تُبنى على أسس المساواة والاحترام.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号