arabic.china.org.cn | 01. 02. 2025 |
القاهرة 31 يناير 2025 (شينخوا) بجوار المعابد والمقابر الفرعونية القديمة في الأقصر بجنوب مصر، يواصل الحرفيون المهرة رحلة إحياء إرث أجدادهم عبر تحويل أحجار الألباستر الصماء إلى تحف فنية ناطقة.
ففي ورش عمل متناثرة على الضفة الغربية لنهر النيل، ينكب الحرفيون على صقل الأحجار الخام وتحويلها إلى منحوتات بديعة ومزهريات أنيقة وتماثيل صغيرة تروي حكايات الفراعنة.
ويستخدم هؤلاء الحرفيون نفس الأدوات والتقنيات التي استخدمها أجدادهم منذ آلاف السنين، وكأنهم يعيدون إحياء لمسة الفنانين القدماء، فيما يستخدم بعضهم القليل من الأدوات الحديثة بجانب الأدوات التقليدية للحفاظ على استمرار هذه الحرفة.
وقال المصري جمال محمود، وهو حرفي ماهر يبلغ من العمر (61 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يقف أمام منحوتة ضخمة، مستخدما أدواته بدقة وعناية : "هذه ليست مجرد مهنة، بل هي شكل من أشكال الفن".
وتابع الرجل الذي أمضى أكثر من أربعة عقود في هذه الحرفة، "أنها طريقة للتعبير عن حبي لتاريخنا وتراثنا".
وأضاف محمود، بينما يمسح بيده على تجاعيد وجهه التي تحمل آثار الزمن، "نحن نستخدم نفس التقنيات والمواد التي استخدمها أجدادنا القدماء. إننا نحافظ على هذا التقليد القديم وننقله إلى الأجيال القادمة".
وأشار محمود إلى قطع الألباستر المتنوعة التي تتراوح ألوانها بين الأبيض الناصع والبني الدافئ والأخضر الزمردي، مؤكدا أنه يستوحي أعماله من العصور القديمة، حيث يصنع قطعًا مثل الجعارين الصغيرة والقطط وتماثيل الآلهة والملوك الفراعنة.
ورغم أن حرفة نحت الألباستر واجهت في الماضي بعض التحديات، إلا أنها تشهد اليوم نهضة جديدة بفضل اهتمام الشباب.
ويرى الشاب محمود أبو عيش، الذي يبلغ من العمر (29 عامًا) في هذه الحرفة جزءًا لا يتجزأ من هويته وانتمائه إلى الأقصر.
وقال أبو عيش، الذي نشأ وترعرع بين المعابد والآثار، "أعمالي مستوحاة من التفاصيل الدقيقة لهذه المعابد. نحن لا ننسخ الماضي بل نعيد تفسيره بطريقتنا الخاصة. نضيف إليه لمسة من إبداعنا وروحنا".
وأكد أبو عيش أن نحت الحجر يمثل مصدر دخل هامًا لمئات العائلات في الأقصر، ويساهم في دعم الاقتصاد المحلي.
وأضاف أن الحرفيين يدركون القيمة الاقتصادية لهذه الحرفة، سواء من حيث توفير فرص العمل أو جذب السياح.
ولذلك يسعى العاملون في صناعة الألباستر جاهدين للحفاظ على هذه الحرفة وتطويرها، وفق أبو عيش.
وأشار إلى أن هذه النهضة قد شجعت الحرفيين الشباب على تجربة أنواع جديدة من الأحجار مثل الجرانيت والبازلت، مما أدى إلى توسيع آفاق هذه الحرفة العريقة.
وتجذب ورش العمل السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة الحرفيين، وهم يعملون بمهارة وإتقان.
كما يزور السياح المتاجر القريبة التي تعرض مجموعة متنوعة من المنحوتات والتحف الفنية، بما في ذلك نسخ طبق الأصل لشخصيات تاريخية مثل توت عنخ آمون وحتشبسوت.
وقالت كاثرين، وهي سائحة إنجليزية من محبي الأقصر، إن زيارة هذه الورش والمتاجر هي جزء أساسي من برنامجها السياحي في كل زيارة تقوم بها للأقصر.
وعبرت عن إعجابها الشديد بهذه الأعمال الفنية التي "تعكس مهارة وإبداع الحرفيين المصريين، من خلال طرق رائعة تمكن السائحين من التعرف على تاريخ مصر القديم وحضارتها".
وأضافت كاثرين أن هذه المتاجر توفر للسياح فرصة اقتناء تذكارات فريدة من نوعها تحمل قيمة فنية وتاريخية.
وقالت السائحة الإنجليزية : "أعتقد أن هذه الأعمال الفنية هي أفضل هدية يمكن أن أحملها معي من مصر. إنها تذكير بجمال هذا البلد وتاريخه العريق". /نهاية الخبر/
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |