share
arabic.china.org.cn | 31. 01. 2025

وسائل إعلام أجنبية تستعرض دلالات الاحتفال بعام الثعبان الصيني

arabic.china.org.cn / 11:33:21 2025-01-31

31 يناير 2025 / شبكة الصين/ قالت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" ومقرها هونغ كونغ في السادس والعشرين من الشهر الجاري إن السنة القمرية الجديدة هي أكبر عطلة سنوية في الصين ويمكن اعتبارها مقياسا للاقتصاد الصيني. ومع قيام أكثر من مليار شخص بالسفر والتسوق وتناول الطعام وإرسال الهدايا إلى الأهل والأصدقاء، فإن تفضيلاتهم وعاداتهم ترسم صورة لكيفية إنفاق الأمة خلال موسم العطلات. 

وليس الشعب الصيني وحده مَنْ يحتفل بعيد الربيع، فمن العاصمة البريطانية لندن، ومدينة بيرث بأستراليا إلى مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، والعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، أصبحت احتفالات رأس السنة الصينية أمرا طبيعيا، وحتى احتفالا وطنيا، في عدد متزايد من البلدان حول العالم. وقال الأستاذ بجامعة بكين تشانغ يي وو، إن عيد الربيع الصيني أصبح عالميا على نحو متزايد. ومن خلال التبادلات بين السياح الصينيين والأجانب وأنشطة أكثر من 60 مليون صيني ومغترب صيني الأصل في الخارج بجميع أنحاء العالم، يمكن القول إن العالم كله يحتفل بالعام الصيني الجديد، ويكتسب مهرجان الربيع أهمية متزايدة. وهذا جزء من القوة الناعمة الصينية ونتيجة لتطور الصين.

وكان صحفي بوكالة "فرانس برس" يراقب حركة السفر خلال فترة عطلة عيد الربيع الصيني في محطة السكك الحديدية الغربية بالعاصة بكين في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، فكتب عن مشاهدته "آلاف الأشخاص يسحبون حقائبهم إلى القطارات". وذكر أنه في ذلك اليوم، وصل نشاط السفر بمناسبة عيد الربيع إلى ذروته قبل المهرجان. وأظهرت بيانات وزارة النقل أن إجمالي تدفق المواطنين عبر المناطق في ذلك اليوم من المتوقع أن يتجاوز 270 مليونا، بما في ذلك 15.25 مليون مسافر بالسكك الحديدية و2.4 مليون مسافر بالطيران المدني. ونقل تقرير الوكالة عن تقديرات رسمية صينية، أنه خلال الأربعين يوما التي تسبق العيد التقليدي وخلاله وبعده، فإن تدفق المواطنين الصينيين عبر المناطق سوف يصل إلى 9 مليارات، وقد يسجل ذلك رقما قياسيا تاريخيا. 

وقالت شبكة أخبار السفر العالمية "TTW" إن قطاع السياحة في الصين يشهد ازدهارا حيث يتدفق مئات الملايين من السياح إلى محطات القطارات والمطارات الصينية استعدادا لاحتفالات العام الصيني الجديد. ومن المتوقع أن تحطم هذه "الهجرة البشرية الأكبر في العالم" الأرقام القياسية وتسلط الضوء على ريادة الصين على قطاع السياحة العالمي.

وذكرت وكالتا "رويترز" و"أسوشيتد برس" أن السنة الصينية الجديدة لا تتحلى بأهمية ثقافية فحسب، بل إن السفر خلال هذه الفترة يشكل أيضا فرصة لتعزيز الاقتصاد. واتخذت الحكومة الصينية عددا من التدابير لتعزيز الاستهلاك، بما في ذلك زيادة الترويج لوجهات سياحية ذات طابع شتوي وتعزيز بيع تذاكر الطيران المنخفضة التكلفة. ومن المتوقع أيضا أن يسهم عيد الربيع هذا العام في تعزيز قطاع السينما. وفي اليوم السادس والعشرين، تجاوزت إيرادات شباك التذاكر المسبق لأفلام عيد الربيع لهذا العام 600 مليون يوان. وتتوقع مراكز التسوق والمطاعم في الصين أيضا زيادة في الاستهلاك خلال فترة عيد الربيع، على غرار سوق الدور السينمائية.

وحققت سياسة إعفاء الأجانب من تأشيرة العبور التي أطلقتها الصين العام الماضي أهدافها. وتشير البيانات إلى أنه بحلول عام 2024، دخل 20.115 مليون أجنبي موانئ البلاد بدون تأشيرة، بزيادة نسبتها 112.3% على أساس سنوي. ويستمر تأثير الإعفاء من التأشيرة في الظهور، وتزداد شعبية "السفر إلى الصين". ونشرت الصحيفة الهونغ كونغية المذكورة افتتاحية في اليوم السادس والعشرين، قالت فيها إن "استراتيجية السفر بدون تأشيرة التي تنتهجها الصين تجاه عدد من البلدان قد أثمرت وحققت نتائج كبيرة. وقد تضاعف عدد هذه الزيارات في العام الماضي، وإن استعادة قطاع السياحة هي رافعة رئيسية لتعزيز الاقتصاد، ويعتبر جذب الأجانب للعودة إلى سوق السياحة الصينية سياسة حكيمة". وذكرت الافتتاحية أن الحكومة الصينية تعتزم تقديم المزيد من السياسات لجذب الأجانب للسفر إلى الصين في عام 2025.

وقالت قناة روسيا اليوم في 25 من الشهر الجاري إن المحللين في "ياندكس ترافيل"، وهي بوابة خدمات روسية عبر الإنترنت، وجدوا أن اهتمام الروس بالسفر إلى الصين خلال مهرجان الربيع هذا العام زاد بمقدار سبعة أضعاف، كما ارتفعت عمليات البحث والحجز لتذاكر الطيران إلى الصين. والمدن السياحية الأكثر شعبية هي بكين وشانغهاي وقوانغتشو.

وفي ديسمبر 2024، أجرت الدورة العادية التاسعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لليونسكو مراجعة وقررت إدراج "مهرجان الربيع - ممارسة الصينيين الاجتماعية للاحتفال بالعام الجديد التقليدي" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. وقد أسهم هذا في تعزيز عيد الربيع الصيني ليصبح عالميا. وفي مساء يوم 25، أقيم حفل الإطلاق العالمي لـ "عام صيني جديد سعيد 2025" أي عرض "عام صيني جديد سعيد، احتفالات عبر القارات الخمس" في العاصمة الماليزية كوالالمبور. وحضر رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الحفل وأعرب عن أمله في أن تعمل بلاده مع الصين لتحقيق شراكة مزدهرة وأهداف تنمية مشتركة.

وفتح صحفي بصحيفة "غلوبال تايمز" في ألمانيا صفحة الويب وكتب "العام الصيني الجديد" في محرك البحث غوغل. وعلى الفور، ظهر عرض متحرك للألعاب النارية، وحتى ظهر ثعبان في السماء. ومع تنامي نفوذ الصين، أصبح المواطنون في الدول الأوروبية مثل ألمانيا حريصين بشكل متزايد على المشاركة في احتفالات السنة الصينية الجديدة. وقدمت وسائل الإعلام الألمانية الكبرى للقراء معلومات علمية مفصلة، في الغالب باستخدام أسلوب سؤال وجواب للإجابة على أسئلة مختلفة حول مهرجان الربيع.

ونشرت صحيفة "ذا ستاندارد" البريطانية مقالا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري قالت فيه إن أكثر من ملياري شخص حول العالم يحتفلون بعيد الربيع. وهذا العام هو عام الثعبان، والذي يعتبر رمزا للمعرفة والبصيرة والإبداع والحكمة، ويرتبط أيضا بطول العمر والخصوبة والازدهار والحظ السعيد. وفي بعض التقاليد، يُنظر إلى الثعابين على أنها حماة للأماكن المقدسة. وتعد احتفالات لندن بالعام القمري الصيني الجديد هي الأكبر خارج آسيا، حيث تجذب عادة مئات الآلاف من الأشخاص في العاصمة وأجزاء أخرى من المملكة المتحدة.

وفي باريس، تقام أيضا احتفالات عيد الربيع بحيوية كبيرة. ولم تُظهر الاحتفالات التي أقيمت في مختلف أنحاء فرنسا سحر الثقافة الصينية الفريد فحسب، بل أصبحت أيضاً رابطاً مهماً في التبادلات الثقافية بين الصين وفرنسا. وأصبح عيد الربيع اليوم خارج نطاق المجتمع الصيني وأصبح نقطة مضيئة في المشهد المتعدد الثقافات في فرنسا. وفي مدينة ليون، مع وصول أول مهرجان ربيعي "للتراث الثقافي غير المادي"، دُعِيَ فريق شيمن ينغغه من مدينة شانتوه بمقاطعة قوانغدونغ لتقديم رقصة ينغغه الرائعة في المدينة الفرنسية.

وقالت قناة فرنسا 3 التلفزيونية الوطنية إن عيد الربيع يعتبر أحد أهم المهرجانات التقليدية للمجتمعات الآسيوية حول العالم. وقد استقطب هذا الحدث عددا متزايدا من المشاركين الفضوليين، كما أتاح للجمهور أيضا فرصة لفهم وتجربة سحر الثقافة الصينية المتنوعة.

وذكرت صحيفة "ويست أستراليان" في السادس والعشرين من الشهر الجاري أن مئات الآلاف من سكان غرب أستراليا من المتوقع احتفالهم بعيد رأس السنة القمرية الصينية مع مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم وإقامة سوق بيرث الشعبي للاحتفال برأس السنة الصينية. ويتضمن تقرير الصحيفة أيضا قائمة ببعض المشاهير المحليين الذين ولدوا في عام الثعبان، بما في ذلك حاكم ولاية أستراليا الغربية روجر كوك. وذكر التقرير أن غرفة التجارة الصينية في غرب أستراليا ستقيم حفل العشاء السنوي بمناسبة رأس السنة الصينية في غرب أستراليا في فبراير المقبل. وقد استقطب الحدث في العام الماضي رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز وآخرين.

وبحسب شبكة الأخبار الروسية، فقد أصبحت احتفالات عيد الربيع الصيني تحظى بشعبية متزايدة في الخارج خلال السنوات الأخيرة. ووفقاً لتقرير لوكالة "سبوتنيك" الروسية في 25 من الشهر الجاري، فقد قال نائب رئيس لجنة الاتصال الخارجي في سانت بطرسبرغ، إن جسر قصر الشتاء، أحد المعالم الشهيرة في سانت بطرسبرغ، سيفتتح لأول مرة في الصباح الباكر من يوم 29 يناير الجاري للاحتفال بالعام الصيني الجديد. وفي مهرجانات الربيع السابقة، زُيِّن جسر قصر الشتاء بالأضواء الحمراء، ولكن هذا العام ستقيم المدينة حفل افتتاح الجسر بمصاحبة موسيقية لأول مرة.

ونشر موقع مؤسسة الاستثمار الدولية "فيديليتي إنترناشيونال" مؤخرا مقالا يقول إن خبراء الاقتصاد في المؤسسة يعتقدون أن وتيرة الاقتصاد الصيني في عام الثعبان ستكون مستقرة. وستركز الصين على عوامل نمو الطلب الداخلي وستطبق المزيد من سياسات التيسير المالي والنقدي. وسوف تحدث إعادة توازن بين العوامل التي تحرك النمو الاقتصادي في الصين، وسوف يتحول النمو الاقتصادي الصيني إلى التركيز على الطلب المحلي، مما يعكس انتقال الصين المبكر إلى نموذج نمو عالي الجودة مدفوعا بالاستهلاك المحلي. ومن المتوقع أن يحافظ الناتج المحلي الإجمالي في الصين على نمو مستقر وأن يظل التضخم معتدلا.

وأصدر الموقع الرسمي لمجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة بيانا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري يفيد بأن عام 2025 هو العام الأخير لأهداف ومهام "الخطة الخمسية الرابعة عشرة" الصينية، وسيقدم صناع السياسات تقريرا ويضعون خطة خمسية جديدة. وقد تتخذ الحكومة الصينية تدابير إيجابية هذا الربيع وتستمر في السعي إلى الاعتماد على الذات والتقدم التكنولوجي. وقالت شبكة مديري الصناديق الآسيوية إن مراقبي السوق ينتظرون المزيد من التفاصيل بشأن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الصين. 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号