share
arabic.china.org.cn | 30. 01. 2025

مقالة خاصة: عودة أهالى جنوب لبنان إلى منازلهم بعد انتهاء الهدنة بين حزب الله وإسرائيل

arabic.china.org.cn / 03:12:25 2025-01-30

مرجعيون ،جنوب لبنان 29 يناير 2025 (شينخوا) بعد ساعات من انتهاء هدنة الـ 60 يوما الأحد الماضي والتي حددها اتفاق وقف إطلاق النارلانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، قصد مئات الأهالي أطراف قراهم الحدودية المحتلة قبل أن ينطلقوا نحوها غير آبهين للآلة العسكرية الإسرائيلية المصوبة فوهاتها باتجاههم .

ولليوم الرابع على التوالي الطرقات المؤدية إلى المناطق الحدودية بجنوب لبنان عجت بمواكب السيارات التي تضم عائلات رفع أفرادها الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله وصور لشهدائهم .

بوجه ممزوج بالحزن والفرح، وعيون تخبئ دموعا خلف الابتسامات، وخلال محاولتها اجتياز ساتر ترابي يقطع الطريق إلى بلدتها كفركلا شرق جنوب لبنان، قالت الستينية سلوى الشحيمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) لقد صمم أبناء القرى الحدودية الزحف لتحرير ما تبقى من أرضهم مهما غلت التضحيات".

وأضافت سلوى "جاء زحفنا على شكل طوفان بعدما حاول الجيش الإسرائيلي تكريس احتلاله، لعدد من القرى الحدودية بدعم أمريكي غير آبه باتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين لبنان وإسرائيل والذي أعطى الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يوما لإنجاز انسحابه من أرضنا" .

وتابعت "لقد تحدينا دبابات العدو غير عابئين بالتحذيرات الإسرائيلية، مدفوعين بما تبقى من الأمل والإصرار، سقط منا الكثير من القتلى والجرحى، لكننا تمكنا من دخول العديد من البلدات والتي كانت محرمة علينا في مشهد يحمل الكثير من العزة والكرامة".

وأعلنت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية يوم أمس الأول (الإثنين) أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 فبراير المقبل، بعد انقضاء فترته المحددة بـ 60 يوما فجر الأحد 26 يناير الجاري، بدون انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.

من جهته كان الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم قد أعلن في خطاب متلفز مطلع الأسبوع الجاري رفض الحزب تمديد مهلة انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد إعلان الحكومة عن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير المقبل.

وقال إن "استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية، والجميع مسؤول في مواجهته، من الحكومة إلى الشعب والمقاومة والأحزاب وكل الطوائف"، مؤكدا أنه "لا أحد في لبنان يمكن أن يقبل معهم بتمديد لحظة واحدة".

من جهته الستيني حسن الموسوي والذي قصد المنطقة الحدودية قادما من مدينة بعلبك شرق لبنان أوضح لـ ((شينخوا)) أنه أتى للتفتيش عن ولده الذي فقد منذ حوالي شهرين خلال المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي .

وقال "هذا الزحف الشعبي أفشل الهدف الإسرائيلي في البقاء لفترة غير محددة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وخلق واقعا جديدا، قيد إسرائيل وأمريكا بموعد جديد للانسحاب الإسرائيلي من كافة المناطق الجنوبية في مهلة تنتهي في 18فبراير القادم".

وأوضحت الشابة العشرينية دلال داوود والقادمة من مدينة طرابلس شمالي لبنان "لم تنحصر مشاهد التصدي للجيش الإسرائيلي بأبناء الجنوب فقط، بل كانت عشرات المواكب التي انضمت إليهم من شمال وشرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت".

وقالت "كان لافتا مشهد مئات النساء الجنوبيات وهن يجتزن الحواجز الترابية غير عابئات بالعوائق ودبابات الميركافا، التي كانت توجه فوهات مدافعها باتجاههن، فيما بدت أخريات في حالة حقد ويملؤهن القهر، بعدما عجزن عن دخول بلداتهن، للبحث عن أشلاء فلذات قلوبهن والذين غابوا عنهن لعدة أشهر دون أن يحدد مصيرهم بشكل حازم".

عند المدخل الغربي لمدينة الخيام شرق جنوب لبنان، عملت عناصر حاجز الجيش اللبناني على تسجيل أصحاب السيارات المتوجهة بكثافة إلى داخل المدينة والتي كانت قد شهدت مواجهات عنيفة على مدى شهرين، كما أشار الشاب الثلاثيني هيثم العبد الله .

وقال العبد الله لـ ((شينخوا)) "فرح العودة إلى الديار لم يحجب قسوة واقع المدينة التي قصفت بمختلف أنواع القذائف التي دمرت كل شيء، بحيث بات لا يمكن التعرف على معالمها".

وأضاف "أكوام من الركام تغطي كل مكان ومخلفات الاحتلال كانت شاهدة على خرابهم ،عبوات مياه وعلب أطعمة تحمل كتابات عبرية وذخائر متناثرة تركت داخل المنازل تذكر بالأيام الثقيلة التي عاشتها مدينتنا".

وفي بلدة كفرشوبا التي دمرها الجيش الإسرائيلي للمرة الرابعة على التوالي قال الخمسيني جميل يحيى لـ ((شينخوا))" يصر المواطنون وخاصة كبار السن على الوصول إلى منازلهم رغم العوائق وصعوبة التنقل بين الحجارة والأنقاض".

وتابع"فيما نشطت أمهات مع أطفالهن في البحث بين الركام عن أثرٍ من محتويات منازلهم أو أي شيء يذكرهم بفترة مضت مثل قطعة ملابس، كتاب أو دفتر أو صورة، تحمل رائحة من بقي تحت الأنقاض".

وقال حسين عبد الحميد لـ ((شينخوا)) بدأنا بتأمين ما أمكن من بنى تحتية في البلدة من حيث إصلاح شبكات المياه والكهرباء، وعملنا على تنظيف الطرقات من الركام على أن يتبع ذلك إعادة الإعمار والذي وعدنا به من قبل مجلس الجنوب حتى تكون عودة الأهالي آمنة وراسخة ".

ويواصل أهالي القرى الحدودية التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان لليوم الرابع على التوالي محاولات الانطلاق نحو قراهم بالسيارات وسيرا على الأقدام، ويجابهون بقطع القوات الإسرائيلية للطرق بالسواتر الترابية والصخور وبإطلاق النار على العائدين.

ووفق وزارة الصحة اللبنانية، قتل 25 شخصا وأصيب 160 آخرون بجروح جراء تصدي القوات الإسرائيلية لمحاولة اللبنانيين الدخول إلى بلداتهم في جنوب البلاد. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号