arabic.china.org.cn | 30. 01. 2025 |
القاهرة 29 يناير 2025 (شينخوا) نجحت مصر والأردن في إفشال دعوات صدرت في إسرائيل لتهجير سكان غزة خلال الحرب شنتها لأكثر من 15 شهرا وحولت القطاع إلى مكان غير صالح للحياة، وصولا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
لكن بعد أيام معدودة من سريان الاتفاق في 19 يناير الحالي، فوجئ البلدان بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنى فيها الدعوات الإسرائيلية، وطالب بنقل سكان من غزة إلى مصر والأردن، اللتين ردتا بالرفض القاطع.
ورغم الرد المصري الأردني الواضح، كرر ترامب موقفه، مشيرا إلى أنه لم يتراجع عن فكرة نقل الفلسطينيين خارج القطاع.
وأكد محللون سياسيون أن مخطط ترامب مآله الفشل، وشددوا على أن مصر لن ترضح لأي ضغوط أمريكية لاستقبال سكان غزة خاصة أن القاهرة تملك أوراقا كثيرة لمواجهة هذه الضغوط.
-- بالون اختبار
وقال الدكتور عبد المهدي مطاوع مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي في القاهرة إن "تصريحات ترامب توضح العقلية التي تحكم هذه الإدارة، ومن الواضح أن المجموعة الاستيطانية الإسرائيلية لها تأثير كبير في قرارات ترامب، لذلك ما نسمعه من الرئيس الأمريكي هو انعكاس لما يخطط له اليمين الإسرائيلي".
وأضاف مطاوع لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية يوسي دجان كان أحد أعضاء حملة ترامب الانتخابية وحضر حفل تنصيبه، وبالتالي تأثيره كبير على تفكير ترامب، وهذا أمر خطير يجب التعامل معه بإجراءات عملية تمنع مثل هذا المخطط.
بدوره، اعتبر الدكتور مختار غباشي الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية أن تصريحات ترامب حول نقل سكان غزة إلى مصر والأردن "بالون اختبار"، ورُفضت سريعا من القاهرة وعمان.
وأضاف أن "مسألة التهجير مرفوضة رسميا وشعبيا في مصر، وهناك تكاتف من الشعب المصري لرفض ذلك".
في حين قال مندوب فلسطين الأسبق بالجامعة العربية السفير بركات الفرا إن ترامب يتماهى مع اليمين الإسرائيلي المتطرف، والطرح الخاص بنقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن مرفوض شكلا ومضمونا بشكل قاطع من البلدين وكل الأمة العربية.
وتابع أن ترامب لا يملك أن يهجر الفلسطينيين لأنهم متمسكون بأرضهم ولا يريدون أن يخرجوا منها، وإذا تمسك ترامب بهذا الطرح الخاطئ فسوف تكون هناك تداعيات خطيرة جدا في المنطقة، وستخسر أمريكا كثيرا في المنطقة.
-- زعزعة لاستقرار المنطقة
وقال مطاوع إن تهجير الفلسطينيين من غزة بالتأكيد يؤثر على الأمن القومي المصري، ويزعزع استقرار المنطقة.
وأكد أن "مصر لن تقبل بأن يتم هذا التهجير، وستكون هناك تطورات سياسية قد تؤثر على عملية السلام بين مصر وإسرائيل إذا حاول أي طرف الضغط علي الفلسطينيين وإجبارهم على الهجرة".
وأضاف أن الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل هو "صراع البقاء"، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتبر نصرها في العام 1948 غير مكتمل، لأن هناك فلسطينيين بقوا في غزة والضفة والقدس الشرقية، لذلك يريد اليمين المتطرف الآن فعل كل ما يمكن لمنع أن يصبح عدد الفلسطينيين أكبر من اليهود.
ووفقا لمطاوع، فإن طبيعة القصف والحرب التي تمت في غزة توحي بأن الهدف الأساسي هو ترحيل الفلسطينيين، لأنه بدونهم لن توجد قضية فلسطينية.
وخلال الحرب في قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهرا أعلنت مصر والأردن مرارا رفضهما لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأكد البلدان الموقف نفسه بعد تصريحات ترامب التي طالب فيها مصر والأردن باستقبال بعض سكان غزة.
-- توقعات بفشل المخطط الأمريكي
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم أن تهجير أو ترحيل الفلسطينيين ظلم لا يمكن لبلاده أن تشارك فيه.
وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكيني ويليام روتو، إنه "لا يمكن السماح بتهجير الفلسطينيين نظرا لتأثيره على الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي"، وشدد على أنه لا يمكن أبدا التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن مصر عازمة على العمل مع الرئيس ترامب للتوصل إلى سلام منشود قائم على حل الدولتين، ولفت إلى أن "مصر حذرت في بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة ليتم تهجير الفلسطينيين بعد ذلك".
وأكد مطاوع أن مصر ستتمسك بموقفها الرافض لاستقبال فلسطينيي غزة، قبل أن يضيف أن "هناك سوابق تاريخية حاولت واشنطن وضع حلول على حساب الشعب الفلسطيني والأمن القومي المصري وفشلت، وأعتقد أيضا أن هذا المخطط سوف يفشل".
وتوقع أن "تكون هناك ضغوط على مصر لكن ستنكسر هذه الضغوط أمام إصرار الإرادة السياسية لمصر"، وأشار إلى أن هناك أوراقا في أيدي مصر لمواجهة الضغوط الأمريكية.
ومن بين هذه الأوراق، وفق مطاوع، مخالفة تهجير الفلسطينيين للقانون الدولي، وارتباط مصر باتفاق سلام مع إسرائيل، وقدرتها على تقديم الدعم والحشد والعمل الدبلوماسي، بالإضافة إلى علاقتها بكل الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير، وبالتالي يمكن لمصر أن تشكل مخططا يتضمن الفلسطينيين لصد أي محاولة للتهجير.
بينما رأى غباشي أن "مصر، وهي ترفض المقترح الأمريكي، تعلم أن أمريكا يمكن أن تستخدم المعونة الاقتصادية كورقة ضغط" عليها.
وتقدم واشنطن معونة عسكرية سنوية قيمتها 1.3 مليار دولار لمصر، وذلك منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل في العام 1978.
وشدد غباشي على أن "مصر سوف تصر على موقفها برفض تهجير الفلسطينيين، ولن ترضخ لأي ضغوط أمريكية" خاصة أن تهجير سكان غزة من شأنه تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه القاهرة، التي "لن تناقش المقترح الأمريكي من الأساس".
بدوره أكد الدكتور أحمد قنديل رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن مخطط ترامب "عبث، وأمر غير منطقي على الإطلاق أن تتحمل مصر والأردن تصفية القضية الفلسطينية لصالح التيار اليميني المتطرف في إسرائيل".
وأضاف "لا أعتقد أن أحدا في المنطقة سيقبل هذا الطرح ضيق الأفق الذي لا يراعي الحقوق" الفلسطينية.
وأردف أنه "في الوقت الذي يقوم ترامب بطرد المهاجرين من الولايات المتحدة، حتى أولئك الذين هاجروا بشكل شرعي، يطالب الدول الأخرى باستقبال اللاجئين، ومع الفارق أن الفلسطينيين موجودون على أرضهم وليسوا كحال المهاجرين الذين يبحثون عن فرص عمل".
بينما رأى الدكتور فاروق آدم أستاذ القانون الدولى بعدد من الجامعات السودانية أن خطة ترامب بتهجير سكان غزة قسرا ليست قانونية بالمقام الأول، وليست عملية، وغير قابلة للتطبيق.
وأضاف آدم أن الخطة تخالف قرارات مجلس الأمن، واتفاقيات السلام خاصة اتفاق وادي عربة، وأشار إلى أن كل دول المنطقة لاسيما الأردن ومصر لن توافق على المشاركة في هذه الخطة لأن من شأن ذلك تهديد الأمن القومي لهذه الدول.
-- مستقبل "حل الدولتين"
وقال مطاوع إن حل الدولتين سيواجه أزمة في ظل إدارة ترامب، وهذا الحل كان يواجه بالفعل صعوبات في ولاية ترامب الأولى.
وأردف أن ترامب خرج في ولايته الأولى عن نطاق حل الدولتين، ورغب في إنجاز صفقات التطبيع، ولا أعتقد أن حل القضية صفقة لأنه أعقد بكثير، وأشار إلى أن ترامب سوف يرغب في إنجاز التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
فيما أوضح غباشي أن المخطط الأمريكي بنقل سكان غزة ينهي القضية الفلسطينية بشكل نهائي، وأشار إلى أن تنفيذ حل الدولتين في عهد ترامب "وهم".
في حين قال قنديل إن إصرار الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب على عدم معالجة الجذور الأساسية للقضية الفلسطينية من شأنه أن يطيل الأزمة ويعقدها وينشر الفوضى في المنطقة. /نهاية الخبر/
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |