بيروت، مرجعيون جنوب لبنان 28 يناير 2025 (شينخوا) أصيب 24 شخصا بجروح اليوم (الثلاثاء) جراء قصف جوي إسرائيلي على منطقة النبطية بعمق جنوب لبنان رغم سريان وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي، وفق مصادر رسمية وأمنية لبنانية.

وذكر مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان أن غارة إسرائيلية مساء اليوم على النبطية الفوقا، أدت إلى إصابة 20 شخصا بجروح.

وأشارت إلى أن غارة إسرائيلية أخرى على بلدة زوطر، أدت إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح.

وقال مصدر أمني لبناني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخا جو/ أرض باتجاه سيارة "بيك اب" على طريق عام النبطية الفوقا بعمق بجنوب لبنان".

وأضاف أن القصف "أدى إلى إحراق السيارة وإصابة عدد من المواطنين بجروح تم نقلهم عبر سيارات عائدة للصليب الأحمر اللبناني إلى أحد مستشفيات النبطية".

وتابع "كما أغارت مسيرة ثانية على استراحة بمحاذاة الطريق الذي يربط النبطية الفوقا ببلدة زوطر".

وقالت (الوكالة الوطنية للإعلام) اللبنانية الرسمية إن "مسيرة إسرائيلية معادية نفذت قرابة السابعة والنصف من مساء اليوم (بالتوقيت المحلي) غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة بيك اب لتحميل الخضار والفاكهة على طريق عام النبطية الفوقا، على مقربة من مفرق الدير".

وأضافت أن "الغارة أدت إلى تدمير سيارة البيك اب وإصابة عدد من المواطنين صودف مرورهم بالمنطقة، إضافة الى احتراق عدد من السيارات التي كانت مركونة في الشارع".

كما "تسبب انفجار الصاروخ بدوي هائل تردد صداه في مختلف المناطق القريبة".

ولاحقا، قالت الوكالة إن "الطيران المسير المعادي جدد قرابة الثامنة والنصف من مساء اليوم عدوانه الجوي مستهدفا محيط استراحة فرح على طريق زوطر-النبطية الفوقا بصاروخ موجه".

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة شاحنة ومركبة تابعتين لحزب الله بجنوب لبنان.

وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي افيخاي ادرعي في بيان عبر منصة ((إكس)) إن "طائرات لسلاح الجو أغارت على شاحنة ومركبة أخرى تابعتين لحزب الله واللتين كانتا تنقل وسائل قتالية في منطقتي الشقيف والنبطية في جنوب لبنان وذلك لإزالة تهديد".

وأضاف المتحدث "تم استهداف الشاحنة والمركبة بعد مراقبة لجيش الدفاع خلال قيامهما بنقل الأسلحة".

وتابع "جيش الدفاع مصمم على العمل وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان وذلك رغم محاولات حزب الله العودة إلى منطقة جنوب لبنان وسيتحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها".

ومنذ 27 نوفمبر الماضي يسري اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وضع حدا للمواجهات التي نشبت بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في 8 أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة وتصاعدت في 23 سبتمبر الماضي.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار ينفذ الجيش الإسرائيلي من حين لآخر ضربات في لبنان يقول إنها لإزالة "تهديدات" حزب الله.

وأعطى الاتفاق مهلة 60 يوما لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، لكنها انتهت في 26 الجاري من دون اتمام هذا الانسحاب.

ووافقت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية على اقتراح أمريكي باستمرار العمل بالاتفاق حتى 18 فبراير المقبل، لكن أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم رفض تمديد مهلة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب مؤكدا أن "للمقاومة الحق بأن تتصرف بما تراه مناسبا".

واليوم، شدد الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون على وجوب الضغط على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف إطلاق النار، وعلى دفعها لوقف "اعتداءاتها" على الأهالي والقرى في الجنوب.

وجاءت دعوة عون بحسب (الوكالة الوطنية للإعلام) اللبنانية الرسمية خلال لقائين منفصلين مع كل من سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو وسفيرة الولايات المتحدة ليزا جونسون اللذين كانت وساطة بلديهما قد أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وذكرت الوكالة أن الرئيس عون تابع اتصالاته ولقاءاته بهدف معالجة الأوضاع في جنوب لبنان وانه تداول مع سفير فرنسا في التطورات الجنوبية الراهنة مركزا على "وجوب الضغط على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف إطلاق النار خلال الفترة التي تنتهي في 18 فبراير المقبل".

وفي الإطار نفسه تداول عون مع السفيرة الأمريكية في "الجهود المبذولة لدفع إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها على الأهالي والقرى في الجنوب، والتزامها بنود اتفاق وقف إطلاق النار ضمن المهلة المحددة".

ويواصل أهالي القرى الحدودية التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان لليوم الثالث على التوالي محاولات الانطلاق نحو قراهم بالسيارات وسيرا على الأقدام، ويجابهون بقطع القوات الإسرائيلية للطرق بالسواتر الترابية والصخور وبإطلاق النار على العائدين.

ووفق وزارة الصحة اللبنانية، قتل 25 شخصا وأصيب 160 آخرون بجروح جراء تصدي القوات الإسرائيلية لمحاولة اللبنانيين الدخول إلى بلداتهم في جنوب البلاد. /نهاية الخبر/