القاهرة 27 يناير 2025 (شينخوا) وسط حدائق النادي السويسري العريق بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة تجمع أكثر من 700 شاب وفتاة من الدارسين للغة الصينية وعشرات المهتمين بالشأن الصيني للاحتفال بعيد الربيع التقليدي مع أعداد كبيرة من الصينيين المقيمين في مصر في أجواء مفعمة بالتفاؤل.

ونظمت مجموعة بيت الحكمة للثقافة هذه الاحتفالية بشكل "مصري خالص" على مدى أكثر من أربع ساعات في النادي الكائن بضاحية إمبابة المكتظة بالسكان، بهدف نقل ثقافة عيد الربيع الصيني لطلاب اللغة الصينية في مصر.

وخلال الاحتفال اختلطت الزينة والفوانيس والنقوش الصينية التقليدية المميزة مع الخضرة وأشجار النخيل اليافعة في النادي، وفاحت روائح الطعام الصيني في جميع أركانه قبل أن يستمتع بمذاقه الحضور.

وتضمنت الاحتفالية العديد من الفعاليات والفقرات الثقافية والفنية والإبداعية الصينية والمصرية.

وقدمت فرقة فنية صينية خلال الحفل عزفا منفردا على الفلوت بعنوان "أغاني القوارب عند الغروب"، وأوبرا هوانغ مي "الأميرة المخطوبة"، ورقصة جماعية بعنوان "الباب المفتوح الأحمر"، بالإضافة إلى فقرات للشعر والإلقاء والغناء باللغة الصينية لطلبة مصريين.

وأعرب ليو ينغ مدير إدارة البحوث التعاونية بمعهد تشونغيانغ للدراسات المالية بجامعة الشعب الصينية في كلمة خلال الحفل عن تقديره العميق للطلاب المصريين الذين أبدعوا في تقديم عروض فنية مبهرة تعكس الروح الثقافية الصينية.

وقال ليو ينغ إنه شعر أثناء وجوده في القاهرة بأجواء عيد الربيع وكأنه في الصين، معتبرا أن الاحتفال من شأنه أن يعزز التقارب الثقافي بين الجانبين.

ورأى أن الاحتفال بمثابة فرصة فريدة له للتعرف عن قرب على الشعب المصري وثقافته.

من جهته، أعرب لي شانشان عضو جمعية الكتاب الصينيين مدير لجنة إنشاء أدب الأطفال في جمعية كتاب تشونغتشينغ، عن سعادته البالغة لما لمسه من مستوى عال وراق للدارسين المصريين للغة الصينية، والمستويات المتقدمة، التي تم تقديمها خلال الحفل من الطلبة المصريين، وكذلك ما شعر به من مشاعر محبة ومودة بين المصريين والصينيين المتواجدين بالاحتفال.

وأشاد شانشان بالاهتمام المصري الكبير خاصة من أجيال الشباب باللغة والثقافة الصينية، وثمن رغبتهم الكبيرة في التعرف عن قرب على الجانب الصيني.

وتضمنت الاحتفالية ورش عمل تفاعلية وألعابا ترفيهية لتعزيز التفاعل بين الحضور وتعريفهم ببعض الحرف التقليدية الصينية بأسلوب مرح ومفيد، مثل صنع الفوانيس الصينية، وتعلم الكتابة بالخط الصيني.

وجرى تقديم عروض ومسابقات، منها أفضل زي تقليدي لإبراز جمال الأزياء الصينية، بالإضافة إلى معلومات عامة حول الصين والثقافة والحضارة الصينية وفقرات أخرى.

كما تم تقديم فقرات غنائية وفنية باللغة العربية للتأكيد على امتزاج الثقافتين، تضمنت أغاني شهيرة، منها "فيها حاجة حلوة"، و"حلاوة شمسنا" و"مصر هي أمي"، بالإضافة إلى عدد من الرقصات.

وأعربت بسنت حربي، وهي طالبة مصرية بقسم اللغة الصينية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، عن سعادتها البالغة بالمشاركة في الاحتفال مع الصينيين والمصريين بالعيد الصيني العريق.

وقالت حربي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد كانت فرصة عظيمة لي للتعرف على الكثير من الثقافة الصينية، وذلك من خلال العروض الفنية والثقافية والمسابقات التي قدمت خلال الاحتفالية، خاصة ما يتعلق بثقافة الطعام، وكذلك الشعر والأغاني والأزياء، مما قرب لي الصين وقربني إليها بشكل كبير".

من جهتها، قالت المصرية حبيبة محمد، وهي طالبة بقسم اللغة الصينية بجامعة قناة السويس "سعداء جدا بالتواجد وحضور هذه الاحتفالية التي لا تعبر فقط عن الثقافة الصينية، وإنما تربط أيضا بين الشعبين المصري والصيني بروح محبة وتعاون وصداقة".

وأعربت عن أملها في أن يكون هناك المزيد والمزيد من مثل هذه الاحتفاليات للتعريف أكثر بالثقافة الصينية وتعزيز الترابط والتمازج بين الشعبين.

وأقيمت الاحتفالية بمشاركة عدد من المؤسسات المهتمة بالعلاقات المصرية الصينية، مثل جمعية الصداقة المصرية - الصينية، وجمعية الدارسين المصريين في الصين، وجمعية مترجمي اللغة الصينية في مصر، بالإضافة إلى طلبة مجموعة بيت الحكمة.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة ومنظم احتفالية عيد الربيع الدكتور أحمد السعيد، لـ((شينخوا)) إن الاحتفال بعيد الربيع الصيني هذا العام جاء "مصريا خالصا" بهدف نقل ثقافة عيد الربيع الصيني لطلاب اللغة الصينية في مصر.

وحضر الاحتفال أكثر من 700 طالب وذويهم في رسالة من الشعب المصري للشعب الصيني يقولون فيها "كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الربيع"، وفق السعيد.

وأضاف أن هذه الاحتفالية تؤكد أن مصر حاضنة لكل الثقافات وأنها ترحب بكل الصينيين فيها، ويشاركونهم الاحتفال بواحد من أهم الأعياد في التاريخ البشري ولكن على الطريقة المصرية.

وتضمن الاحتفال أيضا معرضا للكتب ومعرضا للزينة الصينية، ووفر فرصة لتذوق الطعام الصيني، والتعارف والتقارب بين المصريين والصينيين، بحسب السعيد. /نهاية الخبر/