بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

27 يناير 2025 / شبكة الصين / يعتبر منتدى دافوس من أهم المنتديات الاقتصادية في العالم، حيث تأسس في عام 1971 تحت اسم "الإدارة الأوروبية" وكان يجمع المسؤولين والخبراء لمناقشة الأمور الإدارية، ليتطور المنتدى ويتغير في عام 1987 تحت اسم "المنتدى الاقتصادي العالمي"، ثم تسميته بمنتدى دافوس نسبة إلى المدينة السويسرية التي يُقام فيها المنتدى، ويجتمع آلاف القادة كل عام لتداول أهم القضايا الاقتصادية لمختلف دول العالم. وقد عُقد منتدى دافوس لهذا العام في الفترة من 20 إلى 24 يناير 2025 بحضور أكثر من 350 من القادة الحكوميين من مختلف الدول من بينهم 60 رئيس دولة وحكومة، ويحمل المنتدى هذا العام عنوان "التعاون من أجل العصر الذكي"، وتمحورت النقاشات في المنتدى حول عدم اليقين الجغرافي الاقتصادي والاستقطاب الثقافي والتوترات التجارية والمناخية. وقد أكد المنتدى أيضا على أهمية الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وغيرها من المجالات الحيوية التي تواكب التطورات العالمية. وقد جلب المنتدى اهتمام أكثر من 1600 من قادة الأعمال حول العالم من بينهم كبار المسؤولين من الشركات الأعضاء ومن المبتكرين ورواد التكنولوجيا في العالم.

أكد المنتدى الاقتصادي لعام 2025 أنه يجب على المجتمع الدولي التعاون معا من أجل التغلب على التحديات العالمية في مجالات الاقتصاد الكلي وتغير المناخ، كما أكد المشاركون في المنتدى على أهمية التعاون من أجل تطوير التكنولوجيا والابتكار وتعزيز دور التكنولوجيا في تعزيز مستقبل الاقتصاد وتطوير الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات وتعزيز تقنيات الطاقة النظيفة. كما بحث المشاركون أيضا على كيفية تحقيق التنمية المستدامة، وقد تناول المنتدى أيضا العدالة الاجتماعية والفرص الاقتصادية للجميع ودعم مختلف المجتمعات المهمشة. وتشارك الصين في المنتدى بشكل دائم، كما يُعتبر دورها في المنتدى محوريا نظرا لكونها من أهم الاقتصادات العالمية، وكان للصين حضور بارز هذا العام، بمشاركة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، دينغ شيويه شيانغ، والذي قد أوضح التوجه الاقتصادي الصيني وأهمية التعاون في السياسة الصينية مع بقية دول العالم من أجل تحقيق استقرار اقتصادي عالمي، حيث إن الصين لا تسعى إلى تحقيق فائض تجاري بل تهدف إلى استيراد المزيد من الخدمات والمنتجات ذات جودة عالية لدعم التوازن التجاري، كما أكد دينغ خلال كلمته في المنتدى معارضة الصين للحمائية التجارية ودعا إلى تطبيق التعددية لتحقيق المنفعة المتبادلة وتعزيز التنمية لمختلف الشعوب حول العالم.

تلعب الصين دورا بارزا في استقرار الاقتصاد العالمي، حيث إنها ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر سوق استهلاكية، كما أن سياستها الاقتصادية تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين مختلف الجهات من خلال العديد من المبادرات والمنصات الصينية، من أهمها مبادرة "الحزام والطريق" والتي تضم أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية، وأيضا معرض الصين الدولي للاستيراد والذي يستقطب الشركات من مختلف الدول لدخول الأسواق الصينية، كما تبذل الصين جهودا كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي ومواجهة التحديات العالمية، وتؤكد دائما التزامها بالتعاون الدولي والتعددية التجارية. وتضطلع الصين بدور جوهري في التجارة العالمية، فهي "محرك" هذه التجارة، وتساهم في دعم الأسواق الناشئة واستقرار سلاسل التوريد، كما نفذت الحكومة الصينية سياسات نقدية ومالية متوازنة لدعم النمو الاقتصادي، وقد أكدت الصين في منتدى دافوس لعام 2025 على التزامها بدورها لتعزيز التجارة المتوازنة  والانفتاح الاقتصادي والتعاون في الابتكار التكنولوجي وتحفيز الاستثمارات وذلك لتحقيق المزيد من الاستقرار الاقتصادي العالمي.

أكدت الصين في منتدى دافوس، دعمها للاستقرار الاقتصادي العالمي من خلال عدة استراتيجيات تركز على تعزيز التعاون الدولي والانفتاح الاقتصادي ومكافحة التغير المناخي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وزيادة الدعم التكنولوجي للدول النامية وتطوير الذكاء الاقتصادي والطاقة النظيفة وغيرها من مجالات التعاون، حيث تبرز الصين دورها البارز لتحقيق التنمية المستدامة.